يصل الرئيس السوري بشار الأسد ونظيره المصري حسني مبارك في وقت لاحق اليوم إلى السعودية لإجراء محادثات مع الملك عبد الله بن عبد العزيز حسب ما ذكرت وكالة الأنباء السعودية الرسمية. وأضافت الوكالة أن من بين الأجندة المطروحة للنقاش "القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك". في هذه الأثناء قالت وكالة الأنباء الكويتية إن من المقرر أن يحضر أمير البلاد القمة المصغرة في الرياض. وكانت مصادر قطرية أشارت إلى أن قمة عربية مصغرة ستعقد لتهيئة الأوضاع للقاء القادة العرب في قمة الدوحة في 30 من مارس الجاري والتي تأمل الرياض أن تظهر وحدة عربية. وتأتي زيارة مبارك إلى الرياض في الوقت الذي ترعى فيه مصر حواراً للفصائل الفلسطينية في القاهرة في محاولة لتشكيل حكومة وحدة وطنية فلسطينية. كما تأتي زيارة الأسد في وقت بدت فيه مؤشرات على تقارب أمريكي سوري محتمل كان آخرها إرسال موفدين أمريكيين إلى دمشق. وكان سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي دعا مؤخراً الى رؤية عربية مشتركة للتعامل مع "التحدي الإيراني". وكانت تقارير صحفية رسمية سعودية ذكرت أن القمة الثلاثية تهدف لتنقية الأجواء العربية قبيل القمة العربية التي تعقد في 30 مارس الحالي في الدوحة. وقالت مصادر دبلوماسية في الرياض، إن الزعماء الثلاثة سيعقدون قمّة مصغرة لمناقشة الموقف العربي -العربي خلال القمة العربية المقبلة والتي من المقرّر أن تعقد نهاية الشهر الحالي في العاصمة القطرية. وتعقد القمة الثلاثية بعد الزيارة التي قام بها أمس الأول وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط ورئيس الاستخبارات عمر سليمان إلى الرياض، والتي نقلا خلالها رسالة إلى الملك عبد الله من الرئيس مبارك، وكان وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل زار القاهرة السبت الماضي وبحث مع الرئيس المصري حسني مبارك الترتيبات المتعلقة بالقمة الثلاثية. وأكدت المصادر الدبلوماسية، أن القمة الثلاثية ستعمل على إعادة المحور السعودي- المصري- السوري إلى الواجهة بعد غياب عدة سنوات، مشدّدة على اقتصارها على الدول الثلاث. وألمحت المصادر إلى أن جهود التقارب تتزامن مع انفتاح أمريكي على سوريا تجلى في تقاطر الزوار الأمريكيين عليها ليبدو الأمر وكأنّه استعادة واستقطاب لدمشق، وأضافت أن أيا كان شكل المصالحة، فالأكيد أن الأيام المقبلة ستكون مفصلية في العلاقات العربية العربية. وكان خادم الحرمين دعا في القمة الاقتصادية والاجتماعية والتنموية التي عقدت في الكويت في 19 و20 يناير الماضي إلى المصالحة العربية. وتلقى الرئيس السوري الأسبوع الماضي دعوة من الملك السعودي لزيارة المملكة نقلها إليه وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل، وكانت قطر أعلنت الأحد الماضي أن قمة عربية مصغرة ستعقد قبل موعد القمة العربية، ورجحت تقارير مصدرها الرياض أيضا، أن ينضم أميرا قطر والكويت للقمة المصغرة. من جانب آخر، استقبل الرئيس الأسد، في دمشق، الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، وزير خارجية دولة الإمارات العربية المتحدة، لمناقشة آخر التطورات والأجواء العربية قبل انعقاد القمة العربية المقبلة في الدوحة، وأهمية التشاور والتنسيق بين الدول العربية بشأن مختلف المواضيع وخاصة الموضوع الفلسطيني للوصول إلى مصالحة فلسطينية فلسطينية، يسودها الوفاق والوئام بين جميع الأطراف. وقد أعرب الرئيس الأسد، عن تفاؤله بأجواء المصالحة العربية وعن أمله بنجاح القمة العربية، وحضر اللقاء، وليد المعلم وزير الخارجية، والدكتورة بثينة شعبان، المستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية وسفير الإمارات في دمشق. ومن جانب آخر، تسلم الأسد، رسالة شفوية من الملك الأردني عبد الله الثاني، تتعلق بمستجدات الأوضاع في المنطقة وتطور العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين على جميع الصعد، لما فيه مصلحة شعبي البلدين نقلها السيد ناصر اللوزي رئيس الديوان الملكي الأردني. كما نقل اللوزي، للرئيس الأسد تحيات الملك عبد الله وتقديره ودعوة لسيادته لزيارة الأردن حيث وعد السيد الرئيس بتلبيتها في أقرب فرصة ممكنة. وتناول الحديث خلال اللقاء الأوضاع على الساحة العربية في ظل الأجواء الإيجابية السائدة مع اقتراب موعد انعقاد القمة العربية المقبلة في الدوحة، والأوضاع على الساحة الفلسطينية وسبل تعزيز المصالحة الفلسطينية. وفي هذا الصدد، أكد الرئيس الأسد، على ضرورة الاستمرار في دعم الشعب الفلسطيني والوقوف على مسافة واحدة من جميع الفلسطينيين وحثهم على توطيد المصالحة لتعزيز موقفهم على الساحة الدولية. كما شدد، على أهمية الارتقاء بالعلاقات العربية العربية، والاتفاق على التفاصيل والمصطلحات والإعداد الجيد لقمة الدوحة، لتوحيد الموقف العربي الذي يحمي مصالح العرب وحقوقهم.