دعا الرئيس اليمني علي عبدالله صالح في أول ظهور تلفزيوني له منذ إصابته في حادث تفجير مسجد دار الرئاسة في صنعاء قبل أكثر من شهر، مختلف القوى السياسية اليمنية إلى الحوار للوصول إلى حلول مرضية، مطالبا بالاحتكام إلى الدستور، ومرحبا باقتسام السلطة مع المعارضة. وقدم شكره إلى خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين وقيادة المملكة على الرعاية الكريمة، قائلا: «استحصلنا على عناية كاملة ورعاية رائعة». وبدا الرئيس صالح أثناء الكلمة التي بثها التلفزيون اليمني مساء أمس واهنا وشاحبا محروق الوجه تماما، ويرتدي جلبابا أبيض بدت يداه من تحته مضمدتين بشكل كامل، ويعتمر شماغا أحمر لفه على رأسه لإخفاء حروق فروة الرأس. وقال في كلمته: إن «شعبنا اليمني صامد وسيظل صامدا متحديا كل أنواع التحديات التي تستهدف أمنه واستقراره وتستهدف الحرية والديموقراطية والأمن والاستقرار». وأضاف: «لقد فهم البعض الديموقراطية فهما خاطئا من خلال ممارسات خاطئة (مثل...) قطع الطريق، قطع البترول والمازوت والديزل والغاز وإقلاق الحالة الأمنية الذين يطالبون فيها من أجل الشراكة». وأضاف: «نرحب بالشراكة في إطار الدستور والقانون. نرحب بالشراكة على أسس ديموقراطية، دستور الجمهورية اليمنية الذي قام على التعددية السياسية والحزبية وحرية الرأي والرأي الآخر ... لكن هذا هو الرأي والرأي الآخر هو الذي يقومون به من قطع الطرقات لإخافة ... وإقلاق عامة الناس». واعتبر صالح في كلمته أنه «لا بد من إعادة نظر من قبل كل القوى السياسية وبشكل مسؤول دون تعاطف أو مجاملة». وأكد: «نحن مع المشاركة، مع مشاركة كل القوى السياسية سواء كانت معارضة أو حاكمة لكن على ضوء برنامج يتفق الناس عليه ... برنامج يكون قاسما مشتركا لكل الشعب اليمني، ليس كل واحد يفرض رأيه ولا حاجة ليلوي كل أحد ذراع آخر... هذا مفهوم متخلف وجاهل». واتهم صالح «عناصر الإرهاب» والعناصر «المرتبطة بعناصر الإرهاب» باستهدافه، دون أن يدلي بإيضاحات إضافية. وقال صالح في كلمته: «أجريت أكثر من ثماني عمليات ناجحة، من الحروق نتيجة الحادث»، مشيرا إلى أن عمليات أجريت «لعدد من المسؤولين اليمنيين المصابين. وقال: «تحية لهؤلاء الأبطال الذين صمدوا وواجهوا التحدي بالتحدي وسنواجه التحدي بالتحدي».. كما وجه الشكر إلى نائب رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي «على كل جهوده التي يبذلها من أجل رأب الصدع بين كل أطراف العمل السياسي داعيا له بالتوفيق».