تظل قضية فلسطين أم القضايا الإسلامية بل العالمية، ويظل الحديث عنها مهماً ما دامت مشتعلة بهذه الصورة التي لا يهدأ لهبها. ومع أن هذه القضية تحتل الصدارة في المحافل الدولية وفي جميع المؤتمرات واللقاءات العالمية الكبرى إلا أن باب الحل لها ما يزال موصداً أمام وسائل الحل الحقيقي التي يعرفها أعداء القضية ومناصروها. والسبب في ذلك يتمثل في عدم رغبة الدول الكبرى، وفي مقدمتها (أمريكا) في إعلان مناصرة الحق وأهله دون التواء أو مداراة للغاصب المحتل. ونظراً لهذا الإجحاف العالمي في حق هذه القضية المهمة فإن أبواب علاجها مغلقة تماماً في وجوه أصحاب الحق، ووجوه جميع المصلحين المخلصين من عقلاء العالم. إن ضمير الإنسان الحي في العالم الغربي -مثلاً- ينادي نداء واضحاً إلى وجوب إعادة الحق الفلسطيني إلى أهله وإيقاف الدولة المعتدية (دولة الكيان الصهيوني) عن الاستمرار في اغتصاب الحق وإرهاب أهله وتضليل الرأي العام العالمي عن حقيقة ما يجري في أرض فلسطين. لقد كانت صرخة النائب البريطاني (جورج غلوي) حين زيارته لغزة بعد تدميرها الشنيع في الحرب الإسرائيلية الظالمة الأخيرة صرخة مدوية مفعمة بالجرأة والصدق، كما كانت واضحة كل الوضوح في تحديد ملامح الحق في القضية الفلسطينية، ومع ذلك فنستطيع أن نقول: إن تلك الصرخة قد ذهبت أدراج الرياح عند أصحاب القرار في العالم، وهذا دليل واضح يؤكد حقيقة الأبواب الموصدة عالمياً في وجه هذه القضية الخطيرة. بل إن جميع القوافل التي توافدت إلى غزة حاملة تلك المساعدات المنوعة لأهل غزة المظلومين من قبل عقلاء الغرب من معظم دول أوروبا لتؤكد مدى ظلم الأنظمة السياسية الكبرى في العالم لأهل الحق في فلسطين ظلماً بيناً، لأن تلك الأنظمة ما تزال تتجاهل بإصرار هذا الحراك العالمي الشعبي البرلماني باتجاه مناصرة الحق وأهله ومواجهة الظالم الذي لا يرعوي عن ظلم أصحاب الحق سلباً، ونهباً، وتشريداً، وقتلاً، حقيقة مرة لا بد من الوقوف أمامها بشجاعة من قبلنا نحن المسلمين أصحاب الحق لدعم أصوات المنصفين لنا في العالم الغربي ولإعلان الرفض المستمر لكل أساليب إضاعة الحق في سراديب السياسة الدولية من قبل الأنظمة السياسية الكبرى المؤيدة لدولة اليهود الغاصبة، وفي مقدمتها الدولتان الحاضنتان لدولة إسرائيل (أمريكا وبريطانيا). وإذا كنا نتألم لما نراه من موت الضمير السياسي العالمي تجاه قضية فلسطين، وقضية القدس والمسجد الأقصى بصورة خاصة، وقضية حصار غزة بصورة أخص، فإن ألمنا يتضاعف حينما نرى من العرب والمسلمين من يسير في ركاب موتى الضمير السياسي العالمي تجاه ما يجري في أرض فلسطين الحبيبة. الأبواب الدولية العالمية موصدة حقاً في وجه القضية فهل نيأس؟ سؤال نقول في جوابه بثقة ويقين (كلاَّ) وكيف نيأس وباب الله الذي يمهل ولا يهمل مفتوح على مصراعيه أمامنا؟ نعم أبواب البشر موصدة في وجه الحق الفلسطيني ولكن الله -سبحانه وتعالى- لأهل الظلم بالمرصاد ونقول ونحن ننتظر قافلة الأمل الثالثة التي يقودها النائب البريطاني (جورج غلوي) والتي ستصل خلال الأيام القادمة لن يضيع الحق أبداً، بل إن الله سبحانه وتعالى سينصره بعز عزيز أو بذل ذليل. إشارة: ليس عيباً أن نرى أخطاءنا=