حدَّثني أحد كبار الشعراء ومن له باع طويل في حقل الإعلام المتخصص بالشعر الشعبي بصراحة متناهية هي أقرب للبوح الخاص للنفس، لأنه لم ينأ -حتى بنفسه- عن التهمة التي لم يبرئ منها الكثيرين، حيث قال: قبل سنوات كان هناك من يتهم بعض وسائل الإعلام بتهميشه!! وتغييبه عن المشهد الثقافي أو الحراك الأدبي في مجال الشعر الشعبي، وهذه (ذريعته الوحيدة وحجّته الواهية) في غياب تميزه أو بتر حبل هذا التميز المزعوم!! الذي أُريد له ألا يصل لأصحاب الذائقة الرفيعة خصوصاً أنه النتاج الأدبي لبعض جهابذة الإبداع الموهومين بالتميز!!، ودارت الأيام وجاءت (الثورة المعلوماتية عبر الشبكة العنكبوتية) وفُتحت أبواب أكثر القنوات الشعبية الفضائية لأكثر هؤلاء حتى أصبح تواجدهم وحضورهم الممل -وترزّزهم- أكثر من الهمّ على القلب.. فأين التميز؟! الذي طالما ألصقوة بتجاربهم الشعرية الواهية؟! ولماذا لم يتجاوزوا أكثر من سبقوهم من (المبدعين الحقيقيين)؟! رغم (ندرة فرص السابقين المحدودة) والمتاحة بمحدودية يوم ذاك في الحضور، بل إن وسائل الإعلام المتاحة الآن أصبحت حجّة على مدّعي الإبداع وليست لهم، فكما أن الضوء يكشف الظلام (فإن ليس كل ما يلمع ذهباً) (All that glitters in not gold) وبالتالي يجب إظهار الحقيقة كما هي وإشعار من يخلط الأوراق بمقولة: (هناك فرق بين ما هو كائن وما يجب أن يكون) فالتهافت على الضوء بلغة الفراش الذي يحترق بالضوء شيء والتميز شيء آخر، بدليل أن كل الشعراء أصحاب التجربة المتبلورة تماماً المتميزين لا يستطيع أن يغمط حقهم أي منصف (من منظور نقدي) كناقد، أو في المقابل صاحب رأي انطباعي وذائقة رفيعة. وقفة: جابتني لك أحلى صواديف الأيام على كفوف أغلى وأعزّ أمنياتي وما عاد لي شفّ برقيقات الأحلام بك صارت.. أحلى حيل منها حياتي أشفيت يا بلسم جروحي والآلام ماضيها.. والحاضر.. مع المقبلاتي هلاَّ بك إحساسي وأنا فيك ما أنلام يا جامع أندر ما ندر بالصفاتي رجيت رب الكون خلاّق الآنام لاماك قبل تحين لحظة وفاتي