أصيبت طفلة رضيعة لم تتجاوز السنة الأولى من عمرها بكسور وحروق إثر اعتداء والدها عليها بالضرب والتعذيب قبل أن يئدها وذلك في إحدى قرى محافظة إدلب بسوريا . و قال شاهد عيان لصحف سوريه إن "الحادثة وقعت الأسبوع الماضي في قرية سرمين التابعة لمحافظة إدلب عندما حاول المدعو ( محمود ، ب 30 عاما ) وأد طفلته الرضيعة ( منال 11 شهر ) بعد ضربها وتعذيبها, وقد أسعفت بعدها إلى مشفى إدلب الوطني حيث تم وضعها في العناية المشددة". و أضاف شاهد العيان "الأب يعمل في جلي البلاط في المملكة العربية السعودية, ويأخذ إجازة كل خمسة أشهر يقضيها في البيت, ولديه أربعة أولاد أكبرهم في التاسعة من عمره وقد أشيع عن حبه لفتاة لم يتمكن من الزواج بها بالرغم من محاولاته المستمرة فقام على إثرها بمعاملة الطفلة التي أسماها على اسم حبيبته معاملة سيئة". بدورها, قالت طبيبة جراحة النساء بمشفى إدلب الوطني "لقد كانت الرضيعة في العناية المشددة قبل نقلها إلى قسم جراحة النساء وهي تعاني من كسر في الجمجمة وكسور أخرى متبدلة في رجليها وتعاني من كدمات وسحجات في الوجه والرأس, كما أنها تعاني من جرح ناتج عن ضرب بآلة حادة خلف الأذن إضافة إلى حروق في وجهها ويديها". وعن الحالة العامة للطفلة, قالت الطبيبة "الطفلة واعية لمن يحدثها وفي حالة عامة مستقرة ومن الممكن تخريجها من المشفى خلال يومين وأقل لكننا نفضل مراقبتها لبعض الوقت". وقالت أم الطفلة المدعوة (حميدة ، م 25 عاما ) " نحن نسكن بعيداً عن سرمين بالقرب من الوحدة الإرشادية في مكان منعزل قليلا عن الناس وكنا تحت شجرة الزيتون عندما طلب مني زوجي إحضار الماء من المنزل, فذهبت لإحضاره وعندما عدت كان يحمل عصا ووجدت طفلتي مدفونة في التراب يكاد يخرج رأسها ولا تستطيع التنفس فأخرجتها مع أولادي". وأضافت الأم "عندما أخرجناها كان التراب يملأ عينيها وفمها وقد أحرق وجهها ويديها, وعندما سألت زوجي عما فعل، قال لي إنه ضربها وأحرقها بقداحته ودفنها في التراب لأنه يكرهها ومنعني من إسعافها للمشفى مهدداً بأنه سوف يؤذيها أكثر ويدفنني معها إن تفوهت بأي حرف عما حصل". وتابعت الأم المفجوعة "بعد خمسة أيام من الحادثة قام زوجي بربط الطفلة بحبل ووضعها على الأرض وعرضها لحرارة الشمس الحارقة لمدة يومين كان خلالهما يفكها كلما علا صراخي وفي اليوم الثالث عاد لضرب الطفلة مستخدماً سكين هذه المرة، ومنعنا من الاقتراب مهدداً إيانا بفعل ما هو أكبر من ذلك". و نجحت أم الطفلة, بحسب روايتها بالهرب إلى بيت أهلها, حيث أسعفوا الرضيعة لمشفى إدلب الوطني وتقدموا بادعاء على الأب الذي أودع في سجن ناحية سرمين. وذكرت الأم أن "زوجها برر فعلته بكرهه لها وللبنات عامة ما دفعه للتخلص منها، وأنه بدأ بضرب الطفلة وتعذيبها مذ كان عمرها ستة أشهر بالرغم من تهديد الأهل له ومحاولة منعه", مضيفة أن "الكل من حولنا يعلم انه أسمى الطفلة (منال ) على اسم حبيبته التي لم يستطيع الزواج بها ولم ينسها حتى الآن مع أنها تزوجت وسافرت إلى مصر ومن حينها أصبح يفش غله بالطفلة بحجة أنها تذكره بتلك الفتاة".