بعد 25 عاما من العشرة، اكتشفت سيدة مواطنة أن أبناءها وبناتها التسعة غير سعوديين وأن زوجها الذي وافقت الارتباط به، يمني الجنسية؛ عاش معها ببطاقة هوية سعودية مزورة، قبل أن يتوارى عن الأنظار منذ ستة أعوام. وعمق من جراح هذه الأسرة عدم وجود ما يثبت أنهم يحملون الجنسية اليمنية، وبالتالي لم يتمكن الأبناء من الحصول على وظيفة ولم تستطع البنات الزواج لرفض مأذوني الأنكحة تزويجهن دون إثباتات رسمية. وتقدمت السيدة وأبناؤها (أربعة ذكور وخمس إناث) بشكوى إلى فرع جمعية حقوق الإنسان في جدة، ذكرت فيها أنها أسرة تعيش وضعا مأساويا بعد أن اكتشفت أنها بلا هوية، وأكد ل «عكاظ» المشرف العام على فرع حقوق الإنسان الدكتور حسين الشريف أن الجمعية تدرس الشكوى والمستندات التي قدمتها الأسرة، وستبحث مع الجهات المختصة ما يضمن حقوق المواطنة وأبنائها متى ما ثبتت صحة الدعوى. ويروي ل «عكاط» عوض أحمد، ابن المواطنة من الأب اليمني الهارب تفاصيل الحكاية قائلا: إن والده اختفى قبل ستة أعوام بعد أن تعرض لحادث مروري، وتبين من خلاله للجهات الرسمية أنه يحمل بطاقة سعودية مزورة، وصدر صك شرعي من المحكمة يثبت تغيبه. وأضاف «والدتي سعودية تزوجت من والدي في العرضية الجنوبية قبل 25 عاما، بعد أن أوهمها أنه سعودي واسمه أحمد سالمين المجرشي، ويعود في الأصل إلى قبائل جازان، وأنجبت منه تسعة أبناء، لكنا اكتشفنا لاحقا أنه يمني واسمه أحمد حسن مبروك». ويؤكد الابن أن الأنباء تضاربت حول مصير والده، «هناك من يقول إنه تم ترحيله إلى اليمن، ورواية أخرى ترجح أنه توفي، وفي كلتا الحالتين لا نعلم مصيره ولا مصيرنا». وتقول الزوجة المخدوعة وتدعى مزهرة الكثيري: إن زوجها المختفي تقدم لخطبتها حاملا ورقة برنت أحوال مزورة باسم شخص سعودي، «عرفنا لاحقا أنها تعود لشخص يسكن الرياض»، وتضيف «بتصرفه هذا؛ حرم أبناءه من التعليم والجنسية، فهم الآن ليسوا سعوديين ولا يمنيين، وعرض أبنائي لمواقف صعبة نتيجة هذا الوضع». وتؤكد أم الأبناء التسعة أن فلذات أكبادها محرومون من الدراسة والوظيفة والزواج لعدم وجود ما يثبت هويتهم، «أبنائي مجهولو الهوية، دون تعليم أو وظائف، وبناتي بلغن سن الزواج ولا يستطعن عقد قرانهن دون إثبات هوية». وطالبت الأم المكلومة المسؤولين بتصحيح أوضاع أبنائها ومساعدتها على تزويج بناتها اللاتي شارفن على بلوغ سن العنوسة، «جميع الأبواب أغلقت أمامنا، حتى أننا راجعنا السفارة اليمينة في محاولة منا لإثبات هويتنا واستخراج جوازات سفر، ولكن السفارة رفضت أي إجراء لعدم وجود ما يثبت هوية والدهم».