وجه الرئيس اليمني على عبدالله صالح، مساء الثلاثاء، كلمة مصورة مسجلة للشعب اليمني، هي الأولى له منذ محاولة اغتياله في الثالث من يونيو/حزيران الماضي. وظهر صالح خلال الكلمة، التي سجلت في المستشفى العسكري في الرياض، وعلى وجهه علامات حروق واضحة، وقد لفت ذراعيه ضمادات كثيفة. وأوضح أنه خضع لأكثر من ثماني عمليات جراحية، وأن نحو 87 ممن أصيبوا معه خلال الحادثة قد خضعوا أيضاً لعمليات جراحية. وقال صالح في كلمته إنه "يؤيد الحوار ويرحب باقتسام السلطة في إطار الدستور"، وطالب جميع القوى السياسية اليمنية بإعادة النظر في مواقفها دون تعاطف أو مجاملة, وشدد على أنه يجب أن يتفق الناس على قاسم مشترك. وتوجه صالح بالشكر للقوات اليمنية وقوات الأمن لوقوفها إلى جانب الشرعية الدستورية ومعها الشرفاء من أبناء الشعب اليمني، كما توجه بالشكر لنائب رئيس الجمهورية على الجهود التي يبذلها لرأب الصدع بين مختلف القوى اليمنية. وتوجه بالشكر لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وقيادة المملكة العربية السعودية على الرعاية والعناية التي لقيها خلال فترة علاجه. وعقب كلمة صالح عمت حالة من البهجة والتعبير عن الفرح في العديد من المدن اليمنية. نص الخبر الرسمي لكلمة الرئيس اليمني وفق وكالة الأنباء اليمنية الرسمية (سبأ): وجه فخامة الأخ الرئيس علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية كلمة عبر التلفزيون من مقر إقامته بالجناح الملكي في المستشفى العسكري بالرياض إلى أبناء الشعب اليمني العظيم في الداخل والخارج. وقال فخامة الأخ رئيس الجمهورية في كلمته " أتوجه بالتحية والتقدير لشعبنا اليمني العظيم في الداخل والخارج رجالا ونساءً وشباباً على صمودهم ومواجهة التحدي الذي حدث في جمعة رجب من قبل عناصر الإرهاب ". وأضاف فخامته " إن شعبنا اليمني سيظل صامداً ومتحديا لكل أنواع التحديات التي تستهدف أمنه واستقراره وتستهدف الحرية والديمقراطية ". وتابع فخامة الأخ الرئيس قائلاً " لقد فهم الكثير الديمقراطية فهما خاطئاً من خلال الممارسات الخاطئة وقطع الطرقات، طريق البترول والديزل والغاز، وإقلاق الحالة الأمنية ". ورحب فخامته بالشراكة في إطار الدستور والقانون وعلى أسس ديمقراطية ودستور الجمهورية اليمنية الذي قام على التعددية السياسية والحزبية وحرية الرأي والرأي الأخر .. وقال "ولكن هذا هو الرأي الآخر الذي يقومون به بقطع الطرقات وإخافة السبيل وإقلاق الناس، فلابد من إعادة النظر من قبل كل القوى السياسية وبشكل مسئول ودون تعاطف أو مجاملة ". وأردف فخامته " فدستور الجمهورية اليمنية قام على أنقاض نظامين في شمال الوطن وجنوبه وكان كل طرف يريد أن يفرض نفس الدستور ويعتقد انه الكاسب وهذا هو نفس الدستور الذي تم الاتفاق عليه من قبل الجميع". ومضى فخامته قائلاً" أين رجال الوعي وأين الرجال الصادقين المؤمنين الذين يخافون الله لماذا لم يقفوا مع الحوار للوصول إلى حلول مرضية للجميع". وقال فخامة الأخ الرئيس علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية " نحن لسنا ضد المشاركة بل نحن مع مشاركة كل القوى السياسية سواء الحاكمة والمعارضة ولكن على ضوء برنامج يتم الاتفاق عليه ويكون هو قاسم مشترك للشعب اليمني وليس كل واحد يفرض رأيه أو يلوي ذراع الآخر فهذا مفهوم خاطئ ومتخلف وجاهل". وأضاف فخامته " أكرر التحية إلى شعبنا اليمني الصامد وإلى الرجال والنساء في كل قرية وفي كل مكان في الداخل والخارج ". وتوجه فخامة الأخ رئيس الجمهورية بالشكر والتقدير إلى خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وولي عهده وقيادة المملكة العربية السعودية على الرعاية الكريمة والاستضافة منذ وصوله وجميع المصابين إلى أراضي المملكة. وقال فخامة الأخ علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية " لقد حصلنا على عناية كاملة ورعاية متميزة ورائعة وهذا ليس بغريب على دولة جارة وشقيقة وتربط شعبنا وقيادته بروابط وثيقة وهامة وإستراتيجية وعلى مختلف الأصعدة ". وأضاف فخامته " لقد أجريت أكثر من 8 عمليات ناجحة وهي حروق نتيجة للحادث كما تم إجراء عمليات جراحية لكبار قيادات الدولة، رئيس مجلس النواب ورئيس مجلس الوزراء ورئيس مجلس الشورى ونائبي رئيس مجلس الوزراء ومحافظ محافظة صنعاء وأكثر من 87 من المصابين جراء الاعتداء الإرهابي الذي نتج عنه استشهاد عدد من الضباط ومنهم أيضا من جرح ولكن إيمانهم وصبرهم وجلدهم وحبهم للوطن ومستعدين أن يقدموا مئات الشهداء لهذا الوطن، فتحية لأولئك الأبطال الذين صمدوا والذين واجهوا التحدي بالتحدي وسنواجهه بالتحدي ". ومضى فخامة الأخ رئيس الجمهورية قائلاً" لن أنسى أن أتوجه بالشكر والتقدير والاعتزاز إلى المؤسسة العسكرية والأمنية الوطنية التي وقفت إلى جانب الشرعية الدستورية ومعها كل الشرفاء من أبناء شعبنا اليمني العظيم".. مؤكداً بأن هذه المواقف ليست غريبة على هذه المؤسسة الوطنية الكبرى التي هي ملك لكل أبناء الوطن . كما توجه فخامته بالشكر للأخ عبد ربه منصور هادي نائب رئيس الجمهورية على كل الجهود التي يبذلها من أجل رأب الصدع بين كل أطراف العمل السياسي .. داعيا له بالتوفيق .