هذا زمن القدس , فالقدس هي التي تؤسس , والقدس هي التي تخط الطريق , والقدس هي التي تنادي , وعلى القدس وللقدس نلتقي . ما زلت أكتب من المغرب العربي الحبيب وبالقرب من قمة سرت , وما أدراك ما سرت لعلها تقدم شيئا آخر للأمة , ونتمنى ذلك , لكن من يجرب المجرب ... ؟ ... !! . قمة تتلوها قمم وقد سبقها قمة , ومن قبلها قمم , يتبعها أيضاً قمة بل قمم , لا أدرى أهي الهدف أم قمة الهدف أن يكون لنا قمم , فلو لم يتحقق هدف في هذه القمة فتعظيم القمة هو الهدف . ولفظ القمة يبدأ بقاف مكسورة كخاطر الأمة العربية وميمٍ مربوطة بها كحال أمتنا التي رُبِطَتْ بل كُبِّلَت بقيود وحدود وهاء تأخرت كتأخر من يقود , كل هذه الحروف ضُمَّت لبعضها كضم عدونا لكل ما سلبه بعد أن فككنا الإرتباط من كل شيئ الا العدو فيُضَمُ بالأحضان ولو أراد حتى الأوطان لضم , نصنع القمم ونخشى ان تُستبدل القاف بِراء فيتغير اللفظ . مؤتمرات ومبادرات ومتابعات ومؤامرات كلها من أجل القمم , وقادتنا يؤكدوا لنا نقص القمم , حتى أصبحت القمة هي الهدف , والنتيجة ... أصبح لدينا قمم . يا بني يعرب .. يا قادتنا .. أصبحنا نخجل من قراراتكم , ومن فهمكم , ومن علمكم , ومن عملكم , ومن كل شيء الا أنتم , ما تصنعونه هو المهزلة , فبالقمة أضعتم الهمة , بل تركتم القدس والمسجد الأقصى وحيداً وما على هذا التقت الأمة . أقصى أمنيات القمة ليس تحريرالأقصى بل تحرير التوافق العربي قبل القمة , وجل اتفافهم على غير ما نحب , ليصدح الأمين العام معلناً نجاح القمة , لتحديد موعد آخر لقمة قادمة وهكذا تبدأ وتنتهي القمم . توافق واختلاف , يتبعه ائتلاف , فيكون اعتدال عربي يصاحبه بل يسبقه اعتلال حقيقي , يضيف هدفا للقمة القادمة والتي قد تكون هي الحاسمة , في ظل وحدة المواقف وحق تقرير المصير ضُيَّعَ النصير قبل المصير , جميعهم قادمون للقمة وهم يصرخوا من بعيد بل يولولوا ويزيدوا الوعيد , ويهددوا ويحذروا من خطر أكيد لكنها القمة فهي الدواء لكل علة . أما القرارات فحدث ولا حرج , فيتفق مع هذا الموقف ما أختم به مقالاتي وبشكل دائم " ان من يملك القرار لا يعرف " , فهي الحقيقة دون منازع . وان اتُخِذَتْ القرارات فتحتاج لقمة أخرى كي يتم تنفيذها , فالأصل بقرار القمة هو التسجيل لا التنفيذ , فمن قمة بيروت الى قمة سرت , فالأموال والأسفار والأبصار والأذهان والأوطان تضيع مع هذه القمم فلا تنفيذ ولا اتفاق ولا اختلاف ولا حراك , بدون موقف لن تكون القمم , ولنصنع اطارا آخر غير الجامعة العربية , ونوقف هذه المهزلة والى الأبد . لذا نؤكد إن من يملك القرار لا يعرف ومن يعرف لا يملك القرار . وددت أن يعرف كل من في الأرض أن هناك شعب يستحق الحياة .