لاتكاد تمر علينا مباراة يكون الاتحاد طرفاً ثابتاً فيها إلا وتعلن لنا عن أكثر من ضحية، إما بساق مكسورة وإما برأس ينزف الدم قبل العرق، وإما في الثالثة قد نجد عظم الذراع والمرفق مفصولين عن اللحم.. وعلى غرار ما حدث للسويدي ويلهامسون في تلك المهمة التي فاز فيها الإتي، لكنه مع الفوز هزم كل ما هو معني بالروح الرياضية سواء داخل الميدان أم في المدرجات. قلت ولازلت على قناعتي بأن الخشونة هي الوجه القبيح في كرة القدم، فلماذا لا يستوعب الاتحاد ونجومه هذه الحقيقة؟ وهل السبب في اللاعب أم أن السبب كل السبب في أولئك الذين كشفتهم تصريحات الدكتور مدني رحيمي عبر برنامج الجوالة قبل شهر من الآن، عندما قال على الهواء مباشرة وأمام ملايين المشاهدين “كنا نقول للاعبين يضربوا لاعب الفريق الخصم في موضع إصابته”! هذا ما جاء على لسان عضو شرف الاتحاد، وما جاء على لسان الدكتور بات اليوم واليوم بالتحديد واقعاً ملموساً يتكرر ولا من حسيب عليه، حتى القانون الذي يكفل حماية النجوم ويحافظ على اللعب النظيف تحول بقدرة قادر إلى شرفة التناسي والتجاهل دون معرفة لماذا وكيف! بالأمس خسر الشباب ناجي مجرشي لموسم بأكمله، واليوم الهلال يخسر ويلهامسون، أما الضحية الثالثة لانبراشات الاتحاديين وخشونتهم التي أضحت من ثوابت النهج والخطة والأسلوب فلا نعلم من سيعلن مصيرها، ومن سيصبح كبش الفداء لها، هل ياسر أم مالك أم أن الهدف المقبل نجم آخر من خارج الحدود؟ هذه الحقيقة تناولت أطرافها في مقال سابق، ولايمنع اليوم من تكرار الحديث عنها طالما أن الكلام الخطير والخطير جداً للدكتور مدني رحيمي بات ملموساً تستقبله جماهير الاتحاد بالترحاب.. فيما البقية تستقبله على طريقة العاقل بالرفض والغضب. ليست القضية هنا مرهونة بالهلال، أو أنها في المجمل من القول محكومة بما حدث للسويدي ويلهامسون.. بقدر ما هي أولاً وأخيراً مرهونة بمستوى الارتقاء بلعبة كرة القدم بعيداً عن لغة الانبراشات التي مات زمانها ولم يعد لها مع الواقع الذي نتعايش معه أي موقع من الإعراب.. إلا في أذهان هؤلاء الذين تفننوا في (التكسير) و(التهشيم) وفنون (المصارعة). الغريب المضحك أن المشهد الذي اتضحت ملامحه في موقعة جدة بات مشوهاً، والسبب ليس في المشهد نفسه وإنما في بعض الاتحاديين الذين يمارسون التعامل مع وسائل الإعلام بطريقة احترافية، وكل ذلك من أجل تحويل المذنب إلى بريء والبريء إلى مدان ومتهم ومجرم إصابات! ما أخشاه، وأمام كل هذه الحقائق الواضحة للعاقل قبل المتعصب، هو أن يؤثر صوت الاتحاد الإعلامي في تحويل مسار التعامل الصحيح مع مثل تلك الأحداث، وإن حدث ذلك فهذه مشكلة أخرى قد يكون لها من الإفرازات السلبية ما يجعل البقية الباقية تبحث عن أكثر من (حديد).. حتى تتحول ميادين كرة القدم إلى مجزرة.. وسلامتكم.