وجد خالد حمد عبدالله الدوسري نفسه تائها في شوارع بيروت بلا أوراق ثبوتية ولا جنسية، رغم أنه من أب سعودي وأم لبنانية من أصل فلسطيني، ويعيش حاليا ظروفا معيشية صعبة، فلا هو يستطيع العودة إلى وطنه الأم ولا العمل في مسقط رأسه لأنه مجهول الهوية (مكتوم الهوية حسب لهجته اللبنانية) وهو ما يسبب لأصحاب العمل مشكلات مع الجهات الرسمية. الشاب خالد الذي تحدث نقلا عن والدته «تعرف والدي على والدتي أواخر عام 1980، وتزوجا مباشرة، وعقدا قرانهما عند مأذون شرعي بعدما رفضت المحاكم الشرعية السنية في بيروت عقد القران، لأن في ذلك التاريخ كان ممنوعا على السعودي الزواج من أجنبية، ولم يسجل رسيماً في السفارة». ويستطرد: «بعد فترة من الزواج الوالد غادر لبنان وترك لأمي رقم هاتفه في المملكة، وبعد أيام اكتشفت الزوجة أنها حامل فحاولت الاتصال بزوجها لتخبره بحملها وضرورة مجيئه إلى لبنان ليكون إلى جانبها، فأجابها أنه لا يستطيع العودة بسبب مرض والده وهو منشغل بعلاجه في مصر». يتابع خالد كلامه بشيء من الحسرة: «عندما ولدت أمي فرح أبي وطلب من والدتي أن تطلق عليه اسم خالد تيمنا بالملك الراحل خالد بن عبد العزيز، وبعد مضي ثلاثة أشهر على الولادة، ذهبت أمي إلى السفارة السعودية في بيروت، واستحصلت على إذن دخول إلى المملكة بإسمي، وعندما وصلنا الرياض، اندهش الوالد كيف وصلت الزوجة وطفلها، لكن بدت على محياه السعادة برؤية ابنه البكر». ويستطرد خالد برواية والدته قائلا «أثناء وجود أبي في الرياض اكتشفت أن أبي سيتزوج ثانية، وعلمت كذلك أن أبي يخطط إلى ترحيلها إلى الحدود السعودية الأردنية، بعد أخذ الطفل منها ووضعه عند أسرة شقيقه في الكويت، فما كان من الأم إلا أن أخذت وليدها وهربت به إلى لبنان بعد رحلة عذاب». ويضيف: «تكفل شخص بضمي على سجله الأسري واستحصلت له على أوراق إثبات وجواز سفر لبناني كي ادرس، ثم سافرت أمي مجددا إلى المملكة في 1984م، لكن هذه المرة بغرض العمل وبقيت حتى 1990م، دون أن يتعرف الابن على والده». في عام 1997 سحبت الجنسية اللبنانية من خالد، ما تسبب للشاب بحالة ضياع الهوية فاتجه إلى السفارة التي حصرت بدورها أسماء من دخلوا باسم حمد الدوسري ووجدوا 40 اسما، يقول خالد «عندما طلبت منهم أن أطلع على الصور لكي أتعرف على والدي، رفضت السفارة ذلك وكل أملي أن أجد والدي وأعود إلى بلدي».