بعد التأكد من أن الطائرة الماليزية المختفية بقيت تحلق ليس 4 أو 5 ساعات بعد اختفائها الساعة 1.20 فجر السبت قبل الماضي عن رادار مطار كوالالمبور كما كانت المعطيات السابقة، بل 7 ساعات تقريباً، لأنها اختفت في الثامنة و11 دقيقة صباح ذلك اليوم عن قمر اصطناعي التقط "ومضات" كانت تبثها، لذلك فعمليات البحث الشاملة الآن في تايلاند وإندونيسيا وخليج البنغال وجزر تابعة للهند في المحيط الهادي، قد تمتد حتى باكستان وأفغانستان. وكان رئيس الوزراء الماليزي، نجيب عبدالرزاق، ذكر السبت أن رادار دفاع جوي التقط إشارات تفيد بأن الطائرة استدارت غرباً باتجاه الأجزاء الشمالية من مضيق "ملقة" الفاصل بين ماليزيا وإندونيسيا، وأن من كان يقودها اتبع واحداً من مسارين: شمالي، يبدأ من شمال تايلاند إلى حدود كازاخستان وتركمانستان، الأبعد عن ماليزيا في آسيا الوسطى من باكستان وأفغانستان، أو جنوبي يبدأ من إندونيسيا باتجاه المحيط الهندي، حيث جزيرتا أندمان ونيكوبار التابعتان للهند. بالنسبة للمسار الجنوبي، فإن الهند التي بدأت منذ يومين في البحث الجوي بالمحيط الهادي توقفت بدءاً من اليوم عن البحث بطلب من ماليزيا التي ترغب بتقييم عملية البحث التي ستستأنفها الهند حول جزر أندمان ونيكوبار، وإلى الغرب في خليج البنغال، بمشاركة أميركية ستتعزز الاثنين بوصول طائرة P-8A Poseidon وهي عسكرية مضادة للغواصات، ويطلقون عليها اسم "سيدة البحار"، لأنها الأكثر تطوراً في السلاح الجوي الأميركي وقادرة على رصد أجسام، ولو صغيرة، تحت الأعماق. "سرقوها وأخفوها في شمال باكستان" ويبدو أن دولاً جديدة ستشارك في البحث الذي ستتسع رقعته، وهذا ما يؤكده خبر نشرته صحيفة "نيو ستريتس تايمز" الماليزية أمس الأحد عن اجتماع عقده أمس داتوك حمزة زين الدين، نائب وزير الخارجية الماليزي "مع ممثلي 20 دولة" يبدو أنها ستتكاتف للبحث عن "البوينغ 777-200" المفقودة، علماً أن العدد كان 14 دولة حتى أمس، أي أن 6 دول جديدة دخلت على الخط. وبدأت تبرز مخاوف من أن الطائرة قد تكون سرقت إلى بلد آخر. وممن أدلوا بهذه الفرضية هو الأسترالي الشهير روبرت مردوخ، المالك لعدد كبير من الصحف والمحطات التلفزيونية حول العالم، منها "التايمز" و"الصن" البريطانيتان، و"نيويورك بوست" الأميركية، مع سيطرة بالأسهم على شبكة "فوكس نيوز" الأميركية أيضاً. يوم الجمعة الماضي كتب مردوخ في "تويتر" تغريدة طالعتها "العربية.نت" قال فيها إن الطائرة "قد لا تكون تحطمت، بل سرقت وتم إخفاؤها ربما في شمال باكستان، كما كان بن لادن" في إشارة منه إلى إمكانية أن يكون خاطف الطائرة، أو ربما قائدها أو مساعده، مضى بها إلى باكستان. وظهر جديد أمس الأحد، إضافة لتفتيش منزلي قائد الطائرة ومساعده أمس السبت، وهو أن المحققين بدأوا يستجوبون الطاقم الأرضي للطائرة المفقودة، فتحدثوا إلى بعض من كانوا على اتصال مع الرحلة وطاقمها قبل مغادرة الطائرة مطار كوالالمبور في 8 مارس الجاري، لمعرفة ما إذا كان لدى أحد من أفراده معلومات قد تقود إلى حل لغز اختفائها، وسط قلق من أن يكون لاختفائها هدف إرهابي. أمس الأحد أيضاً نشرت صحيفة "صنداي تليغراف" البريطانية تقريراً ذكرت فيه أن السلطات الماليزية تحقق حالياً في أدلة على خطة دبرها إسلاميون متشددون ماليزيون لاختطاف الطائرة، في عملية من وحي هجمات 11 سبتمبر 2001 بواشنطن ونيويورك، استناداً على ما ذكره أحد المنتمين لتنظيم "القاعدة" لمحكمة بريطانية الأسبوع الماضي، من أن 4 ماليزيين "كانوا يخططون لاختطاف طائرة باستخدام قنبلة في حذاء لتفجير باب قمرة قيادتها"، وفقاً للصحيفة. وتدل هذه الفرضية، إن صحت، على أن الخاطفين ربما خططوا لتفجيرها بمن عليها من ركاب في أحد أبنية كوالامبور العالية، كناطحة السحاب "بتروناس" الشهيرة، على حد ما ذكرت الصحيفة التي أشارت إلى اعترافات أدلى بها أعضاء في "القاعدة" عن وجود خلايا في ماليزيا، ونقلت عن مدير مركز الدراسات الأمنية بجامعة باكنغام، أنتوني غليز، قوله: "بما أن الطائرة غيرت مسارها، فهذا دليل على أنها اختطفت". وهناك من ربط حكماً صدر في 7 مارس الجاري، أي قبل يوم من اختفاء الطائرة، بالسجن 5 سنوات بتهمة اللواط لزعيم المعارضة الماليزية، أنور إبراهيم، وإمكانية أن يكون قائد الطائرة زهاري أحمد شاه، وهو من أنصار إبراهيم وحضر بنفسه جلسة النطق بالحكم، تعمد إسقاطها انتقاماً من الإدانة، فانتحر ونحر معه ركابها، وفقاً لتقرير بصحيفة "ميل أون صنداي" البريطانية.