■تسلم كاتبكم رسالة قارئ.. عن المقال الذي ورد في العدد (13190)، بتاريخ 26-7-2009.. والذي كان بعنوان: [نزيف أم تزييف اختراع مستقبلنا].. إليكم نص الرسالة: ■[صراحة لم أكن أتوقع من إنسان ما شاء الله في مستواك العلمي والثقافي أن ينتقد عملاً شريفاً يقوم به إنسان شريف. أنا لا أعرف ما هي فلسفتك في الحياة وما هي نظرتك للشباب الذين يتسكعون في الشوارع إذا لم تكن لديهم أعمال تناسب مزاجهم، «وما أصعب ما يشتهيه المزاج»، والشباب الذين على عكسهم يقبلون أي عملا حتى يتيسر لهم عمل أفضل منه].. ■[وهل لديك يا أخي محمد عمل لهم حتى لا يضطروا إلى عمل غسيل السيارات؟.. أنا عندما كنت شابا كنت أتمنى لو كان عندنا سيارات حتى نغسلها بقليل من النقود. أنا الآن عمري 75 سنة، متقاعد من وظيفة نائب رئيس في شركة أرامكو. .وعندما كنت شابا في أوائل الخمسينيات الميلادية عملت في كثير من المهن التي بعرف بعض الناس وضيعة، وكان أفضلها عامل نظافة في شركة التابلين في رأس المشعاب. ولم يُقلل ذلك لا من قدري ولم يقف عقبة أمام طموحي].. ■[أخي محمد، العيب في الشباب اليوم أولئك الذين يُصرون على وظائف الكرسي الدوار وهم ليس لديهم أي خبرة في أي نوع من العمل. وإن كنا نحن السبب في تحطيم طموحهم وتحولهم إلى الحياة المرفهة. فنحن نتسابق إلى مدهم بالنقود وبإعطائهم أفخم أنواع السيارات والواحد منهم لم يبلغ السادسة عشرة. ونجلب لهم الخدم حتى يصبح الواحد منهم لا يحمل حتى أواني الأكل إلى المطبخ من الكسل والاعتماد على الآخرين].. ■[ولو يا أخ محمد سألتك عن مهنة جدك فلا أعتقد أنها تختلف عما كان يقوم به جدي رحمهما الله، وستجده عملا متواضعاً للغاية وهم فخورون به].. ■[أنا شهادتي في هندسة البترول،وما هو معروف ان النعم لاتدوم، وأقول الله يستر. ولا ندري ماذا يخبئ القدر لأولادنا وأحفادنا وعددهم آنذاك سوف يكون أضعاف ما هم عليه اليوم].. ■[دعنا نكن واقعيين ونشجع شبابنا مهما بلغ مستوى تعليمهم على العمل والإبداع ونقول لهم لا ضير في البداية من الصفر بل وإشغال أنفسكم بأي عمل. فالاجتهاد والمثابرة هما ضمان النجاح والتقدم. وفقني الله وإياكم إلى ما فيه الخير].. المرسل: عثمان (.....).. ■باب التعليق مفتوح للجميع.. وهناك حزمة من الأسباب شجعت على عرضها عليكم.. رسالة تمثل اتجاها سائدا عند البعض.. نسمع مثل هذه الاجتهادات في مجالسنا، وهناك من يعتقد بصوابها.. منهم الأخ عثمان.. لا ادري، هل هذا اسمه الحقيقي؟!.. حجبت اسم عائلته، لأن هناك من يشاركه فيه.. الأفضل أن يراسل الجريدة مباشرة في المرات القادمة.. ■ليس بالضرورة أن نتفق على ملامح الأشياء ومساراتها الحالية.. لكن الموضوع يحتاج إلى اهتمام من كل فرد.. خاصة الآباء وأيضا الشباب.. ■الرسالة فتحت أمام كاتبكم ساحة كبيرة للتحرك في اتجاهات مختلفة لصالح الشباب.. المقالات التالية ستتناول مواضيع أثارتها الرسالة.. ■الرد على الرسالة ليس الهدف الوحيد.. يمكن أن تقود هذه الرسالة نحو مواضيع متعددة تهم الشباب وفي صالحهم.. وأيضا تهم الوطن والمجتمع.. تحوي الرسالة الكثير من الآراء، والاتجاهات.. المشكلة تكمن في مدى اعتقاد الناس بهذه المفاهيم؟!.. ليس ذلك فقط، ولكن هل هناك مسئولون يرون ما تراه الرسالة حول الشباب؟!.. ■عندما تخضع قضايانا إلى تحليلات الانطباع.. وأيضا الاجتهاد.. فنحن بهذه التصرفات لا نحل مشكلة، ولا نقدم حلا مؤثرا وفاعلا لقضايانا أيا كانت.. ■البحوث العلمية وحدها قادرة على تقديم حلول سليمة ونافعة.. البحث العلمي يجب أن يسود لتشخيص المشاكل، وأيضا لتحديد الاحتياجات.. من المؤسف أن تتفشى الاجتهادات التي تقدم حلولا تضر أكثر مما تفيد.. كل مشاكلنا يحلها البحث العلمي وليس غيره شيء.. ويستمر المقال.