ربما تكون مباراة اليوم أمام الهلال في دور الثمانية لمسابقة كأس ولي العهد ، هي اللحظة التي أرادها النجم الأهلاوي مالك معاذ ليسجل من خلالها عودته كهداف بارع ، وقد تعمدت أن أقول أرادها ، لأنني ما زلت أصرّ على أن ما يعاني منه مالك سببه مالك ، والكبير يظهر في اليوم الكبير. الحديث عن ميريل رادوي ، هو الحديث عن أفضل لاعب غير سعودي في الملاعب السعودية ، وهذا يتفق عليه الجميع ، هلاليون وغير هلاليين ، لكن الجانب الآخر من رادوي ، أنه لاعب لا يمكن أن يكون مثالاً للجيل الحالي من اللاعبين السعوديين ، على اعتبار أنه غير منضبط سلوكياً ، ويبدو أنه يعاني من عقد ضد اللاعب المحلي تحمله على ارتكاب الكثير من الحماقات التي تضر كثيراً بفريقه. ومع قناعتي بأنه أحد اللاعبين الكبار في الدوري ، وما يشكله غيابه من تأثير على الفريق الأزرق في مبارياته المقبلة ، إلاّ أنني لا أرى كما يرى بعض الهلاليين أن هناك من يتصيّد أخطاء الهلال. لم يقل الأمير فهد بن خالد في مداخلته مع برنامج الجولة ، ما يجعل أطرافاً هلالية بما فيهم مسؤولون في الإدارة الهلالية يغضبون من حديث رئيس الأهلي ويحملونه أكثر مما يحتمل ، كونه تداخل مع البرنامج المذكور ليقول وجهة نظره حيال حادثة اللاعب الروماني رادوي ، لا سيما وأن فريقه سيلتقي الهلال في أول مباراة بعد هذه الحادثة. هل بات مطلوباً من رئيس النادي الأهلي أن يجري في كل ليلة اتصالاً على برنامج الجولة الذي يقدمه الزميل وليد الفراج ليعقب ويصحح ويعدل ، طالما أن البرنامج يعتبر الأهلي جداراً قصيراً ، جعله يضع عنواناً مثيراً ومستفزاً لمشاعر الأهلاويين بعد قرار اللجنتين الفنية والانضباط بوقف اللاعب الهلالي رادوي ، يقول (ترحيب أهلاوي ...) ، دون أن يستند على تصريح أو بيان رسمي صادر من النادي .. قليلاً من المصداقية أيها الزملاء. ليست القضية في الاتفاق الذي تم بين رئيس اللجنة الفنية ورئيس لجنة الانضباط على الاكتفاء بالعقوبة التي أصدرتها الفنية ، كما أشار رئيس نادي الهلال الأمير عبدالرحمن بن مساعد ، لكن القضية الأكبر من وجهة نظري هي في من سرّب لرئيس الهلال المعلومة التي غيّر على ضوئها رئيس الهلال من لهجته وترحيبه بالقرار الأول الذي أصدرته اللجنة الفنية وتأكيده على عدم الاستئناف فيه ، إلى مؤتمر صحفي (عاجل) ، وهجوم على لجنة الانضباط وأعضائها ، وقرار بالاستئناف. هل أصبح لزاماً على كل ناد أن يعقد مؤتمراً صحفياً بعد كل قرار يصدر من لجنة الانضباط ، ولماذا لا نتقبل القرارات ، ثم نستأنف من خلال القنوات الرسمية ، بدلاً من كيل الاتهامات على اللجان ، أسأل فقط لماذا؟ ، أما الإجابة فلأن برامجنا الرياضية الفاقدة لمصداقيتها تساعد رؤساء الأندية على اتساع مساحة الخلاف ، وارتفاع درجة الاحتقان في الملاعب السعودية ، وعلى الرياضية السعودية أن تمنح كل ناد مستقبلاً نفس الوقت وعرض اللقطات التي يحملها كل بيان صادر عن أي ناد كان ، أسوة بما استرضته بعد بيان نادي الهلال الأخير. استمرار تأخير اتخاذ القرارات إلى يومين وثلاثة هو الذي أوصلنا إلى هذا المأزق الذي تسبب في شحن مباراة الليلة بين الهلال والأهلي ، وكأن الهدف من هذا التأجيل هو رصد انطباعات الشارع الرياضي وتحليله للحالة القائمة ، وهذا خطأ كبير في ظل وجود لوائح وأنظمة يمكن الاستناد عليها ، وهو ما يجعلني أطالب بإصدار القرارات في نفس ليلة المباراة. أوقف لاعب الاتحاد محمد نور أربع مباريات بقرار من لجنة الانضباط بتاريخ 6-12- 2009م ، وكان من ضمنها مباراتان أمام الأهلي والهلال ، وكانت مسوغات هذا القرار حصول اللاعب على البطاقة الصفراء الثالثة ، والبطاقة الحمراء ، ودخول أرض الملعب في مباراة الأهلي وهو الذي كان موجوداً في المدرجات ، وتهجمه على الحكم ، ولعلكم تلاحظون أن ليس بين هذه الحالات الأربع ضرب متعمد للاعب من الفريق المنافس ، ولكمة أفقدت آخر الوعي لدقائق كما فعل الروماني رادوي.