وإياك ربي نستعين على كل متكبر لا يؤمن بيوم الحساب حتى وإن زعم أنه كذلك. المتكبرون يا مولانا ويا خالقنا مصدر أذى دائم لكل من حولهم ، بل إن بعضهم يؤذي المجتمع كله ، والوطن بأسره ، إذ هو يغمط الناس فيراهم أقزاماً غير خليقين بأي إحسان أو فضل. ثمة متكبرون يرون أن لهم حقاً في كل شيء. وأن ليس للآخرين حق في شيء ، هؤلاء يأكلون الأخضر واليابس عند كل سانحة ، بل هم يختلقون الفرص ليغتصبوا حقوق الآخرين ، وينتزعوا أملاك الآخرين. وبك يا ربي نستعين على كل مفسد في الأرض مهلك للحرث والنسل عدو للبيئة والإنسان. من هؤلاء من يجعل رزقه في تدمير غيره ، فهو للمخدرات جالب ، وهو للمروجين مستخدم ولنفوذه مستغل .. ينشر الموت ويبعث اليأس ويشتري الذمم. من هؤلاء من يحب نشر الفاحشة لتحقيق مآرب شخصية يختلط فيها المال بالشهوة والنفوذ بهدم الأعراض. ومن هؤلاء من لا تشبع له نفس من مال حرام وسحت ظاهر ، يأخذه وهو مطمئن إلى تأويلات فاسدة .. هو يدرك بطلانها وضعف دليلها ! بك يا ربي نستعين على هؤلاء الذين يدمرون النزاهة والعفة والقناعة ، ويبثون مشاعر الإحباط والقهر واليأس. قنا شر ذلك الذي يسارع إلى أكل السحت بشراهة لا مثيل لها ، يكنز المال الحرام ليطعم به زوجه وولده غير آبه بيوم الحساب ، يخشى الناس ولا يخشاك يا رب العالمين ، يستتر من فضيحة الدنيا ، ولا يبالي بالفضيحة يوم يقوم الأشهاد ، لأنه ببساطة لا يوقن بيوم الحساب ، أو لأنه مستهتر بعذابك وبطشك طامع في صفح شامل لم يقدم له شيئاً يشفع أو توبة تنفع. اللهم بك نستعين على كل من أراد ببلادنا سوءاً يمزق وحدتها ويشتت شملها ويهدر ثروتها. اللهم بك نستعين على كل من استضعف فئة منا ، فظلمها وقهرها وأطال ليلها ونكل بها بلا ذنب مستحق أو جرم واضح. الله بك نستعين على كل من خذل مسلماً حين استطاع نصرته ، ومن تآمر على مسلم استجابة لعدو كافر أو مصلحة ضيقة. اللهم بك نستعين على كل من استبدل ظلماً بعدل ، وكلمة جور بشهادة حق ، وعنفاً برفق ، وفسادا بصلاح.