ضمن الأخبار التي تصلنا بين الحين والآخر عبر رسائل البريد الإلكتروني تستوقفنا قضايا وأحداث تصف أعماق أصحابها وتشرح أبعاد تصرفاتهم ليس بالحديث عما يدور في خواطرهم فحسب، بل وفي لحظات صمتهم الناطق! وصلتني رسالة تحمل بين طياتها خبرًا منقولًا عن صحيفة الحياة يفيد بأن زوجة مواطن سعودي تقدمت ببلاغ إلى الشرطة تؤكد فيه بأن هناك أسلحة وذخيرة وأعيرة نارية في “منزلها” تعود ملكيتها لزوجها، وبررت تصرفها بأنه نتيجة خوفها على أبنائها من خطورة تلك الأسلحة داخل المنزل! ربما الخبر لا يستدعي الاستغراب حين يكون الأمر متعلقًا بالحرص على الأمن والأمان ولكن الغريب فيه لماذا في هذا التوقيت؟ هل الزوجة حين تغضب من زوجها تشعر بأهمية المصلحة الشخصية أم ضرورة الشعور بالمسؤولية تجاه المحيطين بها! نعلم جيدا أن الشخص الذي يهتم بالمصلحة العامة لابد له من أن يتبنى المسألة من البداية حتى النهاية! بمعنى إن أردت الحفاظ مثلًا على ممتلكات ثمينة بالنسبة لك أو قيّمة في جوهرها فإنك تبحث بالدرجة الأولى على مكان آمن تضعها فيه، ومن ثم تحرص على ألا يمسها سوء على الإطلاق! بعكس تلك التي قد لا تعني لك شيئًا إلا في حال فقدانها! فأنت تشعر بقيمتها آن ذاك! والعبرة هنا ليست في الحرص على ما هو ثمين من عدمه، لكن يقفز إلى الذهن مباشرة الظروف التي جعلت الزوجة تخرج من دائرة الصمت وتُفصح بأن هناك خطأ ما! يؤرقها ويُقلق مضجعها ويسلبها الراحة والسكينة والاطمئنان! أين أنت كل هذه الفترة، وهو يجمع في تلك الأسلحة والأعيرة النارية و... و... و.... بالرغم من اختلاف التشبيه لكن دعونا نلقي الضوء على علاقة زوجية بين زوج وزوجة كان السلام والوئام يرفرف بأجنحته على ضفاف نهر الحب الهادئ وإذا بالرياح الغاضبة تجعل من حديقة الوداد بركانًا ثائرًا لا يعترف سوى بالحرائق! فتبدأ الزوجة بسرد الذكريات المؤلمة وليالي الصبر القاتلة، وكأنها لم تعش يومًا ممتعًا في حياتها! ولماذا كل ذلك؟ هل الدافع حقًا هو الحرص على الصورة الجميلة التي رسمها الخيال قبل التعامل مع الواقع؟ أم هو الانتقام فحسب؟ حين يُتوج الإنسان أخلاقه بمبادئ الأمانة والإخلاص لن ينتظر ما تُمليه عليه مشاعره وفق موقف معين كردة فعل غاضبة! فالخطأ هو الخطأ في كل وقت كما يبقى التستر على الجريمة جريمة أعظم في كل حين! قطر: يقولون: احذر عدوك مرة واحذر صديقك ألف مرة فلربما انقلب الصديق فكان أعلم بالمضرة! مكةالمكرمة - ص. ب 30274 الرمز البريدي: 21955 [email protected]