شبرقة - (واس) بَدَل الزهراني : استشعاراً لأهمية توفير المياه في المملكة ذلك العنصر الحيوي الذي تقوم عليه الحياة وحوله قامت أولى الحضارات البشرية خاصة في بلادنا ذات الموارد المائية الشحيحة ،أطلق الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - رحمة الله - أول مشروعات تحلية المياه المالحة لتصبح المملكة التي تعاقب ملوكها على تنفيذ هذه الاستراتيجية أكبر منتج للمياه المحلاة عالميا واستغلت خبراتها وطورت تقنياتها لتعمل على تحويل محطات التحلية إلى محطات منتجة للمياه العذبة والكهرباء في آن واحد. وعرفت المملكة العربية السعودية تحلية المياه منذ خمس وثمانين عاماً من خلال عملية التكثيف لتقطير مياه البحر التي كانت تعرف آنذاك باسم " الكنداسة " وكان ذلك عام 1348ه الموافق 1928م حين أمر موحد هذه البلاد الملك عبدالعزيز - رحمه الله - بإنشاء وحدتي تكثيف لتقطير مياه البحر لإمداد مدينة جدة بالمزيد من مياه الشرب . ثم أنشئت المراحل الأولى لمحطات التحلية فى محافظتي الوجه وضباء الواقعتين على ساحل البحر الأحمر في العام 1389ه بطاقة إنتاجية بلغت 60 ألف جالون ماء يومياً لكل محطة ثم تلتها عام 1390ه محطة التحلية فى جدة المرحلة الأولى بطاقة إنتاجية قدرها خمسة ملايين جالون ماء يومياً وخمسون ميجاوات كهرباء . وتواصل التوسع والتطور فى صناعة تحلية المياه المالحة بعد صدور المرسوم الملكي فى 20 / 8 / 1394ه بإنشاء المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة بصفتها مؤسسة عامة مستقلة لتباشر أعمالها بإنشاء محطات أحادية الغرض لإنتاج المياه المحلاة فقط أو ثنائية الغرض لإنتاج الماء والكهرباء . واثمرت جهود المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة في توفير المياة المحلاة من البحر من محطاتها العاملة والبالغة 27 محطة في انحاء المملكة المنتشرة على الساحلين الشرقي والغربي منها 6 محطات على ساحل الخليج العربي و 21 محطة على طول ساحل البحر الأحمر . وحظيت مشاريع تحلية المياه المالحة في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - أيده الله - بدعم مالي كبير كان حافزاً لمواصلة السِباق مع الزمن لإقامة المزيد من المشاريع من خِلال ميزانية تضاعفت اعتماداتها عن الأعوام السابقة بنسبة كبيرة جداً حيث بلغت في هذا العام 1433/1434ه (2012م) (15.46) مليار ريال مما مكن المؤسسة من التوسع في البنى الأساسية لمرافقها وليصل إجمالي الإنتاج الفعلي من المياه المحلاة خلال عام 1432 /1433 ه 933 مليون متر مكعب تمَّ إنتاج 526 مليون متر مكعب من محطات الساحل الشرقي و 407 مليون متر مكعب من محطات الساحل الغربي ، بالإضافة إلى إنتاج 5029 ميجاوات من الكهرباء يصدر الفائض منها إلى شبكة الشركة السعودية للكهرباء. ووصلت أطوال خطوط أنابيب نقل المياه المحلاة من المحطات إلى المناطق المستفيدة إلى أكثر من 5000 كيلو متر شاملة 34 محطة ضخ و 184 خزاناً تتجاوز طاقتها التخزينية الإجمالية 10 ملايين متر مكعب ، بالإضافة إلى 16 محطة لخلط المياه المنتجة من محطات التحلية بمياه الآبار وذلك لضمان استمرارية تدفق المياه عبر الأنابيب بمعدلات ثابتة مهما كان طول الخط أو ارتفاع المناطق التي يمر بها عن سطح البحر. كما تنفذ المؤسسة عدداً من مشاريع محطات التحلية وتوليد الكهرباء وخطوط نقل المياه المنتجة بتكاليف تتجاوز 40 مليار ريال تتمثل في محطة رأس الخير وخطوط أنابيب نقل المياه المنتجة إلى الرياض ، وخطوط أنابيب مياه الشقيق ( المرحلة الثالثة ) ، وخط نقل مياه الشعيبة / الطائف ، وخط مياه الطائف / الباحة . ويجري العمل حالياً على طرح عدد من المشاريع التنموية العملاقة تشمل مشروع محطة تحلية ينبع المدينةالمنورة ( المرحلة الثالثة ) بطاقة إنتاجية 550.000 متر مكعب من المياه يومياً و2.500 ميجا واط كهرباء لتغذية منطقة المدينةالمنورة والمحافظات والقرى التابعة لها فيما سيصدر الفائض من إنتاج الكهرباء إلى شركة مرافق في ينبع والشركة السعودية للكهرباء، فيما سيتم طرح مشروع محطة تحلية رابغ ( المرحلة الثالثة ) بطاقة إنتاج من المياه المحلاة تبلغ 9.000 متر مكعب يومياً وكذلك مشروع محطة تحلية حقل ( المرحلة الثالثة ) بطاقة إنتاج من المياه المحلاة تبلغ 9.000 متر مكعب يومياً وسيتم طرح مشروع محطة تحلية ضباء ( المرحلة الرابعة ) بطاقة إنتاج من المياه المحلاة تبلغ 9.000 متر مكعب يومياً ،سعياً لمقابلة الطلب على المياه في هذه المحافظات . وتتطلع المؤسسة العامة لتحلية المياه إلى تنفذ عدد من مشاريع خطوط الأنابيب، حيث تم طرح مشروع تنفيذ نظام نقل مياه ينبع / المدينةالمنورة ( المرحلة الثالثة ) بطول 597 كيلو متر وقطر 24-76 بوصة بسعة 560.000 متر مكعب من المياه يومياً لنقل المياه المحلاة من محطة التحلية بينبع إلى منطقة المدينةالمنورة وقراها وهجرها . كما سيتم تنفيذ مشروع نظام نقل مياه الليث بطول 85.5 كيلو متر وقطر 5-8 بوصة بسعة 4.500 متر مكعب من المياه ، إضافة إلى مشروع نظام نقل مياه رابغ / خليص بطول 90 كيلو متر وقطر 16 بوصة بسعة 5.000 متر مكعب من المياه يومياً . وبلغت نسبة تصدير المياه المحلاة من محطات المؤسسة في العام 2005م 1.025.048.182 متراً مكعباً من المياه فيما بلغ في العام 2010م 833.129.651 مترا مكعبا حيث انخفض تصدير المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة من الماء بنسبة 14% مقارنة بالعام 1430ه نتيجة إيقاف و تخفيض إنتاج بعض الوحدات بمحطات الشعيبة والجبيل والشقيق لاستيعاب الكميات المستلمة من شركات القطاع الخاص عبر خطوط نقل المياه التابعة للمؤسسة التي بلغت حوالي 423 مليون متر مكعب إضافة إلى مشاريع الصيانة وبرامج الإعمار لوحدات التحلية في بعض المحطات . وأنفقت حكومة المملكة على مشاريع المؤسسة من تشغيل وصيانة لمحطات التحلية مليارات الريالات ايمانا منها باهمية الماء في حياة الشعوب حيث تضاعف الإنتاج من الماء إلى أكثر من مائة مرة ومن الكهرباء أكثر من ثمانين مرة خلال ثلاثة عقود ونصف عقد من الزمن ، ومن تلك المحطات محطة الجبيل التي تعد أكبر محطة تحلية فى العالم ومجمع محطات جدة ومحطة مكةالمكرمة / الطائف ومحطة المدينةالمنورة / ينبع ومحطة الشقيق ومحطة الخبر. وصدرت في شهر رجب من عام 1430 موافقة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - أيده الله - على إنشاء مشروع موحد لتحلية المياه وإنتاج الطاقة الكهربائية بطاقة مقدارها 550 ألف متر مكعب من المياه و 1700 ميجاوات من الكهرباء لتلبية الاحتياجات المستقبلية للمدينة المنورة وبعض مدن ومراكز المنطقة ولمقابلة احتياجات شركتي مرافق والشركة السعودية للكهرباء بتكلفة تقديرية للمشروع تبلغ أربعة عشر مليار ريال. وسيخصص من إنتاج هذا المشروع الكبير 400 ألف متر مكعب من المياه للمدينة المنورة و 150 ألف متر مكعب من المياه وألف وسبعمائة ميجاوات من الكهرباء لشركتي مرافق والشركة السعودية للكهرباء . ولم تألوا الحكومة الرشيدة جهدا ففي الثامن من شهر محرم 1424ه رعى خادم الحرمين الشريفين حفل افتتاح المرحلة الثانية لمشروعي محطة تحلية المياه المالحة والقوة الكهربائية بالشعيبة ونظام نقل المياه المحلاة إلى مكةالمكرمةوجدهوالطائف . كما رعى حفظه الله فى الخامس عشر من شهر ذي القعدة 1425 ه حفل افتتاح مشروع نقل المياه المحلاة من محطة التحلية وتوليد الطاقة بالخبر إلى محافظتي الأحساء وبقيق بما قرابته تسعين ألف متر مكعب من مياه البحر المحلاة وبتكلفة بلغت 578 مليون ريال . وفي الثامن عشر من شهر ذي الحجة عام 1427ه صدرت موافقة خادم الحرمين الشريفين على زيادة إنتاج المياه المحلاة من محطة التحلية بالشعيبة ( المرحلة الثالثة ) بمقدار 150 ألف متر مكعب يومياً لتغطية الحاجة المتنامية للمياه في محافظة جدة . واستطاعت المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة من تحقيق مستوى عال من الأداء خاصة فى برامج تشغيل وصيانة المحطات وأنظمة نقل المياه ومواصلة برامج المؤسسة فى إعادة أعمار محطات التحلية وإنتاج الطاقة الكهربائية واستكمال بعض المشاريع خلال السنوات القليلة القادمة . وتوقعت مصادر في المؤسسة أن يكون الاحتياج من مياه الشرب المنتج من محطات التحلية نحو 6 ملايين متر مكعب من المياه يومياً في عام 1446 ه وستصل تكاليف إنشاء محطات التحلية لتغطية هذا الاحتياج مع خطوط النقل اللازمة للسنوات القادمة قرابة سبعين مليار ريال. وفيما يتصل بمشاركة القطاع الخاص في مشروعات التحلية أشار التقرير السنوي للمؤسسة إلى أن العمل يجري حالياً على تنفيذ عدد من مشروعات الإنتاج المزدوج التي وافق عليها المجلس الاقتصادي الأعلى وأتاح بموجبها الفرصة للقطاع الخاص للمشاركة والاستثمار فيها وفق أسس ومعايير محددة بواقع 66 % للمستثمر و 32 % لصندوق الاستثمارات العامة و 8 % للشركة السعودية للكهرباء. وعدد التقرير المشاريع التي يسهم فيها القطاع الخاص ممثلة في محطة الشعيبة في مرحلتها الثالثة بطاقة مليون وثلاثين ألف متر مكعب من المياه المحلاة يوميا وتسعمائة ميجاوات من الطاقة الكهربائية ، ومحطة الشقيق في مرحلتها الثانية بطاقة إنتاجية قدرها مائتان واثنا عشر ألف متر مكعب من المياه المحلاة يوميا وثمانمائة وخمسون ميجا وات من الطاقة الكهربائية ومشروع محطة الجبيل ( المرحلة الثالثة ) الذي دمج مع مشروع شركة مرافق بالجبيل ليكون إجمالي الطاقة الإنتاجية ثمانمائة ألف متر مكعب من المياه المحلاة يوميا وألفين وخمسمائة ميجا وات من الطاقة الكهربائية . وبين التقرير موافقة المقام السامي على إدراج مشروع ينبع / المدينة في مرحلته الثالثة ضمن المحطات التي ستنفذ بمشاركة القطاع الخاص بطاقة قدرها أربعمائة ألف متر مكعب يوميا من المياه المحلاة ،في حين يجري العمل لتنفيذ ست محطات تحلية في محافظات الوجه ورابغ والليث والقنفذه وفرسان وأملج بطاقة إجمالية ثلاثة وستين ألف متر مكعب من المياه يومياً بتكلفة قدرها ثمان مئة وأحد عشر مليون ريال. ومن أهم مشاريع محطات التحلية التي تنفذها المؤسسة العامة لتحلية المياة المالحة وتم إستلامها بشكل مبدئي وفقا للتقرير محطة الوجه بطاقة 9.000 متر مكعب يومياً ورابغ بطاقة 18.000 متر مكعب يوميا ، والليث بطاقة 9.000 متر مكعب يومياً والقنفذة بطاقة 9.000 متر مكعب يومياً واملج بطاقة 9.000 متر مكعب يوميا. أما مشاريع خطوط الأنابيب الجاري تنفيذها من قبل المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة فهناك مشروعا نظام نقل الشعيبة ( المرحلة الثالثة ) بطول 349 كيلو متر وتستفيد منه كل من مكةالمكرمةوجدةوالطائف ونسبة المنجز منه 96% ومشروع تنفيذ خطوط انابيب محطات التحلية الصغيرة ( الوجه ، املج ، رابغ ، الليث ، القنفذة ، فرسان ) وتم الاستلام المبدئي للمشروع ، ومشروع توريد وإنشاء خطوط الانابيب الخاصة بنقل المياه المحلاة للمحطات الصغيرة الجديدة في كل من ( الوجه ، رابغ ، الليث القنفذة ، فرسان ) وتم الاستلام المبدئي للمشروع ، ومشروع تنفيذ انظمة نقل مياه الشقيق ( المرحلة الثانية ) ومشروع نقل مياه المنطقة الشرقية ( المرحلة الثانية ) ومشروع محطة التحلية بجدة ( المرحلة الثالثة ) بالتناضح العكسي بطاقة 240 ألف متر مكعب في اليوم ومدة التنفيذ 36 شهراً ومشروع المجمعات السكنية بالساحل الغربي ونسبة المنجز منه 5% ، ومشروع إزالة الكبريت من غلايات محطة جدة ( المرحلة الرابعة ) وتم الاستلام المبدئي للمشروع ، ومشروع تنفيذ وتوريد محطات التحويل الكهربائية وتوسعة المحطات القائمة إلى محطة ضخ نظام مياه الشقيق ( المرحلة الثانية ) ونسبة المنجز 50 في المائة . وبين التقرير أن الموافقة السامية قد صدرت لتنفيذ مشروعين كبيرين في رأس الزور بطاقة // 1.000.000 // متر مكعب وأخر في ينبع بطاقة // 400 // ألف متر مكعب يومياً . ونوه معالي وزير المياه والكهرباء رئيس مجلس إدارة المؤسسة العامة لتحلية المياه المهندس عبدالله بن عبدالرحمن الحصين بحرص حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - على تطوير المؤسسة والرفع من كفاءتها التشغيلية ومن هذا المنطلق صدرت التوجيهات السامية بتخصيص المؤسسة وإعادة هيكلتها في إطار سياسة الدولة نحو تخصيص جميع مرافق المياه. وأوضح أن برنامج تخصيص المؤسسة يسير في الطريق الصحيح حيث بدأت المرحلة الثانية من مشروع تخصيص المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة ، وهي المرحلة التنفيذية لتطبيق البرنامج الذي أعد في المرحلة الأولى وتوج بصدور قرار المجلس الاقتصادي الأعلى بتاريخ 29/6/1429ه القاضي بالموافقة على البرنامج . وشدد معاليه في كلمة له تصدرت التقرير السنوي للمؤسسة على أهمية الحفاظ على المياه بوصفها ثروة وطنية غالية بذلت الدولة من أجل تنمية مصادر مواردها جهود كبيرة وأنفقت المليارات لتشييد ثلاثين محطة لتحلية المياه على ساحلي الخليج العربي والبحر الأحمر. وحظي مجال البحوث والتطوير العلمي التقني والجودة باهتمام كبير لإجراء البحوث التي من شأنها تحسين الأداء وخفض التكاليف وتطوير نظم مبتكرة ذات قدرات وكفاءات إنتاجية عالية فأنشأت المؤسسة لذلك فى عام 1407ه مركزاً للبحوث والتطوير بمدينة الجبيل يضم خمسة مختبرات أساسية مزودة بأحدث الأجهزة والمحطات التجريبية والذي تغير مسماه في عام 2005 م إلى معهد أبحاث تحلية المياه المالحة وقد أدت الدراسات البحثية المختلفة وعددها 394 بحثاً حتى عام 2008 م إلى تطوير فعلي في صناعة التحلية وخفض لتكاليف المياه المنتجة . كما أولت المؤسسة جل اهتمامها لجانب التأهيل والتدريب وتوطين العاملين القائمين على هذا النشاط الحيوي فى هذا القطاع المهم من قطاعات التنمية الشاملة إذ أنشأت إدارة مختصة أسند إليها وضع خطط وبرامج للتدريب ، وتم فى عام 1402ه إنشاء مركز للتدريب والتأهيل فى محافظة الجبيل صمم وجهز بأحدث ما توصلت إليه التقنية الحديثة جاعلة منه أكاديمية فريدة فى المنطقة تعنى بهذه الصناعة الحديثة وبلغ عدد المستفيدين من برامج التدريب بالمؤسسة خلال العام 2010 م / 12239/ موظفاً من خلال 673 برنامجا تدريبيا في الداخل والخارج . ومن الإنجازات العالمية التي تحققت للمؤسسة حصولها على جائزة منظمة التحلية العالمية / أى دى أى / لعام 1999م وذلك من خلال إنجازها المتميز فى تقديم أفضل بحث علمي مقدم فى مجال التحلية بالطرق الحرارية لمؤتمر منظمة التحلية العالمي المنعقد بالولايات المتحدةالأمريكية الذي يعد نقلة واعدة لتطوير هذه الصناعة وخفض تكاليفها. كما حصلت المؤسسة مؤخراً على القبول الرسمي والتسجيل لبراءة الاختراع المقدم لمكتب تسجيل الاختراعات الأمريكية عن تطويرها لاستخدام المرشحات البالغة الدقة وبدأت المؤسسة فى تطبيق الاختراع وبنجاح فى محطتها العاملة فى أملج وهذا التسجيل سيتيح لها تسويقه محلياً وإقليميا وعالمياً مما سيحقق عائداً مالياً ومعنوياً كبيرين للمؤسسة. واستمرار لجهود الدولة فى هذا الجانب فان المؤسسة تنفذ الآن خطة وطنية بدأت أولى مراحلها فى عام 1418ه بهدف توعية المواطنين بأهمية المياه وضرورة المحافظة عليها كونها ثروة غالية ووضعت القيود والضوابط المتعددة فى هذا الشأن . وحققت المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة إنجازا مميزا في تقنية وصناعة التحلية بعد نجاحها في تطوير محطة التبخير الوميضي وتشغيلها تجريبياً لأول مرة عند درجات حرارة غير مسبوقة وصلت إلى 140م وهو مالم يتحقق طوال تاريخ محطات تحلية المياه بالعالم . وفي هذا السياق أطلقت مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية بالرياض مؤخرا المرحلة الأولى من المبادرة الوطنية لتحلية المياه بالطاقة الشمسية بتطبيق التقنيات المتناهية الصغر المتطورة / النانو / في مجال إنتاج أنظمة الطاقة الشمسية والأغشية لتحلية المياه التي تم تطويرها بالتعاون بين مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية وشركة IBM الامريكية من خلال المركز المشترك لأبحاث تقنية النانو لإيجاد حلول تقنية لمشاكل الطاقة والمياه بأقل التكاليف بما يسهم في دعم الاقتصاد الوطني وتقليص الاعتماد على النفط والغاز في تشغيل المحطات القائمة حاليا التي تستهلك نحو 1.5 مليون برميل. وتهدف المبادرة الى إنتاج مياه وكهرباء من خلال المحطات العاملة بالطاقة الشمسية لتوفير مياه محلاة بتكلفة تتراوح بين ريال واحد إلى 1.5 ريال بدلا من التكلفة الحالية البالغة 2.5 الى 5.5 ريال للمتر المكعب كما أن تكلفة إنتاج الطاقة الكهربائية باستخدام تقنيات الخلايا الشمسية التي تم تطويرها تبلغ أقل من 30 هللة لكل كيلوواط / ساعة.