قبل: حمدًا لله على سلامتك يا مهندس الأمن وطبيب الفكر محمد بن نايف، وحمدًا لله على السقوط المتوالي لادّعاءات أصحاب الفكر المجنون. وبعد: وتستمر حالات السقوط الفاضح لمعتنقي الفكر الضال هذا الفكر الذي بدأت تتساقط أوراقه وغصونه وفروعه، ولم يتبقَ إلاَّ الجذور التي أتوقع استمرارها لتخرج طلعًا فاسدًا، ولو بعد حين. هذ الفكر الملوث بالحقد والكراهية والضغينة والقتل والتخريب والتفجير. * أي فكر مجنون هذا الذي يحمله مثل هؤلاء، ثم يلبسونه لباس الدّين الحنيف، دين الرحمة والعفو، دين العدل والمساواة، دين المبادئ والقيم الفاضلة السمحة، فحاشا أن يكون كذلك، وهو الذي يحمل في كتابه الكريم قوله سبحانه وتعالى: (ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة وأحسن إن الله يحب المحسنين) البقرة 195. إن ما يقوم به مثل هؤلاء من حالات تفجير يطال أثرها الكبير والصغير، والانسان والحيوان دون أدنى رحمة، وما يقوم به مثل هؤلاء من قتل لأنفس بريئة ما هو إلاَّ ضرب من الجنون الفكري الذي أعمى بصائرهم، وأغلف قلوبهم عن قوله سبحانه وتعالى: (ومَن يقتل مؤمنًا متعمّدًا فجزاؤه جهنم خالدًا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابًا عظيمًا).. النساء آية93. فهل ينتظرون بعد كل ذلك القتل والتدمير أن يفلتوا من غضب الله ولعناته، وعذابه العظيم يوم الحساب، يوم لا ينفع شيخ، أو رئيس.. فهل أمِنوا مكر الله ووعيده؟ * وأيّ فكر مجنون هذا يعتنقه مثل هؤلاء، وهو الذي يمارس في كل عملياته سلوك الانتحار المحرّم بكتاب الله، وسنة نبيه، كما ورد في قوله سبحانه وتعالى في سورة النساء: (ولا تقتلوا أنفسكم إنه الله كان بكم رحيمًا). * وأيّ فكر هذا يعتنقه مثل هؤلاء وهو الذي يمارس عقوق الوالدين، والخروج عن طاعتهما، وترك الأبناء والزوجات تتلقفهم الألسن والأيدي فتحوّلهم إلى متشرّدين، وربنا سبحانه وتعالى يقول: (وقضى ربك ألاّ تعبدوا إلاّ إيّاه وبالوالدين إحسانًا).. الإسراء آية23، وقوله صلى الله عليه وسلم: (ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟ الإشراك بالله، وعقوق الوالدين).. ومما لا شك فيه أن عقوق الوالدين يعقبه عقوق بقية الأرحام التي أمر الله بها أن توصل. * وأي فكر مجنون هذا وهو الذي لا يضع لشهر رمضان الكريم أي حرمة؟ فنراهم فيه يمارسون هواية الانتحار، وسفك الدماء دون أي وازع من دين، ودون أدنى حياء من الله سبحانه وتعالى. * وأيّ فكر مجنون هذا يجعل معتنقيه يقابلون الإحسان بالإساءة، والعفو بالتخريب، والكرم بالإساءة، وهم يعلمون أن دين الإسلام الحق يحرّم كل تلك الممارسات، ويمقتها، وكأنهم بذلك يعيشون حياة أبي جهل، وأبي لهب اللذين لم يقيما حرمة لقيمه، أو مبدأ، أو سلوك. إن ما حدث من محاولة اغتيال لسمو الأمير محمد بن نايف وهو في منزله يعدّ لاستقبال أحد معتنقي هذا الفكر؛ ليقدم له العون والمساعدة على إصلاح أمره، وإعادته إلى جادّة الصواب، ونحن نعيش أيام شهر كريم، اختصه الله بالكثير من الفضائل، وجعل فيه الكثير من الكرامات، لكنهم بذلك لم يراعوا كل ذلك، وخالفوا بفعلهم كل التعاليم السماوية، وكل المبادئ والقيم والسلوكات الفاضلة، فانكشف أمرهم، وتهتكت استار فكرهم الضال أمام العاقلين من البشر. والله من وراء القصد.