(شرق)- نشر مخرج أمريكي مسلم في هوليوود كتابا جديدا الاسبوع الماضي بعنوان "أم المؤمنين" والذي يروي بداية الإسلام بلسان أم المؤمنين السيدة عائشة (رضي الله عنها) زوجة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم. وقال صاحب الكتاب كامران باشا إن الكتاب يؤكد نصرة الرسول للنساء ووجودهن في جميع نواحي الحياة منذ البداية وهذا تاريخ يرفض الكثير من المسلمين الاعتراف به، على حد تعبيره. وباشا هو مخرج وكاتب أمريكي مسلم من اصل باكستاني، يعمل في هوليوود، حيث كتب وأخرج المسلسل الأمريكي "الملوك" الذي اقتبسه من الكتب المقدسة عن حكاية "الملك داؤود"، كما كتب قصة فيلم "تاج محل" ويكتب حاليا "رحلة ابن بطوطة" بتمويل من الحكومة المغربية. وقدم المؤلف شخصية السيدة عائشة وهي تتحدث إلى ابن اختها عبدالله بن الزبير، وتقول له إن الشائعات التي أرادات النيل منها بسبب زواجها من الرسول كانت "متوقعة" بالنسبة لها، وأنه كان الثمن الذي يجب أن تدفعه لأنها الزوجة المحببة للرسول. ودافعت شخصية السيدة عائشة عن دورها الكبير في بداية الأمة الاسلامية، وفي وجه بعض الأقاويل عن دورها في فترة الحروب بين المسلمين قائلة إن قدرها كان أن تكون أم "الأمة الاسلامية" التي اختارها الله لكي تغير العالم وأنها هي وجه هذه الأمة "رغم أنه لم ينظر رجل من خارج عائلتها إلى وجهها منذ أن كانت طفلة صغيرة". رواية بلسان عائشة وفي حديثه شرح باشا أن كتابه هو عبارة عن رواية تاريخية بلسان السيدة عائشة، مضيفا "هناك كتاب عديدة نشرت في أمريكا عن عائشة لكن هذا الكتاب من وجهة نظر مسلمة". وأضاف "الغرب لا يعرف عنها وهي التي كانت شخصية رائدة في الاسلام من حيث حضورها الديني كما أنها شاعرة وسياسية ومحاربة". ورأى أيضا " أن السيدة عائشة تحطم النمطية الخاطئة التي رسمها الغرب عن الاسلام وخاصة عن المسلمات أنهن كن تحت القمع والاضطهاد، وبالواقع كان لهن دورا كبيرا". يقول كامران باشا "كتابي رواية ولكن هو تاريخ يجهله مسلمون أيضا والمشكلة أن المسلمين يحبون التاريخ كثيرا ومع ذلك لايعرفونه جيدا". وتتحدث شخصية السيدة عائشة في بداية الرواية عن بداية علاقتها بالرسول وكيف قضت سنواتها معه إلى حين وفاته، وكيف ساعدت بنشر رسالته. سمية ونسيبة وفاطمة كما يتحدث الكتاب عن الزوجة الأولى للرسول السيدة خديجة التي كانت تاجرة معروفة قبل أن يتزوجها، وسمية بنت خياط (أول شهيدة فى الإسلام سمية بنت خياط وأم عمار بن ياسر) التي قتلها ابو جهل من اجل إضعاف رسالة محمد وانصاره وكانت قوية وصامدة وماتت أمام ابنها رافضة الرضوخ للأصنام. ويتطرق أيضاً إلى نساء أخريات مثل "نسيبة" التي قاتلت قرب الرسول في معركة أحد حتى أن الرسول مدح أداءها في المعركة، وفاطمة ابنة الرسول التي كانت تطعم الأسرى بيديها لتحافظ على كرامتهم. الرسول.. نصير النساء وأكد المخرج أن "بهذا الكتاب يتبين كيف كان الرسول يحمي النساء ونصيرا ومتعاطفا مع حقوقهن ولهذا قلت في كتابي أن بداية الاسلام كانت نصيرة للحركة النسوية". وأشار إلى أن الغرب ينظر إلى الاسلام على أنه يقمع النساء ويقيدهن بسبب قيام متشددين بذلك، فيما بداية الاسلام في زمن الرسول كان للنساء دورا بارزا، مضيفا "الاسلام جاء ليجعل العائلة اقوى وحياة المرأة أفضل وأؤكد في كتابي على أن من يتسبب بمعاناة النساء هو خارج عن الاسلام وخير دليل على كلامي أن الرسول لم يكره امرأة في حياته". ونفذت طبعة الكتاب الواقع في 560 صفحة من مكتبات "لوس أنجلوس" الأمريكية بعد اسبوع على إصداره كما يقول المؤلف، الذي يؤكد أن الكتاب شبيه بفيلم الرسالة لمصطفى العقاد "وهو أن نتحدث عن القصص والواقع الذي كان أيام الرسول وحياة الصحابة كبشر وهذا ما يتجبنه المسلمون".