قال مسؤول أمني اليوم الخميس ان 30 من "متشددي القاعدة" كانوا يخططون لمهاجمة أهداف نفطية يمنية وأجنبية قتلوا في غارة جوية شنها سلاح الجو اليمني. وأضاف المسؤول -الذي طلب عدم الكشف عن هويته- أن الغارة شنت في منطقة رفض بمديرية الصعيد محافظة شبوة واستهدفت اثنين من كبار قيادي القاعدة في شبه الجزيرة العربية. وفي تصريح لوكالة سبأ قال مصدر أمني مسؤول أن عناصر التنظيم كانت تعقد إجتماعا لها في المنطقة بحضور "الإرهابيين" ناصر الوحيشي وسعيد الشهري السعودي الجنسية وذلك "لتنفيذ عدد من العمليات الإرهابية التي كانت تستهدف عددا من المصالح اليمنية والأجنبية ومنها منشآت اقتصادية هامة وذلك كردة فعل انتقامية على العملية النوعية المزدوجة التي قامت بها أجهزتنا الأمنية يوم الخميس الماضي في أرحب وأبين وأمانة العاصمة وأدت الى مصرع حوالي 34 عنصرا من تنظيم القاعدة وإلقاء القبض على 29 آخرين من العناصر الإرهابية من التنظيم". وأكد المصدر بأن الأجهزة الأمنية ستواصل ملاحقتها "للعناصر الإرهابية" ولن تتهاون معها وبما يضمن إفشال "مخططاتها الإجرامية". كما جدد المصدر تحذيره من التستر أوتقديم أي ايواء أو مساعدة للعناصر الإرهابية من تنظيم القاعدة وغيره وتساعدهم على تنفيذ عملياتهم الإرهابية ,وحيث سيخضع كل من يقوم بذلك للمساءلة القانونية. يذكر أن مثل هذه الغارات قد تكررت في أكثر من منطقة في الفترة الأخيرة، ويعدها مراقبون تطورا خطيرا في مواجهة السلطات اليمنية لعناصر التنظيم. وتتميز علاقة السلطة بالقاعدة بالتحالف تارة، والعداوة تارة أخرى، وتُتهم السلطات اليمنية باستخدام تنظيم القاعدة كورقة للتسويق الدولي. تطورات سابقة من ناحيته وبعد قصف منطقة "المحفد" بمحافظة أبين والذي راح ضحيته عشرات الأطفال والنساء الخميس الماضي، ظهر مقاتلون من القاعدة بشكل علني الاثنين في المنقطة نفسها، وقد توعدوا بالثأر لقتلى العملية، بحسب قناة الجزيرة. وبثت قناة الجزيرة شريطا قصيرا يظهر فيه رجل ملتح يحمل مذياعا محاطا بالمسلحين ويتوجه إلى مجموعة من الأشخاص الذي تجمعوا لتأبين قتلى الغارة في قرية المعجلة في أبين، جنوب شرق اليمن. وقال الرجل الذي كان مكشوف الوجه "نحمل مسبحة ومع ذلك نحمل قنبلة لأعداء الله"، مؤكدا إن مقاتلي القاعدة لا يريدون العداء مع الجيش اليمني. وأضاف "اعلموا أيها العسكر إننا لا نريد أن نحاربكم وليس بيننا وبينكم قضية". وتابع "إن القضية بيننا وبين أمريكا وعملائها (...) احذروا أن تقفوا في صفوف أمريكا واعلموا أن النصر لهذه الأمة". وبحسب صحيفة نيويورك تايمز الأميركية في عددها الصادر السبت الماضي، فإن الرئيس الأميركي باراك أوباما أعطى الضوء الأخضر لشن غارات يمنية على هذه المواقع في أبين التي باتت في السنوات الأخيرة "ملاذا للمقاتلين الإسلاميين المتشددين ومن بينهم مقاتلون سابقون في أفغانستان". ردود فعل منددة وقد تواصلت الاحتجاجات المنددة لعمليات القصف هذه، حيث انتقد التجمع اليمني للإصلاح بشدة ما وصفها "جريمة إبادة ضد الإنسانية"، وطالب بمحاكمة العسكريين المنفذين ومن أمرهم، وتعويض المتضررين. وفي مجلس النواب علق نائب رئيس المجلس محمد علي الشدادي عضويته في البرلمان إلى أجل غير مسمى احتجاجاً على عدم ما اسماه عدم اكتراث الحكومة لأرواح النساء والأطفال في محافظة أبين وعدم حضور نائب رئيس مجلس الوزراء لتقديم توضيحاته حول العملية. وغادر الشدادي مجلس النواب وسط الجلسة بعد أن تأكد أن نائب رئيس الوزراء لشؤون الدافع والأمن اللواء رشاد العليمي لم يأتي إلى المجلس طبقاً للاستدعاء الذي أقره المجلس يوم السبت. وخاطب محمد علي الشدادي المجلس قائلا "أنه لأمر مؤسف أن يتم التعامل مع أطفالنا بهذه الصورة" وأضاف "إنني شخصيا أعلق عضويتي من هذا المجلس حتى يتم وضع معالجات حقيقية على الأرض لما حدث". وفي الجلسة ذاتها، هدد النائب عن مديرية خنفر - أبين سالم منصور حيدرة بتعليق عضويته أيضاً إذا لم يتم تشكيل لجنة من المجلس للتحقيق فيما جرى من قصف في أبين وراح ضحيتها نساء وأطفال. وقال "لقد ثبت ما لا يدع مجالا للشك أن هناك اشخاص داخل المجلس يعملون على تأجيج وتأزيم الوضع وإضعاف دور مجلس النواب" وأضاف مخاطباً أعضاء المجلس "أيها الأخوة إن محافظات الجنوب اليوم مجتمعة في المحفد ولا تظنوا أن الوضع سهلاً وإذا كنتم تعتقدون أن المسألة بسيطة فأنتم واهمون". الرسالة