هذا زمن القدس (1) هذا زمن القدس , فالقدس هي التي تؤسس , والقدس هي التي تخط الطريق , والقدس هي التي تنادي , والقدس هي التي تُجَمِّع , والقدس هي التي تَجْمَعْ , وللقدس نلتقي , وعلى القدس قد نفترق . ولماذا... لأنها القدس , وكيف... وهي القدس , وأين... من القدس , والى أين... الى القدس , نعم الى القدس , فالقدس قلب فلسطين النابض ودرة الشام . فالقدس معيار نجاح الأمة بل الأمم , وإذا ما رغبنا أن ندرس حال الأمة لا بد وأن يكون من خلال القدس والأقصى , فالقدس تخبرنا موقعها من موقفنا , وحالها يصف موقفنا من موقعها كذلك . عندما يبكي الأطفال ثمة من يعتقد انه أمرٌ عادي , ولكن إن كان ما أبكاهم هو ما أبكى ويبكي الرجال وأكثر , فالموقف يختلف , ففي القدس يبكي الطفل من ظلم المحتل ظلماً لا يطاق , فالطفل يُريد البقاء في المدينة المقدسة صامداًَ ممسكاً بكل شيء ولو قابضاً على الجمر , والمحتل يمنعه من ابسط حقوقه الحياتية , فقطعان المستوطنين يطاردونه صباح مساء , لذا عندما يبكي الأطفال في فلسطين فالموقف يختلف . فلينظر العالم الى السيدة المقدسية كيف فرقت قوات الإحتلال بينها وبين أطفالها على حاجز الموت المحيط بمدينة القدس وقاموا بمنعها من دخول القدس بحجة أنها تحمل الهوية الخضراء (تعني أنها مواطنة داخل مدن الضفة الغربية ) وزوجها وأولادها الثلاثة يحملون هوية القدس , كم هذه السيدة علمتنا دروس وعبر, سواء أكان بفعل ما وقع عليها من ظلم أو بردة الفعل التي صنعت , حينما خُيِّرتْ ما بين أمرين كلاهما مر , إما أن تترك أبناءها في القدس وتخرج كي تعيش في الضفة الغربية لوحدها أو يخرجوا جميعهم ويسكنوا خارج مدينة القدس ويعيشوا سوياً حياة عادية . أسأل القارىء الكريم أياً كان موقعه أو مكان وجوده لو قيل لك لا تستطيع أن تعيش أنت وأسرتك في موقع محدد ولك كل المواقع الأخرى , فمن الطبيعي أن تختار أي مكان يجمع بينك وبين أسرتك وزيادة في الحرص أن تكون أقرب لذاك الموقع . ولكن الذي جرى يختلف , فالمواقف هي التي تصنع العزة والشموخ , رفضت تلك المرأة وكانت الإجابة إذا ما خُيِّرتُ فسوف أكون حريصة على أن يبقوا جميعهم في القدس وأغادر لوحدي لأن الصمود في نظر هذه المرأة أيضاً يختلف . هذا فعلاً زمن القدس , لقد اعتدى الكيان الغاصب على الشجر والحجر وها هو يطارد ويلاحق الإنسان من بيت الى بيت ومن حي الى آخر داخل مدينة القدس , كم هي المشاهد المؤلمة التي تعيشها القدس , وكم ضخامة الإعتداء عليها , وكم ... , فالقدس تنادي والأقصى يستغيث , فهل من مجيب . لذا إن من يملك القرار لا يعرف ومن يعرف لا يملك القرار . وددت أن يعرف كل من في الأرض أن هناك شعب يستحق الحياة .. مهلاً تستطيع الآن شرب القهوة [email protected]