الحب هو إكسير الحياة.. فبدون الحب لا طعم ولا رائحة للحياة.. فكلنا يبحث عن الحب، ويتغنى بكلمات الحب وعبارات الغزل.. وأهم عناصر استمرار العلاقات بين الناس هو الحب.. ولعل أبرز علاقة يظهر فيها أثر الحب هي ما كانت بين الزوجين.. «حب من أول نظرة» هو الرابط بين حديثي الزواج.. ثم ما يلبث أن يتناقص شيئًا فشيئًا حتى يتلاشى.. ترى ما الذي يجعل العلاقة بين الزوجين تتحول إلى الجفاء والفراق بعد الحب والوئام!! تقول إحدى الدراسات بأن هناك هرمونًا مسؤولًا عن الحب والانجذاب العاطفي وهو (الدوبامين)، أي أن كيمياء الحب، تختلف عن كيمياء الزواج.. ففي مراحل الحب الأولى تزداد نسبة الدوبامين، والذي يلعب دورًا في الانجذاب العاطفي. أما في العلاقات طويلة الأمد كالزواج، الدوبامين ليس كافيًا لاستمرار الحب أو ضامنًا لاستمرار العلاقة.. وفي دراسة مثيرة في جامعة كاليفورنيا - سان فرانسيسكو، وجدوا ارتفاع نسبة هرمون (الأوكسيتوسين) في أجساد الأزواج الذين يتميزون بعلاقة زوجية طيبة، وهي مادة مختلفة تمامًا عن الأولى. وهذا يعني ببساطة: إن كيمياء الحب (بأشواقه ولوعته) مختلفة عن كيمياء الزواج (العلاقات المستمرة طويلة الأمد). هذا الكلام مهم للغاية؛ لأن البعض يبني فكرة الزواج على الانجذاب العاطفي فقط على اعتبار أنه الحب، وهو ما تؤكده كل الأغاني العاطفية والدراما بشكل متكرر.. حين يكبر الشاب وفي ذهنه هذه الفكرة عن الزواج، سيكتشف أن مادة الدوبامين ستنتهي سريعًا.. وستزول نشوة الحب ولا بد من الأوكسيتوسين لتستمر العلاقة الزوجية متوهجة.. يقال بأن الحب يمر بثلاث مراحل ولكل مرحلة جمالها وجاذبيتها.. المرحلة الأولى هي الانبهار: مرحلة الدوبامين.. في هذه المرحلة تكون القصة في بدايتها.. تتميز هذه المرحة بالتالي: ترى الشخص الذي تحبه وكأنه (كامل) ولا نقص فيه.. ظريف وخفيف الظل وتكون سعيدًا وأنت معه.. تشعر انه مختلف عن كل من قابلتهم في حياتك.. هذه المرحلة هي التي أنتجت كل قصائد الحب والأغاني في التاريخ الإنساني.. وهي المرحلة الوحيدة التي تركز عليها وسائل الإعلام والدراما الرومانسية.. المرحلة الثانية هي الاكتشاف حيث يتعرف كل منهما على الآخر.. وبمرور الوقت ستكتشف أن هذا الشخص الذي تحبه ليس كاملًا كما كنت تظن.. وبه عيوب وأشياء لم تكن تعرفها.. بل أشياء تضايقك! هذا طبيعي تمامًا.. فأنت تسير في الطريق الصحيح.. في هذه المرحلة تختفي الصورة المزيفة التي كنت تراها في مرحلة الانبهار.. المرحلة الثالثة هي مرحلة التعايش.. وهي مرحلة الأوكسيتوسين.. في هذه المرحلة يصل الطرفان إلى معرفة كاملة بعيوب بعضهما البعض.. يعرفون ما هي العيوب ويتكيّفون معها ويستطيعون التعايش معها.. هذه المرحلة هي أصعب مرحلة في العلاقات الزوجية؛ لأنها تتضمن وسيلتكما لحل الخلافات التي تنشب بينكما.. وكيفية تعامل كل منكما مع عيوب الآخر.. إذا تجاوز الطرفان هذه المرحلة بنجاح، تعني أنهم وصولوا إلى أقصى درجات الحب التي من الممكن أن تصل إليها علاقتهما.. الحب في مرحلة الانبهار طبيعي؛ لأنك لا ترى عيوبًا.. لكن وصولك إلى مرحلة التعايش فهذا يعني أنك عرفت شخصًا وأدركت عيوبه وظللت مصرًا على الحياة معه رغم كل شيء.. وهذا هو الحب.. فالعلاقة الناجحة هي العلاقة التي تحافظ على اتزانها في جميع هذه المراحل.. وعندما نصل لمرحلة التعايش.. علينا أن نستحث مرحلة الانبهار من حين لآخر.. فنزور الأماكن التي كنا فيها في بداية زواجنا.. ونستخدم الكلمات الرقيقة.. واللمسات الحانية.. ونتبادل الهدايا البسيطة.. هذه هي العلاقة المثالية.. وليست مرحلة الانبهار فقط كما توهمك الدراما..!! [email protected]