بعد فترة بيات شتوي استمرت ستة أشهر شهدت عمليات صيد «الضبان» نشاطا كبيرا في صحاري الرياض، حيث يتفنن الصيادون في ابتكار العديد من طرق الصيد التي تسهل لهم المهمة من أجل مد الأسواق الخاصة التي تبيع لحومه بكميات كبيرة؛ نظرا إلى الإقبال الكبير عليه، حيث تعد منه وجبات شهية ويتفنن البعض في طبخه وشوائه ومن ذلك إعداده كما يعد المضغوط والمندي والكبسة. ويعد الضب، ويطلق عليه أحيانا الحائر، من فصيلة العظايا التي تتبع طائفة الزواحف وهي شائعة الانتشار، وتتميز بالرأس والجسم القصير وهي مسالمة غير سامة باستثناء بعض أنواع منها نادرة، وتكثر في المناطق الصحراوية المفتوحة وبخاصة في المنطقة الوسطى. وهناك مناطق تشتهر بوفرتها وبخاصة الرياض والقصيم والربع الخالي وغيرها من المناطق الأخرى ومنها المحميات لذلك تجد الكثير من الشباب ينطلقون في رحلات صيد منظمة إلى تلك الأماكن ويستخدمون كثيرا من حيل الاصطياد وإن كان بعضها ممنوعا مثل الصيد بالإغراق في الماء أو استخدام عادم السيارة. وتشهد بعض الأسواق الشعبية التي تباع فيها الطيور والحيوانات في الرياض بسطات لبيع الضبان بعضها تديرها نساء وعمال آسيويون، منهم من يذبح ويسلخ. وتعرض في السوق كميات كبيرة من الضبان وبأحجام مختلفة وتبدأ أسعار البيع من 20 ريالا للأحجام الصغيرة وتتدرج لتصل إلى 50 ريالا للأحجام المتوسطة و200 ريال للأحجام الكبيرة. فهد الدوسري أحد هواة صيد الضبان قال ل«شمس» إن الإقبال على صيد الضبان لم يكن من فراغ، فلحومه تحتوي على قيمة غذائية عالية، مشيرا إلى أن سكان المنطقتين الوسطى والشمالية، هم الأكثر تناولا للحوم الضبان التي ربما لا تجد شعبية في مناطق أخرى. وأضاف أن صيد الضب موسمي لأنه يختفي في فصل الشتاء داخل جحوره أكثر من ستة أشهر وهي فترة البيات الشتوي، ويعتمد الضب على الأعشاب في غذائه ولا يشرب الماء بل يعتمد على تحويل الرطوبة في الجو المحيط إلى مياه بواسطة ذيله. وعن طرق صيد الضبان ذكر الدوسري أنها كثيرة ومتنوعة ومنها المكناس وهي آلة حديدية طويلة لها رأسان يتم إدخالها إلى جحر الضب ثم يتم الضغط عليه بقوة لكي لا يهرب بعدها يتم الحفر فوق الجحر حتى يتم الإمساك به وإخراجه وهذه الطريقة مثلى عندما يشتد الحر، حيث يفضل الضب البقاء داخل جحره. وهناك الصيد بالرصاص وكذلك مطاردته والإمساك به وهي طريقة يعشقها كثيرون لأن فيها نوعا من التحدي بين الصياد والفريسة. كما هناك طريقة إغراق جحر الضب بالماء مع مراعاة عدم إحداث صوت وبالتالي يخرج الضب ويتم الإمساك به. وذكر أن هناك طريقة أخرى تصلح في الليل بخداع الضب بأن هناك مطرا ليخرج من جحره الذي يصل طوله من متر إلى مترين وأحيانا يصل إلى أربعة أمتار، ويتم ذلك بتشغيل وإطفاء كشافات السيارة بشكل متكرر للإيهام بأنه برق مع رش الجحر بالماء، وبالطبع هناك طريقة شائعة وإن كانت ممنوعة نظاميا وهي بواسطة شكمان السيارة الذي يطلق انبعاثاته داخل الجحر فيصاب الضب بالاختناق فيضطر للخروج، وهناك من يستخدم الغاز ليصيب الضب بالاختناق. أما الصياد بدر العيار فذكر أن الضبان تكثر في المناطق الصحراوية وبخاصة في المنطقة الوسطى وهناك مناطق تشتهر بوفرتها وخاصة منطقة الرياض ومنها التنهات والصمان والتوضحية ورماح وديراب والخرج والحوطة والأفلاج ووادي الدواسر والمجمعة، بالإضافة إلى مناطق أخرى كحفر الباطن والقصيم والربع الخالي وغيرها من المناطق الأخرى خاصة المحميات. مشيرا إلى أن الضبان تتكاثر بشكل أكبر داخل المحميات وبالطبع فإن الصيد فيها ممنوع .