مُشكلتي ، أوّلُها آخرُ=يكشف عن باطنها الظاهر مشكلةٌ أتْعَبَني كَتْمُها=حتى شكا من جورها الخاطر أخفيتُها عنكم زماناً وفي=أعماقِ قلبي مَوْجُها الهادرُ أما وقد ضاقتْ بها مُهْجتي=واغتالَ صَبْري وحْشُها الكاسِرُ فسوف أرميها ورزقي على=ربّي ، فربّي وحْده القادرُ أنا أخو السبعين عاماً، شَكَا=ممّا يعاني عزْمُه الخائرُ مرَّتْ به الأعوامُ مسكونةً=بالهمِّ ، يعوي ذئْبه الغادرُ ليس له مالٌ ، ولا عنده=بيتٌ ، ولا في عُشِّه طائرُ يسكن بالأجرَةِ في منزلٍ=أناخَ فيه الألمُ الغائِرُ زوجتُه، من حولها تِسعَةٌ=أولادُها ، والقادمُ العاشرُ يصحو على إزعاج أصواتهم=وكلُّهم في لهوه سَادِرُ يُبادرُ الفجرَ بسيارةٍ=دخانُها من خلْفها ثائِرُ يفِرُّ من أولاده هارباً=وقلْبُه من حُبِّهم عامرُ يبحث عن لُقْمَةِ عيشٍ لهم=وقلبه محتَسِبٌ صابر أنا أخو السبعين أفْنيتُها=والقلبُ راضٍ وفمي ذاكرُ سيارتي رزْقي ، وإنّي على=ما يُنْعمُ المَولى به شاكر أجوب آفاقَ الرياضِ التي=يعجز عن تحديدها الناظرُ لا شرقُها يدنو ولا غرْبُها=وقد تمادى خطُّها الدائِرُ أحصِّل القُوتَ بتأجيرها=وحالتي يسترُها السَّاتِرُ لكنني أصبحتُ في حيرةٍ=وكم يعاني المُتعَبُ الحائرُ أتْعَبَ قلبي مَنْ له سطْوةٌ=تأكلُ رزقي وأنا قاصرُ أنظمةٌ يضربني سيفها=وسيْفُها في ضربِهِ باترُ تحدّد السُّرعةَ في شارعٍ=لا واردٌ فيه ولا صادرُ ولا (مرورٌ) ناصح مرشدٌ=ولا لحقِّي عنده ناصرُ سبعون كيلاً حينما سِرْتُها=سألت نفسي : هل أنا سائِرُ؟ في كلِّ رُكْنٍ تختفي مُقْلَةٌ=مصنوعةٌ ، مَنْهَجُها جائرُ تلتقِطُ الصورةَ في لَمْحَةٍ=فكلُّ ماشٍ ، عندها ظاهرُ كالبرق لكن ما لها غيمةٌ=ولا سحابٌ فوقنا ماطرُ تسْلُب من جيبي ريالاتِهِ=فحظُّ جيبي عندها عاثر ألفا ريالٍ في مَدَى ليلةٍ=وليس عندي عُشْرُها حاضِرُ مصيبةٌ - والله - بل عثْرَةٌ=ليس لها فيمن أرى جابِرُ لا تقْصِمُ الظَّهْرَ ، ولكنّها=شيءٌ ثقيلٌ مُرهِقٌ قاهرُ أنا وأمثالي ضحايا لَها=وليس ذو الأموالِ والتَّاجرُ إن تسألوا عن سِرّ ما أشتكي=فَهوَ نظامٌ ، اسمُه (ساهرُ)