قد .. وقد .. د . محمد بن حامد الغامدي* ■ قد يجف البحر.. وقد لا يجف.. قد تخضر الصحراء.. وقد لا تخضر.. قد يُفهم هذا المقال، وقد لا يُفهم.. هناك مشاكل قد لا تكون مشاكل.. لكن هناك مشاكل لا يدرك البعض أنها مشاكل.. كما أن هناك حاجات ومتطلبات.. تحتاج إلى من يثيرها.. ■بعض المشاكل لها مواسم.. وهناك مشاكل مستمرة، قد تمتد العمر كلّه.. إليكم نماذج من المشاكل التي تحمل أكثر من بعد.. تعطي أكثر من مدلول.. ولها مساحة واسعة من الاستنتاج.. وأيضا ذات إيقاع عربي.. ■ورد الإعلان التالي في (المبوبة)، عدد: (249)، (11-9-1429)، الموافق (11-9-2008).. يقول: [مطلوب للعمل، طبيب بشري.. للتعاون مع طلاب كلية الطب ب(الدمام).. جوال: (......)].. ■تعليق كاتبكم: ما تفسير كلمة تعاون في قاموس هؤلاء الطلبة؟!.. هل هناك تفسير ل(هذا) الإعلان لدى كلية الطب؟!.. نريد توضيحا (خنفشاري) يزيل اللبس.. يعطي بعض الراحة.. أصبحنا نسيء الظن أكثر مما نحسنه.. وسط عواصف التجاوزات، وسهولة الحصول على الأشياء، ب(طريقة) قد.. وقد.. ■شكوى أخرى في جريدة (اليوم)، عدد: (12870)، (9-9-1429)، الموافق (9-9-2008).. تقول: [حلم تكملة التحصيل الدراسي تحطم.. لإحدى خريجات الثانوية.. بمحافظة الخفجي.. وسط عدم وجود آلية واضحة.. في كلية التربية للبنات.. بعد أن تفاجأت الطالبة (ابتهاج).. بقرار عميدة الكلية.. بعدم قبولها.. بالرغم من تفوقها.. حين تحصلت على نسبة فاقت (82) قسم علمي.. للعام الدراسي (1428-1429)].. ■تواصل: [بدأت قصة المعاناة.. حين رفضت إدارة الكلية الطالبة.. بحجة تخرجها من القسم العلمي.. وسعت للالتحاق بقسم الحاسب الآلي.. أو قسم الانجليزي.. وكان الرد بأن خريجات العلمي.. لا يقبلن في هذه التخصصات].. ■ تواصل: [أجبرت الطالبة للتقديم مرة ثانية.. في قسم الرياضيات.. بالرغم من عدم رغبتها.. ولكنها اضطرت بعد اشتراط إدارة الكلية.. ولكن الخبر الحزين أنها رفضت أيضا.. وصعقت الطالبة.. وتتمنى إيجاد حل سريع.. قبل فوات الأوان.. وقالت كانت آمالي كبيرة.. باستكمال تحصيلي العلمي.. في المحافظة.. التي ولدت فيها وترعرعت.. ومن حقي التسجيل.. خاصة وان النسبة التي حققتها كانت مؤهلة].. ■وتضيف والدة الطالبة: [بأن إدارة الكلية وعدتنا خيرا.. ولكن إلى الآن لم استطع مقابلة العميدة.. بسبب انشغالها حسب تأكيد إحدى الإداريات.. وأرجو من المسئولين.. مد يد العون لابنتي.. التي فقدت والدها.. ولا توجد وسيلة تنقل خارج الخفجي].. ■تعليق كاتبكم: قد.. وقد.. السكّر لم يرخص.. والبرازيل مازالت في مكانها.. ■شكوى أخرى في جريدة (اليوم)، عدد: (12872)، (11-9-1429)، الموافق (11-9-2008) تقول: [اجتزت اختبار القياس بنسبة (76).. وأنا طالب (قد) أتممت الثانوية بتقدير ممتاز، وبدرجة (95.96).. (وقد) تقدمت للاختبار التحصيلي.. (وقد) حصلت على نسبة (65).. نسبتي الموزونة: (77.588)].. ■تواصل: [وكنت (قد) وضعت رغباتي كالتالي إلى جامعة الملك فيصل بالدمام، عن طريق موقعهم الالكتروني: 1- كلية الهندسة، 2- تقنية المعلومات كلية الحاسب الآلي، 3- كلية العمارة والتخطيط... لكن تفاجأت انه (قد) تم قبولي في الدفعة الثانية، وفي كلية الحاسب الآلي وتقنية المعلومات.. وتم تجاهل الرغبة الأولى، مع العلم انه في الدفعة الرابعة نزلت النسب الموزونة لكلية الهندسة إلى (73.37)].. ■تواصل: [لماذا الاستعجال من الجامعة، برفض رغبتي الأولى، وقبولي في الرغبة الثانية .. لماذا لم ينظر في أمري إلى الدفعة الرابعة.. وعندما خاطبنا الجامعة برغبتنا بالتحول من كلية الحاسب الآلي وتقنية المعلومات، أجابونا بأنه لا يجوز التحويل إلا بعد مضي عام.. مع العلم أن كلية الحاسب الآلي بالأحساء وأنا من مدينة الدمام.. نرجو منكم أن تنظروا في أمرنا بحالة من الرأفة.. وتحويلنا من كلية الحاسب الآلي وتقنية المعلومات إلى كلية الهندسة أو العمارة والتخطيط.].. ■تعليق كاتبكم: تكررت كلمة (قد) خمس مرات.. لها مدارات ومسارات.. السكّر لم يرخص.. والبرازيل مازالت في مكانها.. ■قد تكون الشكوى زفرة.. قد تكون أنينا.. قد تكون أوجاعا.. قد تكون صمتا.. وقد تكون عذاب فوضى عند الجميع.. المشاكل في ظل الإمكانيات تدل على أن الحضارة عقل وليست تقنيات. *************************** *أحد أبناء منطقة الباحة ، كاتب بصحيفة \"اليوم\" السعودية.