توقع لمظاهرات واسعة بعد صلاة الجمعة حفل يوم أمس بالكثير من المفارقات في المشهد اليمني ، فقد خرجت السلطة والمعارضة إلى الشارع في إطار سياسية (كسر العظم) بين الطرفين لتأكيد قوة كل طرف ، حيث خرج عشرات الآلاف من أنصار الجانبين في تظاهرات عمت شوارع العاصمة صنعاء، لكن من دون وقوع مواجهات بين الجانبين أو مع قوات الأمن ، حيث حرصت قوات الشرطة على توفير الحماية للمتظاهرين كافة ، على الرغم من أن الداخلية اعتبرت أية مسيرات غير مرخصة لها من قبلها خروجاً على القانون. وكان عشرات الآلاف من أنصار المعارضة المنضوية في إطار تكتل اللقاء المشترك قد خرجوا إلى الشوارع في العاصمة صنعاء بعدما تم تجميعهم في 4 نقاط منذ التاسعة صباحاً للتنديد بالإجراءات التي اتخذها حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم ، بخاصة في ما يتصل بتقديم تعديلات دستورية إلى البرلمان ترى فيها المعارضة محاولة لإطالة عمر الرئيس علي عبدالله صالح في السلطة. وهتف المشاركون الذي تجمعوا في منطقة الحصبة ، بجوار منزل رئيس البرلمان الراحل الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر وشارع الحرية ، وشرقي جامعة صنعاء والسبعين ونقم بضرورة رحيل النظام القائم ، كما رفعوا رايات ولافتات وردية اللون، وحاملين أعلام اليمن ، وشعارات تندد بالتردي الاقتصادي في البلد. وفي مديريتي السبعين والوحدة أكد النائب البرلماني، الأمين العام للتنظيم الوحدوي الشعبي الناصري سلطان العتواني رفض المعارضة للانتخابات المنفردة ، مجدداً دعوته للاستمرار في النضال السلمي من أجل الدفاع عن حاضر اليمن ومستقبلها ، فيما ألقى القيادي محمد الصبري في مهرجان الحصبة كلمة قال فيها إن الجماهير خرجت لتقول للحاكم كفى وعليه أن يرحل ، مشيراً في كلمته إلى أن : خروج المعارضة في هذه المظاهرات السلمية ليس للترف وإنما محاكمة من الشعب للحكام والمفسدين والقتلة. وأوضح عضو مجلس النواب زيد الشامي أن اللقاء المشترك وكتلته البرلمانية والمستقلين بذلوا كل ما بوسعهم لتقديم النصح وانتقاد الأخطاء، ولكن السلطة وحزبها الحاكم أصموا آذانهم، وقالوا لنا إن الشعب هو من اختارهم ومن طلب منهم تجويعه وتجريعه ورفضوا الحوار معنا ، مشيراً إلى أن المعارضة تريد أن تكون الانتخابات حلاً للمشكلة لا لتكريسها كما يريد الحاكم. من جهته نظم حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم تظاهرة للآلاف من أعضائه تأييداً للحزب وللسياسة التي ينتهجها الرئيس علي عبدالله صالح في حكم البلاد ، حيث طالب المتظاهرون الذين خرجوا رداً على تظاهرات المعارضة بوقوف جميع أبناء اليمن خلف القيادة الحالية ونبذ ما سموه الفوضى والعنف ورفض الخروج على الشرعية الدستورية والاحتكام لصناديق الاقتراع. وشارك في تظاهرة الحزب الحاكم أنصار 13 حزباً من حلفائه ، حيث طالبوا بإجراء الانتخابات التشريعية في موعدها باعتبارها استحقاقاً دستورياً ووسيلة حضارية للتداول السلمي للسلطة بدلاً.