من تدبر في قصص الأمم من قبلنا يحمد الله سبحانه وتعالى قدره حمداً يليق بمقامه ويشكره على نعمه وآلائه التي لا تحصى ولا تعد وعلى تفضيله لأمه سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة وأزكى والتسليم . فقد أخبرنا ربنا تعالى قدره عن الأقوام السابقة وهلاكه لهم في قوله تعالى "وكم أهلكنا من القرون من بعد نوح وكفى بربك بذنوب عباده خبيرا بصيرا " الإسراء 17 ". وفي آيات أخرى كثيرة واليوم نجد كل تلك الذنوب والمعاصي التي عذب بسببها الأقوام السابقة وانزل الله عليهم عقابه . من نقص في المكيال والاحتيال وفعل الفاحشة و إلى أخر تلك الذنوب تمارس وتنتهك المحرمات و أيضاً الربا وعقوق الوالدين والرشوة ...... الخ . والفضائيات أشاعت الفاحشة 89 . أو يعجل الله بسخط منه بإرسال عذاب . " اللهم رحمتك " ألم يئن الأوان أن نفيق قبل أن يأتي يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون وقد قال تعالى "يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم " الشعراء 88 ونحن في هذا الشهر الكريم الذي أوله رحمة وأوسطه مغفرة وأخره عتق من النار .وورد ذلك في قول الصادق المصدوق الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم حيث قال " أول شهر رمضان رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار " ويبقى لنا أن نعين بعضنا البعض على التوبة والرجوع إلى الحق والله بعظمته لم يُغلق باب التوبة لا ليل ولانهار كما اخبرنا سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم حيث قال "إن الله تعالى يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ويبسط يده . بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها " "مسند أحمد ج: 4 ص: 395 ومن واجب المسلمين أن يكونوا عونا للمسيء على التوبة إذا كان الأمر متعلقا بهم كالوالدين بقبول رجعة ابنهم إلى الحق وتوبته والمظلومين باعتراف من ظلمهم بظلمهِ لهم . . وجميعنا يطلب الرحمة من الله وقد قال صلى الله عليه وسلم " إن من لايرحم الناس لا يرحمه الله "مسند أحمد ج: 3 ص: 40 ومن أسمى الخصال التسامح والعفو وتقرب العبد إلى ربه إذا ابتغى بذلك وجهه الكريم حيث قال تعالى "يا أيها الذين آمنوا إن من أزواجكم وأولادكم عدوا لكم فاحذروهم وإن تعفوا وتصفحوا وتغفروا فإن الله غفور رحيم "[ التغابن 14 . وقال أيضا عز في علاه" إن تبدوا خيرا أو تخفوه أو تعفوا عن سوء فإن الله كان عفوا قديرا " [ النساء 149 فهلا كنا عونا لهم لا عونا للشيطان عليهم ويزداد حالهم سوءاً وقد يرتكبون ذنوبا اكبر بعدم التسامح ويأسهم من الآخرين . . والله سبحانه بعظمته وجلاله قدره يعفو ويصفح وهو الجبار ويأمرنا بعدم القنوط من رحمته في قوله تعالى "قال ومن يقنط من رحمة ربه إلا الضالون " الحجر 56 وما اتكالي إلا على الله ولا أطلب أجرا من أحد سواه [email protected] فاكس 6289871 ص ب 11750 جدة 214