يبقى لكل شخص مهنه معينه يقضي فيها معظم وقته , وتختلف المهنه من شخص لاخر وفقا للآختصاص والخبرة والمهارة , وكذلك الإختلاف في نفس المهنه الواحده من حيث القدرة والإجادة من شخص لآخر وفقا للإمكانيات المكتسبه لكل فرد. ولاعب كرة القدم المحترف هو في واقع الآمر يمتهن الرياضة ويتفرغ لممارسة كل تفاصيل مهنته إبتداء بحضور الحصص التدريبيه واللياقة البدنيه وغير ذلك مما يتطلبه واقع الحال بمهنته..! ونظام الإحتراف أضحى نظاما خاصا على إختلاف جزئياته يتضمن تنظيم الحياة العملية لممتهن الرياضة بداية من عقود التسجيل مرورا بالمرتبات الشهرية وما يشملها من بدلات وإنتهاء بعقود الإحتراف والإنتقال , ويتعدى ذلك لتنظيم حياة اللاعب الخاصة من حيث الغذاء والصحة العامة. ويمثل اللاعب المحور الرئيسي والجوهري في المنظومة الرياضية فالإحتراف وضع من أجله في المقام الآول فاللاعب هو الوسيلة وهو بذات الوقت يمثل الغاية المرجوة والتي يسعى (المطور) للإرتقاء بالمنظومة الرياضية بوجه عام من خلال ما يسن من أنظمة وقوانين إحتراف. محليا لنا (خصوصية) دائما ما نتغنى بها في كل موقف وعند كل عارض فللاحتراف وجه أخر وصورة مختلفة لدى اللاعب السعودي فاللاعب لدينا لايتقيد بنظام الإحتراف المهني فلا إنظباط أو إلتزام بمواعيد الحصص التدريبيه ولا تطبيق لفكر أو سياسة المدربين أو إلتزام ببنود العقد المبرم وإنما تكون ممارسة الإحتراف إرتجاليه لا تخضع لأي نظام سوى نظام الهوى والمزاج والحالة النفسيه التي دائما ما (يعزف) اللاعبين أرق وأعذب الألحان على أوتارها , ناهيك عن الجهل الكامل بنظام العقوبات والجزاءات المترتبة عليه والحقوق والواجبات الملزمة للاعب , لدرجة تصل فيها إنعدام ثقافة الإحتراف إلى هيمنه بعض اللاعبين على القرارت الإدارية بالنادي يحدث كل ذلك تحت مسمع ومرئى من إدارات ومسؤلي الأنديه..! إن الفهم الخاطيء للإحتراف من قبل لاعبي كرة القدم وعدم جدية إداراة الأندية في تطبيق انظمة الإحتراف جعل كثير من المدربين الكبار والذين قامت الأندية بإستقطابهم بمبالغ كبيرة يخفقون في مهمتهم التدربيية محليا لإنعدام البيئه الإحترافية المناسبة إضافة إلى فشل اللاعبين في فرص الإحتراف الخارجية وعدم نجاح أي تجربة من هذا النوع.. قيمة الإحتراف الحقيقيه تكمن في الغايه منه وهي الإرتقاء بمستوى اللاعب للدرجة التي تجعله قادرا على الإبداع والتألق في مجاله المهني أيا كان تخصصه الرياضي. ومن هذا يتضح مدى الحاجة الماسة لغرس هذه المفاهيم وتأصيلها في اللاعبين المحليين خاصة الناشئين منهم , يتم ذلك من خلال الجهات المشرفة على اللاعب والمتمثله في الرئاسة العامة لرعاية الشباب وإتحاد كرة القدم واللجان الفرعية المختصة وإنتهائا بالآندية الرياضية وذلك من خلال عمل محاضرات وحصص توعوية تثقيفيه للاعب الرياضي على مختلف المراحل السنيه , يتولى عرضها مختصين اكاديمين بالمجال الرياضي وتكون تلك الحصص بشكل إلزامي ومستمر , ويكون حالها حال الحصص اللياقية والتكتيكية ويكون إستيعابها وفهما شرطا لصرف مستحقات اللاعب ورواتبه وقيمة عقده. إلتماس نرفعه لأصحاب القرار الرياضي في الوطن إلزام الآنديه الرياضية بتطبيق نظام الإحتراف بشكله الصحيح حسب الوائح والأنظمة المنصوص عليها وبشكل دقيق وعلى جميع اللاعبين دون إستثناء أو مراعاة وعرض ذلك من خلال دورات تثقيفية تأهيلية حتى يمكن لنا أن نغرس ثقافة الإحتراف لدى اللاعبين بشكلها الصحيح..!