حفل يوم أمس بالكثير من المفارقات في المشهد اليمني، فقد خرجت السلطة والمعارضة إلى الشارع في إطار سياسة "كسر العظم" بين الطرفين لتأكيد قوة كل طرف. وخرج عشرات الآلاف من أنصار الجانبين في تظاهرات عمت شوارع العاصمة صنعاء، لكن من دون وقوع مواجهات بين الجانبين أو مع قوات الأمن. وحرصت قوات الشرطة على توفير الحماية للمتظاهرين كافة على الرغم من أن الداخلية اعتبرت أية مسيرات غير مرخص لها خروجاً على القانون. وكان عشرات الآلاف من أنصار المعارضة المنضوية في إطار تكتل اللقاء المشترك قد خرجوا إلى شوارع صنعاء بعدما تم تجميعهم في أربع نقاط منذ التاسعة صباحاً للتنديد بالإجراءات التي اتخذها حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم، بخاصة فيما يتصل بتقديم تعديلات دستورية إلى البرلمان ترى فيها المعارضة محاولة لإطالة ولاية الرئيس علي عبدالله صالح في السلطة. وهتف المشاركون الذي تجمعوا في منطقة الحصبة، بجوار منزل رئيس البرلمان الراحل عبدالله بن حسين الأحمر وشارع الحرية، وشرقي جامعة صنعاء والسبعين، بضرورة رحيل النظام القائم، كما رفعوا رايات ولافتات وردية اللون، وحاملين أعلام اليمن، وشعارات تندد بالتردي الاقتصادي. ومن بين الهتافات التي رددها المتظاهرون ضد الرئيس صالح" يكفي حكم الثلاثين .. تونس ثارت من عشرين". وفي مديريتي السبعين والوحدة أكد النائب البرلماني الأمين العام للتنظيم الوحدوي الشعبي الناصري سلطان العتواني في كلمة له أمام المتظاهرين أن "النضال السلمي هو الوسيلة المعبرة عن الرفض لسياسة التجويع الناتجة عن سياسة الفساد المنتشرة"، مشيراً إلى أن "اليمن اليوم بحاجة إلى التبادل السلمي للسلطة". وألقى القيادي محمد الصبري في مهرجان الحصبة كلمة قال فيها إن "الجماهير خرجت لتقول كفى". وأوضح عضو مجلس النواب زيد الشامي أن "اللقاء المشترك وكتلته البرلمانية والمستقلين "بذلوا كل ما بوسعهم لتقديم النصح وانتقاد الأخطاء، ولكن السلطة وحزبها الحاكم أصموا آذانهم وقالوا لنا إن الشعب هو من اختارهم ورفضوا الحوار معنا"، مشيراً إلى أن المعارضة تريد أن تكون الانتخابات حلاً للمشكلة لا لتكريسها كما يريد الحزب الحاكم بإدخال اليمنيين في انتخابات معروفة نتائجها مسبقاً". وانضمت نقابة الأطباء والصيادلة إلى المتظاهرين في المعارضة، حيث أكد أمين عام النقابة الدكتور عبدالقوي الشميري أن "مائتي فرد فقط هم من حركوا ثورة 26 سبتمبر، وأنتم اليوم تخرجون بالآلاف وستحركونها ضد الظلم" . من جهته نظم حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم تظاهرة للآلاف من أعضائه تأييداً للحزب وللسياسة التي ينتهجها الرئيس صالح. وطالب المتظاهرون الذين خرجوا رداً على تظاهرات المعارضة بوقوف جميع أبناء اليمن خلف القيادة الحالية ونبذ ما أسموه "الفوضى والعنف ورفض الخروج على الشرعية الدستورية والاحتكام لصناديق الاقتراع". وفي المناطق الجنوبية حذر الحراك الجنوبي في مهرجان له نظم أمس في مديرية لودر القيادات العسكرية من أبناء المحافظات الجنوبية من شن أي عمل ضد المحافظات الجنوبية. وأشار القيادي في الحراك عباس العسل في كلمة إلى أنه يتوجب على القيادات العسكرية من أبناء المحافظات الجنوبية عدم طاعة أوامر السلطات في ما أسماه الاعتداء على أبناء ومناطق المحافظات الجنوبية. وقد نظم الحراك الجنوبي مهرجاناً للمناطق الوسطى من أبين بمشاركة الآلاف من أنصاره.