نبيلة حسني محجوب- المدينة عندما تناقش قضية زواج الصغيرات ليس فقط في الفضائيات وإنما في أي لقاء أو اجتماع لا بد أن تسمع هذه العبارة: « الرسول صلى الله عليه وسلم تزوج السيدة عائشة أم المؤمنين وعمرها تسع سنوات بينما تجاوز سنه الخمسين عاما» هذه القناعة لدى الأغلبية المسمار الأخير في نعوش الفتيات الطائرة من بيت الأب إلى قبر الزوج! زواج الصغيرات القضية رقم واحد إعلاميا، وربما تكون قضائيا لكن مناخ القضاء لا يسمح بالكشف مثل الإعلام هاتك الأستار وكاشف الأسرار، لذلك نرصد القصص المنشورة على صفحات الجرائد، وفي المنتديات مثل القضايا المنظورة في المحاكم لوقف مثل هذه الزيجات أو إبطالها، والتي لم تراع أحكام بعضها خصائص الطفولة واختلاف الزمان والظروف النفسية والاجتماعية والجسدية لطفلة التاسعة،التي تجد نفسها تقف في المحاكم بدلا من المدرسة واللهو مع أترابها! قبل أكثر من عام تقريبا نشر بحث لصحفي مصري، ونشر في جريدة اليوم السابع المصرية، ومنشور على موقعها على الانترنت على الرابط لمن أراد الإطلاع عليه كاملا: http://www.youm7.com/News.asp?NewsID=35802 اسم الباحث (إسلام بحيري) يؤكد من خلال منهج البحث الذي انتهجه؛ أن عمر السيدة عائشة، عند الدخول بها، كان الثامنة عشرة وليس التاسعة!! انتهج في بحثه تتبع الخط الزمني للبعثة المحمدية، استنادا إلى أمهات كتب التاريخ والسيرة المؤصلة للبعثة النبوية كما يقول: (الكامل – تاريخ دمشق- سير أعلام النبلاء- تاريخ الطبري – البداية والنهاية – تاريخ بغداد – وفيات الأعيان وغيرها الكثير) عن طريق، حساب عمر،السيدة عائشة بالنسبة لعمر أختها (أسماء بنت أبي بكر – ذات النطاقين -)، حساب (عمر السيدة عائشة بالنسبة لوفاة أختها السيدة أسماء – ذات النطاقين-) حساب (عمر السيدة عائشة مقارنة بالسيدة (فاطمة الزهراء). وهو بذلك يفتح بابا للباحثين والعلماء، لنقد الروايات والأحاديث، بتتبع خطها الزمني، ومكانها الجغرافي والحوادث، والوقائع المرتبطة، أو المحيطة بالرواية، والروابط والعلاقات بين الشخصيات التاريخية، لتنقية سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم، من الروايات التي تفتح ثغرات ومنافذ لأعداء الإسلام، ينفذون منها، وينالون نيلهم من سيد الخلق، وخاتم النبيين، صاحب الخلق العظيم. السؤال الذي يفرض نفسه دائما في مثل هذه الأبحاث هو: لماذا لم يقم باحث في جامعاتنا الإسلامية، بنقد المناهج القديمة، نقدا موضوعيا، ودراسة الروايات، التي تتعارض مع المنطق، بل يسبب تداولها وتطبيقها أضرارا جسيمة، صحية ونفسية واجتماعية، كما يحدث في حالة زواج الطفلة من كهل، وما ينتج عنه من ظلم وتدمير لبرعم مازال يتفتق على ساقه؟!! لا أعرف لماذا يتحرج بعض علمائنا من نقد الروايات والأحاديث التي وردت في كتب التراث، وخصوصا في صحيحي البخاري ومسلم، هل لأن كلمة « صحيح» تقف كالحارس الأمين الذي يحمي المحتوى، وهذا ضروري ومهم للحفاظ على التراث من العبث والتخريب، لكن الأمر يختلف عندما يتولى العلماء والباحثون المتخصصون المراجعة ونقد المحتوى منهجا وصياغة ورواية وراويا، حماية ووقاية من العابث والجاهل والحاقد على الإسلام والمسلمين، لذلك أعطى الله سبحانه وتعالى،للعقل البشري حق التفكر والتدبر والقدرة على فك المغاليق والوصول إلى فهم عصري يوافق تطور المجتمع ويواكب متغيرات العصور، لكن من خلال أهل العلم والاختصاص! أتمنى من علمائنا الأفاضل في هيئة كبار العلماء مراجعة هذا البحث وإصدار بيان حوله، فإن كان صحيحا يتم تدارك الخطأ التاريخي الذي أفسد حياة كثيرات من النساء ودمر أخريات عبر التاريخ الإسلامي إلى يومنا هذا بزواجهن صغيرات قبل اكتمال أنوثتهن، وإن لم يكن كذلك، يصدرون قرارا يمنع مثل هذه الزيجات، لحماية الطفولة من حياة زوجية لها التزاماتها الجسدية والنفسية والاجتماعية، كما يحدث في الدول من حولنا؛ في اليمن بعد القضايا المماثلة وافق البرلمان اليمني على رفع سن الزواج إلى 18عاما بإصدار قانون، وهو مايعني نص عقوبة على المخالف!