في حياتنا اليومية ومسايرتها .. تتجلى أمامنا أخلاق حميدة, وجميلة من آخرين ولا تنسى.. وتبقى عالقة في الذاكرة وذات أبعاد... بينما لكل شي (ضد) تتعرى أخلاق يتوقف عندها نبض المودة عند الفرد والمجتمعات... وتشمئز منها النفس، وتنفر منها العادات...ناهيك عن أنها (مفسدة) يجب أن نتداركها قبل حلولها... ألا وهو مفهوم المثل المتعارف عليه بيننا.. (افسد من السوس)؛ لذا أطرح موضوعي هذا وأتألم حرقة لما يحدث بما نسميه (تغافل للآخرين)..! جراء طيبهم وعفويتهم!أونسيان صنيعهم .. فأكاد أجزم أنه حاصل بنسبة عالية بين مجتمعنا حتى أصبحت (عادة) عند البعض ربما تصبح حديثاً في مجالس , ونخشى أن ينتشر كالنار في الهشيم .. في وقت أصبح فيه المجروح لايبكي والمظلوم لايشكي .! وأخذت هذه العادة (تنخر (كنخر) السوس في طبقة (مينا) الأسنان.. اقصد (الإنسان) فتتغلغل الى أعماق طبقة (طيبة) الإنسان (ناصع البياض).! وتدمر طبقته الشخصية وتتآكل شيئاً فشيئاً ، والذي يؤدي بدوره لإنحلال وتفكك غير مسبوق في تركيبته الشخصية محدثةآلاماً وأوجاعاً لفترة طويلة!. وقطع لأواصر المحبة, والمودة بين الآخرين..فا الاستغفال الذي يلجأ اليه ضعاف النفوس, واستغلال الطيب ظهر في هذا الزمان.. وبدأت معالمه تظهر على (السطح) ,على اعتبار أنها سمه لاتبرز ولاتنكشف أمام الناس ؛ فمنهم من يظهر صداقته واهتمامه للآخر ويساهم في دور الشخص الذي يقف مع صديقه ويراعي شعوره ويجلي همومه وضيقه ويفرش الأرض له زهوراً ورياحين , ويبطن مصالحه ومآربه وما يريد التوصل إليه،ويطلبون منك الوقوف معهم في أسوأ الظروف واحلكها , فيبادرون بالأتصالات والمجاملات والتواصل وعندما يأخذ مصلحته وينتهي منها لاينظر اليك ويتوارى عن الأنظار فيقطع اتصالاته وكأنه سراب في وقت الأيام العصيبة أو أبسط الشدائد. وعندما تعود اليه وتفاتحه بالأمر وتعاتبه تكثر مشاغله ومبرراته اللا منطقية ومنهم من يتصرف كالأحمق وليعذرني القراء على ماأقول,اذ أن(حماقته) تجاه الصديق تعد كارثية.! وكما يقولون"احذر الأحمق واحذر وُدَّهُ (إنما الأحمق كالثوب الْخَلَق)..فهم يجلسون مع اصدقائهم و لاينقطعون , بالمقابل يضمرون لكل من يجالسونه المصلحة الذاتية.. التي تغلب على مصلحة الآخر .! حتى أحياناً يتمنى زوال هذه النعمه عن صديقه ويرى أنه أفضل منه فيحسده بذلك بغية أن يحصل على مصلحته.! ويظهرون الخير والمؤنة ويبذل كل ما بوسعه أن يكون صديقه سعيدا.! فكيف نجد سعادتنا مع هؤلاء الأصدقاء الضبابيون ؟ و ما هي ثمرة صداقة هذه العينة التي جنيناها ؟ اين الصديق الحق الذي يرعى مصالح صديقه ويحفظ سره وينصحه بصدق؟ من خلال هذا الطرح اتضح لنا أن مصلحتهم الذاتية تغلب مصلحة الآخرين.. بمعنى أنها أهم واعم من إسعاد الصديق،فهم يتلونون بإلوان الحرباء للإنقضاض على مصالحهم الدنيوية, وهناك من القلوب إذا دخلت عالمها تجده غابة من العقارب والأفاعي .! سبحان الله اين الصدق والمحبة و العلاقة القائمة على التعاون المشترك بين هؤلاء؟.. اين كنز الصداقة الدائم؟ اين.. اين.....؟! يالها من صداقة مؤلمة وبائسة ولاتستحق تضييع الوقت معهم.! خاتمة: للأسف أصبح هذا _مرض_ مؤلم حقيقة ويجب اجتثاثه واستئصاله من المجتمع بكل قوة حتى يصبح مجتمعنا خالي من الشوائب نقياً ناصعا.! .