بشّر خطيب الجمعة في ساحة السبعين بصنعاء، حيث يتجمع أنصار الرئيس علي عبدالله صالح وحزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم، بعودة الرئيس صالح إلى حكم اليمن عن طريق صناديق الاقتراع. وتوعد في الخطبة التي ألقاها أمس وأطلق عليها "جمعة التراحم" خصوم الرئيس والنظام ب"شي جلودهم والتنكيل بهم وقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف". وكان أنصار صالح قد تجمعوا أمس في ساحة السبعين للاستماع إلى خطبة الجمعة التي ألقاها شرف القليسي. ووصف القليسي الرئيس صالح ب "الشهيد الحي"، وقال تعليقاً على رؤيته في أول إطلالة له عبر التلفزيون في السابع من شهر يوليو الماضي بأن الرئيس خرج من تحت الأنقاض ومن بين جثث هامدة محترقة. وكانت مصادر رسمية قد أكدت تمسك أنصار النظام الذين خرجوا في مسيرات عقب صلاة الجمعة في العاصمة صنعاء وعدد من المحافظات بالشرعية الدستورية كخيار وحيد لا رجعة عنه؛ لأنها "تضمن للناس وللوطن الأمن والاستقرار وهي بذلك تجسد المعاني السامية الحقيقية لجوهر التراحم"، حسب ذات المصادر. وقالت إن "المسيرات والمهرجانات شددت على عدم السماح للانقلابيين في الاستمرار في محاولاتهم للزج باليمن نحو مهاوي الفتن والفوضى والحرب الأهلية من خلال اعتداءاتهم المتكررة على المعسكرات ورجال القوات المسلحة والأمن بهدف السيطرة عليها ومن ثم السطو على السلطة بالقوة". وأشارت إلى أن المتظاهرين دعوا المعارضة إلى "اغتنام دعوات الرئيس صالح المتكررة للبدء في حوار وطني شامل يخرج اليمن من أزمته الراهنة وإنهاء الاعتصامات والكف عن أعمال العنف والفوضى وقطع الطرقات والاعتداء على الكهرباء، ووضع حدا للأعمال التخريبية والاعتداءات على المرافق والمنشآت العامة والخاصة". وفي المقابل خرج مئات الآلاف في 18 محافظة يمنية للمشاركة في جمعة "سلمية الثورة حتى النصر"، كانت أبرزها في العاصمة صنعاء وتعز وإب و شبوة والبيضاء وصعدة، حيث رددوا شعارات وهتافات تؤكد على سلمية الثورة وترفض الحرب الأهلية. وشيع في العاصمة صنعاء جثامين خمسة قتلى بعد الصلاة عليهم في شارع الستين. ميدانياً تصاعد التوتر المسلح في أوساط القوات الحكومية الموالية للنظام والمجاميع القبلية التابعة لزعيم قبيلة حاشد، كبرى القبائل في البلاد الشيخ صادق الأحمر لتشمل معظم أحياء وشوارع مديرية الحصبة في شمال صنعاء، عقب انتشار واسع ومفاجئ للقوات الحكومية في شارع عمران المقابل للشارع الرئيس الذي يقع فيه قصر الأحمر. وانتشرت مجاميع قبلية مسلحة ومكثفة من أتباع زعيم قبيلة حاشد في كافة الشوارع والأحياء الفرعية المجاورة لمحيط منزل الأحمر في مظاهر استنفار مفاجئ أعقب انتشاراً مماثلاً لقوات تابعة للحرس الجمهوري في معظم أنحاء شارع عمران ومحيط مقر التلفزيون الرسمي المقابل لموقع مخيم شبابي من أنصار الحزب الحاكم في الساحة الأمامية لمدينة الثورة الرياضية.