لا تمثل الكيمياء جزء من الحياة العلمية فقط بل تمثل جزأً كبيراً من الحياة العملية والإنسانية كذلك فقبولنا للآخر يعتمد بشكل كبير على الكيمياء المتبادلة بين الطرفين والانجذاب الناتج عن التفاعل بينهما. وفي الحياة كثيراً ما نعتمد على نسبة هذه الكيمياء لتحدد مجرى علاقتنا بالآخر ومدى قوتها لكن حتى كيمياء القبول قد لا تكون كافية فصحيح أنها ضرورية في المرحلة المبدئية للقبول الأولي، لكن بعد ذلك تصبح العلاقة مبنية على تحويل الآخر إلى صورة مجسدة لرغباتنا ونصبح أكثر مهارة في إعادة تشكيله وتغيير مسارات حياته حتى يصير نسخة كربونية منا ، بينما الحب كله يتمثل في قبول الشخص بعيوبه ومميزاته فهو ليس عرض قابل للنقاش للحصول على أفضل مميزات وأقل عيوب وهذا شئ لا يفهمه كثير من الناس وقد يرفضون الشخص لعدم رغبته في التغير أو لإعراضه عنه. ولو عدنا للأسس الكيميائية لوجدنا أن هناك عناصر لا يمكن أن تتفاعل مع بعضها بينما هناك عناصر أخرى يمكن أن تسبب انفجارا لو اتحدت عشوائياً ، فلو وثقنا قليلا في كيمياء القبول التى تصدر منا لعرفنا أنها دليلاً جيداً في حياتنا لمعرفة الآخر الذي ربما كان أكثر وعيا منا ،وهذا يوصلنا إلى حقيقة يقينية تقوم على أساس أنه من الأفضل أن لا نتدخل في تفاعلات أرواحنا مع الأرواح الأخرى حتى لا نفسدها ، وحتى إذا لم تسر الأمور كما يفترض بها أن تكون فليس علينا أن نطالب الآخرين بالتغير وفقاً لما نريد بل علينا أن نتركهم ليجدوا خصوصياتهم الكيميائية مع آخرين يتشابهون معهم في الخصائص ليتفاعلوا مع بعضهم كيفما شاءوا. رؤى صبري