خرج الآلاف من أنصار أحزاب المعارضة اليمنية المنضوية في تحالف «اللقاء المشترك» في تظاهرات في العاصمة صنعاء، ندد خلالها أنصار المعارضة بسياسات الحكم وطالبوا الرئيس علي عبدالله صالح بإصلاحات سياسية واقتصادية أو التنحي، في حين نظم المئات من أنصار حزب «المؤتمر الشعبي العام» الحاكم تظاهرات مضادة ورددوا هتافات مؤيدة للرئيس، قبل أن يتفرق المتظاهرون من الطرفين بهدوء من دون تسجيل أي حادث أو أعمال شغب، في وقت اكتفت قوات الأمن المركزي والشرطة التي انتشرت بكثافة في مختلف أحياء المدينة بالمراقبة. وأثبتت أحزاب المعارضة الرئيسة في اليمن، وفي مقدمها حزب «التجمع اليمني للإصلاح» الإسلامي، قدرة فائقة على تنظيم وإدارة أربعة مهرجانات جماهيرية في العاصمة وحدها، شارك فيها عشرات الآلاف، ورددت شعارات تطالب الرئيس بالرحيل عن السلطة وتدعو إلى محاربة الفساد والفقر والبطالة ورفعت لافتات تعبر عن رفض «الانقلاب على الجمهورية والوحدة، والتمديد والتوريث والفساد وسياسة الإفقار، والتعديلات الدستورية الانفرادية التي ترسخ حكم الفرد وحكم الأسرة الواحدة». ورفع أنصار «اللقاء المشترك» أعلام الجمهورية اليمنية، ولافتات وردية اللون، وأخرى تندد بالتردي الاقتصادي في البلد، ورددوا هتافات ضد الرئيس بينها: «يكفي حكم الثلاثين... تونس ثارت من عشرين». وقاد تظاهرات المعارضة مسؤولون حزبيون وسياسيون ونواب في البرلمان، إضافة إلى ممثلين لمؤسسات المجتمع المدني وشخصيات حقوقية، في حين لم تشارك أي قيادات حزبية أو حكومية في تظاهرات الحزب الحاكم والتي رفعت صوراً للرئيس صالح ولافتات تؤيد إجراء الانتخابات البرلمانية في موعدها وترفض إدخال البلاد في فراغ دستوري. وفيما أكد زعماء المعارضة مواصلة الاحتجاجات والتظاهرات السلمية في جميع المدن والمحافظات اليمنية حتى يعلن الحكم والحزب الحاكم قبول مطالب المعارضة التي يعتبرونها مطالب الشعب اليمني لجهة الخروج بالبلاد من الأزمات الراهنة، أشادت قيادات المعارضة بعدم تدخل رجال الأمن لتفريق التظاهرات والاكتفاء بمرافقتها بهدوء على رغم انتشارها الكثيف. من جهته، قال نائب وزير المالية اليمني جلال يعقوب (رويترز) ان الاصلاحات الجريئة هي وحدها التي يمكن أن تهديء ما قال انها «عاصفة كاملة من المشاكل الاقتصادية والسياسية» في البلاد. واضاف يعقوب في مقابلة عبر الهاتف «ان الناس لديها مطالب عادلة في كل مكان في اليمن لكن السياسيين من الجانبين يستغلونهم للاسف». وتابع ان «الحكومة يجب أن تستمع الى الناس وتطبق اصلاحات كبيرة تعطي ثقة في أنها ستفعل الصواب من أجلهم وليس من أجل الزعماء السياسيين وأن الامر يبدأ بتحسين طريقة الحكم». ورأى ان «الحزب الحاكم يتمتع بغالبية برلمانية منذ سبع سنوات، وكان ينبغي أن يستخدمها لدفع التنمية الى الامام»، موضحاً أن اليمنيين «لديهم خطط لكنهم يفتقرون الى التنفيذ الجاد».