كانت ومازالت مسؤولة عن ترتيب أوراق الغيم في أرواحنا، وهي الوحيدة التي لصوتها تنداح الشمس ضوءا وضياء .. هي الطفولة التي لاتكبر، والسنديانة التي لا تشيخ ..هي بشكل أو بآخر تعيد لنا إنسانيتنا المهدورة وبراءتنا المفقودة، تستدرج المطر لتسقي قلوبا غارقة في التصحر كلما استبد بها الحنين. (وأنا عندي ..حنين ، وما بعرف لمين؟! ليلية بيخطفني من بين السهرانين). عصفت بها أزمة حيال إنتاج ألبومها الجديد (الله كبير)، لأنها لم تجد منتجا ينتج لها العمل، تخيلوا؟!. فيما تتسابق شركات الإنتاج إلى أصوات حامضة، وأجساد مكتنزة بالفتنة والغواية .. ومفرغة من الفن الحقيقي؛ لتنتج لها ما تيسر من السخف والهذيان الذي تصدع منه الفضاء!. ذلك لأن السيدة فيروز تراهن على صوتها الأخاذ، وإحساسها العميق بالكلمة واللحن .. والأخريات يستعرضن يعرضن بضائعهم الرخيصة على مراهقي الخدود والقدود والغناء البائس في سوق المتعة المؤقتة، والفشل المستطير!. الله كبير يا فيروز .. فلم تكادي أن تتجاوزي هذه الأزمة حتى وتشكلت لك في أفق الزمن الرديء غمامة سوداء، يمنعك الورثة ربما بدافع مادي من إعادة غناء وتمثيل مسرحية الراحل الكبير منصور الرحباني. لا أعلم مدى قانونية هذا الموضوع لدى وزارة الإعلام اللبنانية، ولكني أعرف أن قانون الجذب كان مصدره هذا الصوت الباذخ البهاء، الذي يجعل للصبح نكهة النعناع ومذاق القهوة المرة المستطابة. والذي أعرفه جيدا أن صوتها ليس حكرا لأحد، وليس لأحد الحق أن يمنعه من أن يصدح عاليا كشجرة صنوبر، ويحلق شاهقا كجبل الشيخ .. (وياجبل الشيخ رباك الهوا .. وحبيبي وأنا ربينا ع الهوى ..) والذي موقن به أن هذه السيدة من ثوابت الأغنية العربية الخالدة، ومن أركان الطرب الأصيل والشفيف، واحتساء صوتها كل صبح تجربة يومية على كل عاشق رفرف عصفور قلبه في فضاءات الهوى و (شلعه الهوى)! قلوبنا معك يا فيروز .. ويكفي . بتذكر يوم ال قلتلي ..مهما يصير من يوما شو عاد صار .. ع مدى كذا نهار .. ما صار شي كتير