أنهى هواة صيد الضبان استراحتهم، التي دامت طوال فصل الشتاء، وعادوا إلى اقتناصها، مع بدء ارتفاع درجة حرارة الجو وخروج الضبان من سباتها الشتوي. ومشطت سيارات الجيب، في الأسابيع الماضية، الصحراء بالقرب من النعيرية وقرية العليا، بحثاً عن جحور الضبان وصيد أكثر عدد ممكن. وتبدو ملامح الجد والفرح في الوقت ذاته على الصيادين، وقال ناصر عبدالله، الذي كان مستعداً للصيد، إن «طرق صيد الضب كثيرة»، مضيفاً أن من بينها «رمي الهوائيات على الضب، بخاصة أنه لا يفر إلا مع اقتراب الخطر منه، لذلك يكون الهوائي وسيلة ناجحة في معظم الأحيان لصيده، بل أصبحت طريقة محببة لدى الشباب، إذ يصيب الهوائي رأس الضب، بالدوار ويفقده الحركة موقتاً». وأوضح أن «الوقت الفاصل بين فقده لوعيه وذبحه لا يستغرق دقائق، وإلا كانت العواقب وخيمة». وأشار إلى أن «الطريقة التقليدية لصيد الضبان، وضع أنبوب يمتد من فتحة عادم السيارة إلى جحر الضب، إلا أن هذه الطريقة بدأت في التلاشي، وحل مكانها الصيد بالمطاردة ورمي الهوائيات». ويعد الضب من أشهر الحيوانات البرية في الجزيرة العربية، وهو معرض إلى خطر الانقراض، بسبب كثرة صيده من دون ضوابط تحد من ذلك. ويعود سبب الصيد الكبير إلى المتاجرة بالضب لارتفاع سعره والرغبة في أكله. وعادة ما يصطاد إما بإطلاق النار عليه أو مطاردته ومحاولة مسكه باليد. ويستخدم آخرون الماء لإغراق جحره. ورافقت «الحياة» الأسبوع الماضي، الصيادين في الصحراء، شمال غربي محافظة النعيرية وقرية العليا، وبالقرب من السعيرة. ولاحظت انتشاراً كثيفاً للسيارات، ووجود رجال اصطحبوا عائلاتهم في رحلات صيد، على رغم الحرارة المرتفعة والغبار، اللذين لم يمنعا أحداً منهم من ممارسة هذه الهواية المفضلة. وأشار سعود أحمد، القادم من مدينة الرياض بصحبة عائلته، إلى «تحول صيد الضبان إلى عادة، نقوم بها كل عام، بل ننتظر موسم الصيد بفارغ الصبر». وأضاف أن «الصحراء القريبة من الرياض، لا يوجد فيها صيد لوعورة المكان، ولكن المنطقة الواقعة في شمال محافظة قرية العليا، توجد فيها الضبان بأعداد كثيرة، عاماً بعد عام، وتجدها بعيدة عن جحورها، وتستطيع الإمساك بها قبل هربها». وقال: «في بعض الأحيان نستطيع صيد أكثر من ضب في الوقت ذاته»، موضحاً أن «طريقة صيده إما بضربه بالعصي أو بالأحذية، أو حتى مسكه باليد إذا كان الصائد عارفاً له». وأبدى أحمد حرصه على الضبان، وقال: «كنا في وقت سابق لا نميز بين ذكر وأنثى، فيما الوضع الآن مختلف، ونحرص على إطلاق الأنثى حفاظاً على التكاثر». وفيما يفضل صيادون أكل الضب أو بيعه، يستغل آخرون موسم الصيد للمرح والنزهة، وقال حمد المطيري ان «أكثر مطاردي الضب لا يأكلونه، وإنما يستمتعون بالبحث عنه وصيده، وعادةً ما يطلقون سراحه في نهاية الرحلة»، إلا أن الأمر لا «يخلو من قيام البعض بقتله ورميه من دون الاستفادة منه». وضم المطيري صوته إلى أصوات المطالبين بالمحافظة على الضب، وقال: «يجب معاقبة العابثين، بخاصة أن الضب بدأت أعداده في الانحسار في الأعوام السابقة». وتعتبر نهاية فصل الشتاء، وبداية الصيف وقتاً لبدء التكاثر بين الضبان، كما تضع الإناث البيض في شهر حزيران (يونيو) وبداية تموز (يوليو)، وعادة ما تضع نحو 40 بيضة، ويوضع البيض في حفرة عمقها 50 سنتمتراً. وتحذر تقارير طبية من الإكثار من تناول لحم الضب، لاحتوائه على نسبة عالية من الكوليسترول. وفي الوقت ذاته، يحتوي على نسب عالية من البروتينات والأحماض الأمينية.