كشف الداعية سلطان الدغيلبي مدير مركز "أرشدني" لتأهيل المتعافين من الإدمان بدولة قطر، تنظيم قافلة توعوية للمتعافين بدول الخليج لنقل الرسالة الصامتة للمتعافين من الإدمان، وذلك في ختام التجمع الخليجي الأول للمتعافين من الإدمان. وأكد المشاركون في التجمع الخليجي للمتعافين من الإدمان أهمية هذا الحدث الخليجي لإبراز دور المؤسسات والمراكز المتخصصة ببرامج التعافي من الإدمان والتشجيع عليها وتحفيز المدمنين للتسجيل بمراكز العلاج والتأهيل، ونظم هذا الملتقى على مدى خمسة أيام من قبل مركز "أرشدني" التابع لمؤسسة الشيخ عيد بن محمد آل ثاني الخيرية، وشارك فيه خبراء ومتخصصون في توعية وتأهيل المدمنين. وأكد الشيخ سلطان الدغيلبي ل "سبق" أهمية مثل هذه الملتقيات الخليجية باعتبارها تفتح المجال لتعزيز التعاون فيما بين المراكز المتخصصة وتساهم في نقل التجارب والخبرات لاسيَّما على صعيد التأهيل والعلاج. وأقيم هذا الملتقى تحت رعاية الشيخ عبدالله بن ناصر بن خليفة آل ثاني وزير الدولة للشؤون الداخلية بقطر، حيث كان فرصة أيضاً للاستماع إلى تجارب بعض المدمنين المتعافين والاستفادة منها في رحلة العلاج والتعافي من المواد المخدرة. وشارك في هذا التجمع الذي أقيم بقبة "أسباير زون" أكثر من 200 شخص يمثلون جهات حكومية وأهلية خليجية معنية بمكافحة المخدرات ومراكز علاج وتأهيل المدمنين إلى جانب عدد من المتعافين من الإدمان من دول مجلس التعاون. وتضمن الملتقى ورشاً ودورات تدريبية عن أفضل طرق العلاج واستعراض أوراق عمل عن أهم التجارب الإقليمية والدولية في هذا المجال والوقوف على أحدث أساليب التوعية للحد من الإدمان. ونوه الدغيلبي إلى أن المتعافين من الإدمان هم الذين يديرون مركز "أرشدني"، ويملكون ميزة أنهم أصحاب معاناة وتجربة، ويفهمون المتعافين ويقدرون أوضاعهم، وقد حصلوا على شهادة "الأيزو" في الجودة، ويتواصل المركز مع هيئة الأممالمتحدة لاعتماد مركز "أرشدني" كمركز لتأهيل المتعافين من الإدمان، ودعا المهتمين والهيئات والمؤسسات والمراكز بدول الخليج العربي للتوحد في مواجهة المخدرات وجهود تأهيل المتعافين من الإدمان، مشيراً إلى أن الأموال المنفقة على المخدرات ومكافحتها يمكنها الإسهام في بناء صروح التعليم ونهضة الأمة، منوهاً إلى أن التوجه العالمي الجديد هو أن المدمن هو مريض والمريض ليس مجرماً.. هو ضحية وهو ابن للمجتمع وهو شخص قادر على الإبداع الخلاق الذي ينبثق من قلب المعاناة التي يعيشها المدمنون. وأكد الدغيلبي أن مركز "أرشدني" استغل هذه المعاناة لا ليلعن الظلام ألف مرة، ولكن ليوقد في ظلام المعاناة شمعة للتعافي والتأهيل والتوبة.. وإذا كان الله جل وعلا يقبل التوبة من عباده مهما فعلوا، فعلينا نحن اليوم بالمجتمع تقبل المتعافين من الإدمان، مشيراً إلى أن أحد المتعافين الذين يسهمون بشكل كبير في تنظيم هذا التجمع كان مدمنا ومروجا للمخدرات قبل شهور قليلة.. ونوه إلى أن هجمة تجار ومروجي المخدرات كانت ولا تزال شرسة.. موضحا أن الذين يموتون بسبب الإدمان والمخدرات هم أكثر من ضحايا الحروب.. وهو الأمر الذي يستدعي توحيد الجهود في المكافحة والتأهيل بعد التعافي من الإدمان.