إن التعليم رسالة تربوية سامية الأهداف و الغايات , و هي من أشرف المهن وأسمى الرسالات , فمتى وجد المعلمون المخلصون في كثير من المجالات و التخصصات , و كانوا على قدر عظيم في الورع و التقى و التربية و العلم , و كان ذلك سلوكا مطبقا في الحياة كانوا قدوة حسنة لهذه الأجيال التي تتعلم على أيديهم , فيكونون سببا في صلاح حال تلك الأجيال , و يعود ذلك على المجتمع , فيكون مجتمعا صالحا , و يقوم المعلمون بدور ريادي ألا وهو إكمال الدور التربوي مع الوالدين مابين توجيه الأبناء و النصح و الإرشاد , و توطيد أواصر الثقة بين البيت والمدرسة , و العمل على التواصل الهادف و المثمر الذي يعالج مشاكل التلاميذ في حوار هادئ , و أساليب تربوية , و ذلك درءا لعواقب تلك المشاكل الناتجة عن ضغوط الحياة , و التي قد ينشأ عنها الاضطرابات النفسية لدى هؤلاء التلاميذ , فتكون سببا في الاضطراب السلوكي , و الذي يخلف وراءه الآثار السلبية على الأسر و المجتمع . و المعلم يؤدي رسالة شاقة تتطلب من المعلم كثيرا من الجهد و الإخلاص , وتفعيل جميع حواسه البدنية والعقلية والنفسية لكي يحقق الأهداف التربوية التي تسعى إليها وزارة التربية و التعليم , و لا يشعر بهذه المعاناة الشاقة إلا من يتردد بين الفصول المختلفة , و يتابع تلك المناهج الدراسية المتعددة و المتنوعة , و يعيش يومه الدراسي ما بين تلك العوامل النفسية و الفوارق العقلية و العمرية لدى التلاميذ , و التي تتطلب التعامل الملائم مع هذه الفئات المتعددة و المختلفة في الأطوار مما جعل الكثير من المعلمين يفضلون الأعمال الإدارية على رسالة التعليم , وهم يحسبون عدد الشهور والأعوام , و ينتظرون التقاعد المبكر بكل صير و شوق , و المعلم شمعة تحترق لتنير الطريق للسالكين و المتعلمين من أرباب العلم و الفكر و الأدب , و المعلم هو الذي تخرج على يديه أجيال و أجيال في كثير من المجالات و التخصصات خدموا الدين و الوطن منهم : العالم و الطبيب و المهندس و رجل الأمن و الطيار. لذلك يأمل المعلمون و المعلمات عامة من رجالات التربية والتعليم مواصلة جهودها , وتخفيف التكاليف والمسؤوليات الملقاة على عواتق المعلمين والمعلمات , و تيسيرها قدر المستطاع ورعاية هذه الطاقات والكوادر البشرية , فهي أكثر من غيرها عرضة للسقم والتأثر النفسي والعقلي , و إيجاد الحلول المناسبة التي تحقق أهداف التربية و التعليم , و تخدم المعلمين و المعلمات كالمبادرة إلى توظيف الخريجين الجدد , و النظر في التقاعد المبكر و التعاون مع الجهات المختصة في مكافأة المعلم بالراتب كاملا . و أخيرا نتمنى أن تتغير نظرة بعض فئات المجتمع تجاه المعلمين , و أن تعود له مكانته من التقدير و الاحترام , و الشاعر يقول : قم للمعلم وفه التبجيلا ... كاد المعلم أن يكون رسولا أعلمت أشرف أو أجل من الذي .. يبني وينشئ أنفسا وعقولا