لكرة القدم وجهان لا ثالث لهما.. وجه (جميل) تمثله الروح الرياضية وآخر (قبيح) تمثله الخشونة. وما بين وجه القبح والجمال في لعبة الكرة بودي أسأل: لماذا عندما يخسر الاتحاد مباراة يتحول اللاعب فيه إلى (جزار) وإلى مصارع يلكم ويرفس ويمتهن (نجوميته) على الأقدام والمفاصل لا على عشب الميدان؟ تكر.. المنتشري.. أسامة المولد والقائمة تطول.. أسماء تميزت وتألقت وأثبتت بمهارة (الانبراش) أن الروح الرياضية في عمق هذا الفريق (ولى) زمانها فتبدلت وتبدل مكانها ولامجال كما يبدو في أن تعود إليه طالما أن (الانبراش) لا يزال من ثوابت الاتحاديين. بالأمس محمد السهلاوي كاد أن يذهب ضحية الخشونة، وبعد السهلاوي فيقاروا هو الآخر كاد أن يعلن اسمه في قائمة (المعاقين) والسبب الانبراش.. ولانعلم هل هذا الفريق (الملل) فوق القانون أم تحته. نسأل ونسأل فيما الجواب الذي يشفي غل المتسائلين لايزال (مبهماً). تخيلوا فقط أن الذي أقدم على تلك (الانبراشات) لاعب أهلاوي.. أقول تخيلوا ماذا ستفعله لجنة الانضباط. وتخيلوا أيضا أن الذي مارس مثل تلك الخشونة نجم في الهلال ماذا سيكون عليه القرار من مكتب السرحاني والناصر. أقول فقط تخيلوا مع أن الخيال المجاز يكفي دلالة على أن العقوبات الصادرة من لجنة الانضباط تتفاوت حسب الحالة وتتفاوت حسب نوعية (اللاعب) وفريقه في حين يبقى الاتحاد المستفيد الأكبر من مثل هذه (الاجتهادات) التي لم يعد بالإمكان القبول بها. الخشونة مرفوضة والانبراش في قيم ومبادئ لعبة كرة القدم المتحضرة يعد من المحرمات، وإذا ما تجاوز أسامة المولد وأحمد حديد الدور المناط داخل الميدان وتحول من مفهوم لاعب إلى مفهوم (مصارع) فالمطلب هو الردع والردع الذي يستند على قوانين ثابتة لا على قوانين مطاطية كما سبق أن حدث في السابق. عموما المحب لكرة القدم يبحث عن الوجه الجميل الذي يستند على المهارة والمستوى والأخلاق، أما الانبراش والخشونة وتكسير المفاصل والأقدام فلا مكان لها تحديدا في هذا الزمن الذي باتت فيه لعبة كرة القدم تصدر الأشياء الجميلة بوعي لا بتهور. أما عن النصر فنيا فيكفيه إنصافاً أنه فاز على الهلال وكرر فوزه على الاتحاد ومن يهزم الأفضل فهذا دليل على أنه قاب قوسين أو أدنى من العودة.. تلك العودة التي طالما انتظرتها الجماهير النصراوي طويلا. برافو إدارة النصر.. برافو للأمير فيصل بن تركي لقد كسب الرهان، عمل، اجتهد، ثابر، وفي الأخير ها هو اليوم يبدأ في رؤية فريق قادم بثبات نحو دائرة المنافسة. وسلامتكم.