تطالعنا الصحف بعض المرات بحوادث الاعتداء على المدرس بالضرب من بعض الطلاب وتكثر هذه الظاهرة بعد الاختبارات اما بالاعتداء الجسدي أو تكسير وتهشيم سيارات المدرسين او الحاق الأضرار المختلفة بها، ولعمري ان هذه الظاهرة غير مقبولة اطلاقاً في بلادنا الحبيبة لقد كان المدرس يحظى بتقدير كبير من قبل طلابه في السابق وكلما تقدم بنا الزمن نلاحظ ان نسبة التقدير تنخفض شيئاً فشيئاً كيف يكون ذلك فقد قال سيد الخلق عليه الصلاة والسلام (إنما بعثت معلما) صدق سيدي رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقال احمد شوقي: قم للمعلم وفه التبجيلا كاد المعلم أن يكون رسولا أرأيت اشرف او اجل من الذي يبني وينشىء انفساً وعقولا اخرجت هذا العقل من ظلماته وهديته النور المبين سبيلا وقال المثل العربي من علمني حرفاً كنت له عبدا وقال حكيم: المعرفة فن ولكن التعليم فن آخر. ان مهنة التعليم رسالة شريفة ودورها معروف في بناء الأجيال والامة وتعتبر من المهن التي تحتاج الى وسع بال وصبر كبير فالمعلم يتعامل مع عقول بشرية لها تفكيرها وتصرفاتها المختلفة، ويعتبر من المهن الشاقة اذا كان المعلم يرغب أن يكون ناجحاً وترسخ علومه وتصرفاته في ذاكرة طلابه فمن تحضير الدروس الى القائها الى تفصيلها الى ترسيخها في عقول طلابه ثم المتابعة الدقيقة المستمرة لمستوى تحصيل طلابه ثم متابعة اعمالهم بالتصحيح ثم متابعة سلوكهم ثم متابعة مواظبتهم الى آخره من الأعمال التي يعرفها المدرس الناجح في عمله ولكي يرسخ المدرس علمه وصورته في اذهان طلابه لابد ان يكون قدوة حسنة أمام طلابه بمعنى أن ما يقوله ويعلمه لابد ان يفعله هو أمام طلابه ومع نفسه. مثلاً ان يعلم الطلاب ويقول لهم ان التدخين ضار بالصحة ويشرح لهم اضراره على الصحة وعلى المجتمع ثم يشاهده طلابه يدخن خارج المدرسة فهذه هي المشكلة الكبرى، وقس على هذا المثل اموراً أخرى كثيرة تحدث يومياً في المدارس، ونسأل الله رب العزة والجلال ان لا تتحول مهنة التدريس عند بعض المدرسين الى وظيفة الهدف منها استلام الراتب في نهاية كل شهر بدون الهدف الاسمى للتعليم وبدون التفاني الجاد في خدمة ابناء الوطن وانشاء جيل متعلم يتقن ما تعلمه في المدرسة او الجامعة ليفيد به امته ووطنه. وكما قال الشاعر: واذا المعلم لم يكن عدلا مشى روح العدالة في الشباب ضئيلا واذا المعلم ساء لحظ بصيرة جاءت على يده البصائر حولا وقال سيد الخلق ورسوله صلى الله عليه وسلم (إن الله يحب اذا عمل احدكم عملاً ان يتقنه) الحديث. فيا سادة يا كرام دعونا نعلم وندرب ابناءنا على احترام وتقدير معلميهم مثل احترام وتقدير الأب وكبير السن ومن صنع لهم معروفاً لان المدرس رسالته شريفة ودوره مهم جداً في بناء الأجيال اللهم الهم شبابنا حب معلميهم وكل من اسدى إليهم معروفا واهدهم إلى طريق الخير والصلاح انك سميع مجيب الدعاء وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.