العلاقات السعودية - الأمريكية: احترام التاريخ والتعاون    "عبدالله بن فهد" يتوج الفارس السعودي "السالمي" بلقب كأس خادم الحرمين الشريفين للقدرة والتحمل في العُلا    وزير الرياضة يستقبل رئيس الأولمبية الدولية في الرياض    جوارديولا يسخر من حكام الدوري الإنجليزي بعد إصابة نيكو جونزاليس    شركة اليسر راعيًا ذهبيًا في مؤتمر ليب 2025    الصين تعلن اكتمال بناء أكثر من 30 ألف مصنع ذكي    تضم 24 وزيراً.. حكومة نواف سلام تبصر النور    إزالة 270 موقعًا عشوائيًا شمال بريدة    برنامج ماجستير لتمكين الكوادر الوطنية من قيادة القطاع السياح    1383 حالة ضبط للمنوعات بالمنافذ خلال أسبوع    وزير التعليم يكرم المعلمة اللحياني    تخصصي تبوك يكرّم الموظفين والأقسام المميزة    القبض على 6 مخالفين لنظام أمن الحدود لتهريبهم 95 ألف قرص خاضع لتنظيم التداول الطبي    القتل تعزيراً لأمير زاده لتهريبه الهيروين    هل تنجح المساعي الأفريقية في حل أزمة الكونغو الديمقراطية؟    الأمير تركي بن هذلول يفتتح مهرجان «الرقش النجراني» لعام 2025    أمير القصيم يشيد بتميز مهرجان الكليجا ال16 ويؤكد دعمه للحرف التراثية    روسيا: تخفيض سعر صرف الروبل أمام العملات    الإفراج عن 183 أسيرًا فلسطينيًا ضمن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة    ترمب: سأفرض رسوماً جمركية على دول كثيرة    «الداخلية»: ضبط 21 ألف مخالف للأنظمة في مناطق المملكة خلال أسبوع    ترقية م. بخاري في هيئة الإذاعة والتلفزيون    علاجات السمنة ومضاعفاتها تكلف المملكة سنوياً قرابة 100 مليار ريال    الدكتوراه ل«السهلي»    المنتدى السعودي للإعلام يستقطب شخصيات عالمية في نسخته الرابعة    ماتياس: لهذا السبب استبعدت «فيرمينيو»    انخفاض درجات الحرارة ورياح نشطة مثيرة للأتربة على عدة مناطق في المملكة    تحويل منزل فيروز «القديم» متحفاً في لبنان    أمريكا: العثور على الطائرة المفقودة في ألاسكا ومقتل جميع ركابها    24 مليون مشاهدة تجسد تأثير كريستيانو رونالدو    جون دوران يدخل تاريخ النصر    انطلاق بطولة VEX IQ لصُنّاع المستقبل في تصميم وبرمجة الروبوتات    الهلال يُحافظ على سالم الدوسري    جوجل تضيف علامات مائية خفية للصور للكشف عن التعديلات المدعومة بالذكاء الاصطناعي    ترودو يدعو إلى أخذ تهديد ترامب بضم كندا على «محمل الجد»    إيمري يتطلع للتحدي الضخم بإعادة ماركوس راشفورد لمستواه    جامعة أمِّ القُرى تستضيف الاجتماع التَّشاوري الثَّامن لرؤساء الجامعات    الوحدة يُعلن عن تعرض أنظمة الشركة المشغلة لمتجر النادي ل «الاختراق»    إنجاز أكثر من 80% من مشروع الطريق الدائري الأوسط في الطائف    تتويج السعودي آل جميان بلقب فارس المنكوس        أمير القصيم يهنئ تجمع القصيم الصحي بفوزه بأربع جوائز في ملتقى نموذج الرعاية الصحية 2025    خطيب الحرم المكي: كل من أعجب بقوته من الخلق واعتمد عليها خسر وهلك    مفتي عام المملكة ونائبه يتسلمان التقرير السنوي لنشاط العلاقات العامة والإعلام لعام 2024    خطبة المسجد النبوي: من رام في الدنيا حياةً خالية من الهموم والأكدار فقد رام محالًا    "تعليم الرياض" يتصدرون جوائز معرض " إبداع 2025 " ب39 جائزة كبرى وخاصة    النمر العربي.. مفترس نادر يواجه خطر الانقراض    العُلا.. متحف الأرض المفتوح وسِجل الزمن الصخري    أمانة المدينة تدشّن نفق تقاطع سعد بن خيثمة مع "الدائري الأوسط"    سبق تشخيصه ب«اضطراب ثنائي القطب».. مغني راب أمريكي يعلن إصابته ب«التوحد»    لماذا لا يجب اتباع سنة الأنبياء بالحروب..!    خادم الحرمين وولي العهد يعزّيان رئيس الجزائر في وفاة رئيس الحكومة الأسبق    وكيل وزارة الداخلية يرأس اجتماع وكلاء إمارات المناطق    الملك وولي العهد يُعزيان ملك السويد في ضحايا حادثة إطلاق نار بمدرسة    «8» سنوات للأمير سعود في خدمة المدينة المنورة    لبلب شبهها ب «جعفر العمدة».. امرأة تقاضي زوجها    إطلاق برنامج التعداد الشتوي للطيور المائية في محمية جزر فرسان    خادم الحرمين وولي العهد يعزيان القيادة الكويتية والرئيس الألماني    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



القرضاوي يرد على افتراءات الشيعة-أنا مفتي العمليات الاستشهادية ضد الصهاينة ولست ناطقا باسم حاخاماتهم
نشر في الوكاد يوم 19 - 09 - 2008

تمسك الإمام القرضاوي بتصريحاته التي شنت من أجلها المراجع الشيعية في لبنان وإيران هجوما عنيفا عليه وقال في بيان أرسله للشروق اليومي إن ما قلته لصحيفة المصري اليوم هو ما قلته بصراحة وأكدته بكل قوة في كل مؤتمرات التقريب التي حضرتها في الرباط وفي دمشق وفي‮ ‬الدوحة&;#8238; ‬وسمعه‮ ‬مني‮ ‬علماء‮ ‬الشيعة
وكتب رسالة في هذا الشأن نشرتها صحيفة الشروق اليومي الجزائرية اول امس : نص الرسالة :.
بسم‮ ‬الله‮ ‬الرحمن‮ ‬الرحيم‮ ‬
شنَّت وكالة أنباء (مهر) الإيرانية شبه الرسمية في 13 من رمضان 1429ه الموافق ل 13 سبتمبر 2008م، هجوما عنيفا على شخصي، تجاوزت فيه كلَّ حدٍّ، وأسفَّت إسفافا بالغا لا يليق بها، بسبب ما نشرته صحيفة (المصري اليوم) من حوار معي تطرَّق إلى الشيعة ومذهبهم، قلتُ فيه: أنا لا أكفرهم، كما فعل بعض الغلاة، وأرى أنهم مسلمون، لكنهم مبتدعون. كما حذَّرت من أمرين خطيرين يقع فيهما كثير من الشيعة، أولهما: سبُّ الصحابة، والآخر: غزو المجتمع السني بنشر المذهب الشيعي فيه، لاسيما أن لديهم ثروة ضخمة يرصدون منها الملايين، بل البلايين، وكوادر مدرَّبة على نشر المذهب، وليس لدى السنة أيَّ حصانة ثقافية ضدَّ هذا الغزو. فنحن علماء السنة لم نسلِّحهم بأيِّ ثقافة واقية، لأننا نهرب عادة من الكلام في هذه القضايا، مع وعينا بها، خوفا من إثارة الفتنة، وسعيا إلى وحدة الأمة.
هذا‮ ‬الكلام‮ ‬أثار‮ ‬الوكالة،‮ ‬فجنَّ‮ ‬جنونها،‮ ‬وخرجت‮ ‬عن‮ ‬رشدها،‮ ‬وطفقت‮ ‬تقذفني‮ ‬بحجارتها‮ ‬عن‮ ‬يمين‮ ‬وشمال‮. ‬
وقد علَّق على موقفي العلامة آية الله محمد حسين فضل الله، فقال كلاما غريبا دهشتُ له، واستغربتُ أن يصدر من مثله. كما علَّق آية الله محمد علي تسخيري، نائبي في رئاسة الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، وقال كلاما أعجب من كلام فضل الله.
• موقفي‮ ‬من‮ ‬الشيعة‮ ‬ومذهبهم‮:‬
وأودُّ هنا قبل أن أردَّ على ما قاله هؤلاء جميعا، أن أبيِّن موقفي من قضية الشيعة الإمامية ومذهبهم ومواقفهم، متحرِّيا الحق، ومبتغيا وجه الله، مؤمنا بأن الله أخذ الميثاق على العلماء ليبيِّنن للناس الحقَّ ولا يكتمونه. وقد بينته من قبل في كتابي (مبادئ في الحوار‮ ‬والتقريب‮ ‬بين‮ ‬المذاهب‮ ‬والفرق‮ ‬الإسلامية&#8238‬،‮ ‬وأصله‮ ‬بحث‮ ‬قدمته‮ ‬لمؤتمر‮ ‬التقريب‮ ‬الذي‮ ‬عُقد‮ ‬في‮ (‬مملكة‮ ‬البحرين&#8238. ‬وما‮ ‬أقوله‮ ‬اليوم‮ ‬تأكيد‮ ‬له‮. ‬
• أولا‮:‬‭ ‬
أنا أؤمن أولا بوحدة الأمة الإسلامية بكلِّ فِرَقها وطوائفها ومذاهبها، فهي تؤمن بكتاب واحد، وبرسول واحد، وتتَّجه إلى قِبلة واحدة. وما بين فِرَقها من خلاف لا يُخرِج فرقة منها عن كونها جزءا من الأمة، والحديث الذي يُعتمد عليه في تقسيم الفرق يجعل الجميع من الأمة،‮ "‬ستفترق‮ ‬أمتي‮...". ‬إلا‮ ‬مَن‮ ‬انشقَّ‮ ‬من‮ ‬هذه‮ ‬الفرق‮ ‬عن‮ ‬الإسلام‮ ‬تماما،‮ ‬وبصورة‮ ‬قطعية‮. ‬
• ثانيا‮: ‬
هناك فرقة واحدة من الفرق الثلاث والسبعين التي جاء بها الحديث هي وحدها (الناجية)، وكلُّ الفرق هالكة أو ضالة، وكلُّ فرقة تعتقد في نفسها أنها هي الناجية، والباقي على ضلال. ونحن أهل السنة نوقن بأننا وحدنا الفرقة الناجية، وكلُّ الفرق الأخرى وقعت في البدع والضلالات، وعلى هذا الأساس قلتُ عن الشيعة: إنهم مبتدعون لا كفار، وهذا مُجمَع عليه بين أهل السنة، ولو لم أقل هذا لكنتُ متناقضا، لأن الحقَّ لا يتعدَّد، والحمد لله، فحوالي تسعة أعشار الأمة الإسلامية من أهل السنة، ومن حقهم أن يقولوا عنا ما يعتقدون فينا.
• ثالثا‮: ‬
إن موقفي هذا هو موقف كلِّ عالم سنيٍّ معتدل بالنسبة إلى الشيعة الإمامية الاثنا عشرية، أما غير المعتدلين فهم يصرِّحون بتكفيرهم؛ لموقفهم من القرآن، ومن السنة، ومن الصحابة، ومن تقديس الأئمة، والقول بعصمتهم، وأنهم يعلمون من الغيب ما لا يعلمه الأنبياء. وقد رددت على‮ ‬الذين‮ ‬كفروهم،‮ ‬في‮ ‬كتابي‮ (‬مبادئ‮ ‬في‮ ‬الحوار‮ ‬والتقريب&#8238.‬
ولكني أخالفهم في أصل مذهبهم وأرى أنه غير صحيح، وهو: أن النبي صلى الله عليه وسلم أوصى لعلي بالخلافة من بعده، وأن الصحابة كتموا هذا، وخانوا رسولهم، وجحدوا عليا حقَّه، وأنهم تآمروا جميعا على ذلك. والعجب أن عليًّا لم يعلن ذلك على الملأ ويقاتل عن حقِّه. بل بايع أبا بكر وعمر وعثمان، وكان لهم معينا ومشيرا. فكيف لم يواجههم بالحقيقة؟ وكيف لم يجاهر بحقه؟ وكيف تنازل ابنه الحسن عن خلافته المنصوص عليها لمعاوية؟ وكيف يمدحه النبي صلى الله عليه وسلم بفعله ذلك، وأن الله أصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين؟
وللشيعة‮ ‬بدع‮ ‬عملية‮ ‬مثل‮: ‬تجديد‮ ‬مأساة‮ ‬الحسين‮ ‬كل‮ ‬عام‮ ‬بلطم‮ ‬الوجوه،‮ ‬وضرب‮ ‬الصدور‮ ‬إلى‮ ‬حدِّ‮ ‬سفك‮ ‬الدم،‮ ‬وقد‮ ‬مضى‮ ‬على‮ ‬المصيبة‮ ‬أكثر‮ ‬من‮ ‬ثلاثة‮ ‬عشر‮ ‬قرنا؟‮ ‬ولماذا‮ ‬لم‮ ‬يعمل‮ ‬ذلك‮ ‬في‮ ‬قتل‮ ‬والده،‮ ‬وهو‮ ‬أفضل‮ ‬منه؟‮ ‬
ومن‮ ‬ذلك‮ ‬الشركيات‮ ‬عند‮ ‬المزارات‮ ‬والمقابر‮ ‬التي‮ ‬دُفن‮ ‬فيها‮ ‬آل‮ ‬البيت،‮ ‬والاستعانة‮ ‬بهم‮ ‬ودعاؤهم‮ ‬من‮ ‬دون‮ ‬الله‮. ‬وهو‮ ‬ما‮ ‬قد‮ ‬يوجد‮ ‬لدى‮ ‬بعض‮ ‬أهل‮ ‬السنة،‮ ‬ولكن‮ ‬علماءهم‮ ‬ينكرون‮ ‬عليهم‮ ‬ويشددون‮ ‬النكير‮. ‬
من‮ ‬أجل‮ ‬ذلك‮ ‬نصفهم‮ ‬بالابتداع،‮ ‬ولا‮ ‬نحكم‮ ‬عليهم‮ ‬بالكفر‮ ‬البواح،‮ ‬أو‮ ‬الكفر‮ ‬الأكبر،‮ ‬المُخرِج‮ ‬من‮ ‬الملَّة‮. ‬
وأنا من الذين يقاومون موجة التكفير من قديم، وقد نشرتُ رسالتي (ظاهرة الغلو في التكفير)، مشدِّدا النكير على هذا الغلو، ونؤكِّد أن كلَّ مَن نطق بالشهادتين والتزم بمقتضاهما: دخل في الإسلام بيقين، ولا يخرج منه إلا بيقين. أي بما يقطع بأنه كفر لا شك فيه.
• رابعا‮:‬أن الاختلاف في فروع الدين، ومسائل العمل، وأحكام العبادات والمعاملات، لا حرج فيه، وأصول الدين هنا تسع الجميع، وما بيننا وبين الشيعة من الخلاف هنا ليس أكبر مما بين المذاهب السنية بعضها وبعض. ولهذا نقلوا عن شيخنا الشيخ شلتوت شيخ الأزهر رحمه الله: أنه أفتى بجواز‮ ‬التعبُّد‮ ‬بالمذهب‮ ‬الجعفري؛‮ ‬لأن‮ ‬التعبُّد‮ ‬يتعلَّق‮ ‬بالفروع‮ ‬والأحكام‮ ‬العملية،‮ ‬وما‮ ‬يخالفوننا‮ ‬فيه‮ ‬في‮ ‬الصلاة‮ ‬والصيام‮ ‬وغيرهما‮ ‬يمكن‮ ‬تحمُّله‮ ‬والتسامح‮ ‬فيه‮. ‬
• خامسا‮: ‬أن ما قلتُه لصحيفة (المصري اليوم) هو ما قلتُه بكلِّ صراحة وأكَّدتُه بكلِّ قوَّة، في كلِّ مؤتمرات التقريب التي حضرتُها: في الرباط، وفي البحرين، وفي دمشق، وفي الدوحة، وسمعه مني علماء الشيعة، وعلقوا عليه، وصارحتُ به آيات الله حينما زرتُ إيران منذ نحو عشر سنوات‮: ‬أن‮ ‬هناك‮ ‬خطوطا‮ ‬حمراء‮ ‬يجب‮ ‬أن‮ ‬ترعى‮ ‬ولا‮ ‬تتجاوز،‮ ‬منها‮: ‬سب‮ ‬الصحابة،‮ ‬ومنها‮: ‬نشر‮ ‬المذهب‮ ‬في‮ ‬البلاد‮ ‬السنية‮ ‬الخالصة‮. ‬وقد‮ ‬وافقني‮ ‬علماء‮ ‬الشيعة‮ ‬جميعا‮ ‬على‮ ‬ذلك‮. ‬
• سادسا‮: ‬إنني رغم تحفُّظي على موقف الشيعة من اختراق المجتمعات السنية، وقفتُ مع إيران بقوَّة في حقِّها في امتلاك الطاقة النووية السلمية، وأنكرتُ بشدَّة التهديدات الأمريكية لها، وقلتُ: إننا سنقف ضد أمريكا إذا اعتدت على إيران، وإن إيران جزء من دار الإسلام، لا يجوز التفريط فيها، وشريعتنا توجب علينا أن ندافع عنها إذا دخلها أو هدَّدها أجنبي. وقد نوَّهَتْ بموقفي كلُّ أجهزة الإعلام الإيرانية، واتصل بي عدد من المسؤولين شاكرين ومقدِّرين. وأنا لم أقف هذا الموقف مجاملة، ولكني قلتُ ما يجب أن يقوله المسلم في نصرة أخيه المسلم.
• الرد‮ ‬على‮ ‬وكالة‮ ‬أنباء‮ (‬مهر&#8238 ‬الإيرانية&;#8238;:‬• 1- زعمت وكالة الأنباء: أني أردِّد ما يقوله حاخامات اليهود، وأني أتحدَّث نيابة عنهم، وقالت: إن كلامي يصبُّ في مصلحة الصهاينة والحاخامات! وجهلت الوكالة التائهة ما أعلنه اليهود أنفسهم أن أخطر الناس عليهم في قضية فلسطين هم علماء الدين، وأن أخطر علماء الدين هو القرضاوي! وطالما حرَّضوا عليَّ، وعلى اغتيالي، ومازال اللوبي الصهيوني في كلِّ مكان يقف ضدِّي، ويؤلِّب علي الحكومات المختلفة، لتمنعني من دخول أرضها، فلا غرو أن مُنعت من أمريكا وبريطانيا وعدد من البلاد الأوربية؛ لأني عدو إسرائيل، ومفتي العمليات الاستشهادية.
إنني أحارب اليهود والصهاينة منذ الخامسة عشر من عمري، أي من حوالي سبعين سنة، قبل أن يُولد هؤلاء الذين يهاجمونني. ولقد انتسبت منذ شبابي المبكِّر إلى جماعة يعتبرها الصهاينة العدو الأول لهم، هي جماعة الإخوان المسلمين التي قدَّمت الشهداء، ولازالت من أجل فلسطين.‮ ‬
أما‮ ‬الماسونية،‮ ‬فكتاباتي‮ ‬ضدَّها‮ ‬في‮ ‬غاية‮ ‬الوضوح،‮ ‬ولاسيما‮ ‬فتواي‮ ‬عن‮ (‬الماسونية&#8238 ‬في‮ ‬كتابي‮ (‬فتاوى‮ ‬معاصرة&#8238.‬
2- وزعمت الوكالة: أن المذهب الشيعي يلقى تجاوبا لدى الشباب العربي الذي بهره انتصار حزب الله على اليهود في لبنان، وكذلك الشعوب المسلمة الواقعة تحت الظلم والاضطهاد، واعتبرت الوكالة ذلك معجزة من معجزات آل البيت؛ لأن الشعوب وجدت ضالَّتها في هذا المذهب، حيث قدَّم‮ ‬الشيعة‮ ‬نموذجا‮ ‬رائعا‮ ‬للحكم‮ ‬الإسلامي،‮ ‬لم‮ ‬يكن‮ ‬متوافرا‮ ‬بعد‮ ‬حكم‮ ‬النبي‮ ‬صلى‮ ‬الله‮ ‬عليه‮ ‬وسلم،‮ ‬وحكم‮ ‬الإمام‮ ‬علي‮ ‬رضي‮ ‬الله‮ ‬عنه‮. ‬
وهذا الكلام مردود عليه، فالفرد الإيراني كغيره في بلادنا الإسلامية، لم يطعم من جوع، ولم يأمن من خوف. ولاسيما أهل السنة الذين لايزالوان يعانون التضييق عليهم. وكلام الوكالة فيه طعن في عهد أبي بكر وعمر، وقد قدَّما نموذجا رائعا للحكم العادل والشورى، بخلاف حكم علي‮ ‬الذي‮ ‬شُغل‮ ‬بالحروب‮ ‬الداخلية،‮ ‬ولم‮ ‬يتمكَّن‮ ‬من‮ ‬تحقيق‮ ‬منهجه‮ ‬في‮ ‬العدالة‮ ‬والتنمية،‮ ‬كما‮ ‬كان‮ ‬يحب‮. ‬
3‭- ‬المهم‮ ‬أن‮ ‬الوكالة‮ ‬اعترفت‮ ‬بتنامي‮ ‬المد‮ ‬الشيعي‮ ‬الذي‮ ‬اعتبرته‮ (‬معجزة&#8238 ‬لآل‮ ‬البيت‮! ‬وهو‮ ‬ردٌّ‮ ‬على‮ ‬الشيخ‮ ‬فضل‮ ‬الله‮ ‬والتسخيري‮ ‬وغيرهما‮ ‬الذين‮ ‬ينكرون‮ ‬ذلك‮. ‬
4- زعمت الوكالة أني لم أتحدَّث عن بطولات أبناء الشيعة في جنوب لبنان (2006م). وهو زعم كاذب أو جاهل، فقد ناصرت حزب الله، ودافعت عنه، ورددت على فتوى العالم السعودي الكبير الشيخ بن جبرين، في حلقة كاملة من حلقات برنامجي (الشريعة والحياة) في قناة الجزيرة، وقد نُقلت‮ ‬الحلقة‮ ‬من‮ ‬القاهرة،‮ ‬حيث‮ ‬كنتُ‮ ‬في‮ ‬الإجازة‮.
‬
5- تحدَّثت الوكالة بشماتة عن هزائم العرب، ولاسيما هزيمة 1967م، وعن حكام العرب، وجنرالات العرب، وكأني مسؤول عنهم! وقد قاومتُ استبداد الحكام وطغيانهم، ودخلتُ من أجل ذلك السجون والمعتقلات، وحوكمتُ أمام المحاكم العسكرية، وحُرمتُ من الوظائف الحكومية، وأنا أول دفعتي‮. ‬
ونسيت الوكالة أن مصر دخلت أربع حروب من أجل فلسطين، وأنها في إحداها قد حقَّقت نصرا معروفا على دولة الصهاينة، برغم ما كان يسندها من المدد الأمريكي. وذلك في حرب العاشر من رمضان سنة 1393ه (6 أكتوبر 1973م)، وكذلك بطولات الإخوة في فلسطين في حماس والجهاد وكتائب الأقصى‮ ‬وغيرهم‮. ‬
6‭- ‬أسوأ‮ ‬ما‮ ‬انحدرت‮ ‬إليه‮ ‬الوكالة‮: ‬زعمها‮ ‬أني‮ ‬أتحدَّث‮ ‬بلغة‮ ‬تتَّسم‮ ‬بالنفاق‮ ‬والدجل،‮ ‬وهو‮ ‬إسفاف‮ ‬يليق‮ ‬بمَن‮ ‬صدر‮ ‬عنه،‮ ‬وقد‮ ‬قال‮ ‬شاعرنا‮ ‬العربي‮: ‬
وحسبكمو‮ ‬هذا‮ ‬التفاوت‮ ‬بيننا وكل‮ ‬إناء‮ ‬بالذي‮ ‬فيه‮ ‬ينضح‮! ‬
والذين عرفوني بالمعاشرة أو بقراءة تاريخي، عرفوني منذ مقتبل شبابي شاهرا سيف الحقِّ في وجه كلِّ باطل، وأني لم أنافق ملكا ولا رئيسا ولا أميرا، وأني أقول الحقَّ ولا أخاف في الله لومة لائم. ولو كنتُ أبيع في سوق النفاق، لنافقتُ إيران التي تقدر أن تُعطي الملايين،‮ ‬والتي‮ ‬تشتري‮ ‬ولاء‮ ‬كثيرين‮ ‬بمالها،‮ ‬ولكني‮ ‬لا‮ ‬أُشترى‮ ‬بكنوز‮ ‬الأرض،‮ ‬فقد‮ ‬اشتراني‮ ‬الله‮ ‬سبحانه‮ ‬وبعتُ‮ ‬له‮. ‬وقد‮ ‬اقترحوا‮ ‬علي‮ ‬منذ‮ ‬سنوات‮ ‬أن‮ ‬يعطوني‮ ‬جائزة‮ ‬لبعض‮ ‬علماء‮ ‬السنة،‮ ‬فاعتذرت‮ ‬إليهم‮. ‬
وقالت الوكالة الكاذبة المزيِّفة: كان الأحرى بالشيخ القرضاوي أن يتحدَّث عن خطر المدِّ الصهيوني، الذي أوشك أن يقترب من بيت القرضاوي نفسه، حيث إن أبناءه الذين يقطنون في أحياء لندن، انصهروا تماما بالثقافة الأنجلوسكسونية، وابتعدوا عن الثقافة الإسلامية!
ولا أدري كيف يجترئ هؤلاء الناس على الكذب الصُراح، فليس أحد من أولادي يسكن في لندن، بل يعملون بالتدريس في جامعة قطر، أو في سفارة قطر بالقاهرة، ومن بناتي ثلاث حصلن على الدكتوراه من إنجلترا، وكلهن في قطر منذ سنين. وهن متمسكات بثقافتهن الإسلامية، وهُويَّتهن الإسلامية،‮ ‬إلا‮ ‬إذا‮ ‬كانت‮ ‬الوكالة‮ ‬تعتبر‮ ‬تخصُّصاتهن‮ ‬العلمية‮ ‬خروجا‮ ‬عن‮ ‬الدين،‮ ‬وعن‮ ‬الثقافة‮ ‬الإسلامية‮. ‬
أما خطر المد الصهيوني، فلستُ في حاجة إلى أن أتعلَّمه من السيد حسن زاده - خبير الشؤون الدولية بالوكالة - فمنذ الخامسة عشرة من عمري، وأنا أقاوم هذا الخطر بشعري ونثري، وخطبي وكتبي، ولي كتابان في ذلك هما: (درس النكبة الثانية)، و(القدس قضية كل مسلم). غير فتاوى ومحاضرات‮ ‬وخطب‮ ‬شتَّى‮. ‬
ولو‮ ‬فتح‮ ‬الراديو‮ ‬يوم‮ ‬الجمعة‮ ‬في‮ ‬الأيام‮ ‬التي‮ ‬أخطب‮ ‬فيها،‮ ‬واستمع‮ ‬إلى‮ ‬فضائية‮ ‬قطر،‮ ‬لعرف‮ ‬حقيقة‮ ‬موقفي‮ ‬من‮ ‬المدِّ‮ ‬الصهيوني‮. ‬فلستُ‮ ‬ممن‮ ‬يزايد‮ ‬عليه‮ ‬في‮ ‬هذا‮ ‬المجال‮. ‬


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.