كرم الأمير تركي بن طلال بن عبد العزيز، الشيخ متعب عبد الكريم الفقير، ولي الدم الذي تنازل عن تنفيذ حكم القصاص في قاتل ابنه، وعفا عنه وصفح لوجه الله، وتقديراً للشفاعة والمسعى الحميد من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، والوجاهة التي بذلها الأمير تركي بن طلال بن عبد العزيز . وحضر حفل التكريم والمأدبة التي أقيمت بقصر البستان في الفاخرية، مساء الإثنين الماضي، عدد من المشايخ من أولياء الدم، ومن أسرة المعفو عنه، من وجهاء قبائل المملكة. وتخلل برنامج الحفل كلمات أشادت بالخطوة التي أقدم عليها ولي الدم . وثمّن الحاضرون احتسابه، وعفوه على الرغم من أن الحق معه. وقال الأمير تركي بن طلال موجهاً كلماته إلى متعب الفقير الذي عفا زاهداً في الدنيا وطالباً ما عند الله: "ما خاب صاحب العفو، فقد ادخر عند الله فعجّلها له في الدنيا ذكراً حسناً ورفعة، وتعهد له في الآخرة بالغفران وحسن المآب". وأضاف: إن كُرمت في مجلس وما أصغره وذكرت في الدنيا و ما أقلها، فقد كرّمك الله في الملأ الأعلى، وكرّمك يوم يقوم الأشهاد، ويقف الناس أمام الواحد القهار. يُذكر أن جموعاً غفيرة شهدت لحظات مهيبة عندما أعلن الشيخ متعب الفقير عفوه عن قاتل ابنه، وذلك قبيل لحظات من تنفيذ الحكم بساحة القصاص في المدينة المنوّرة ، وقال:"أعتقت الجاني لوجه الله تعالى، وأسأل الله العلي القدير أن يكتب ذلك في ميزان حسناتنا وحسنات خادم الحرمين الشريفين، وجميع من سعى في طلب العفو، وأنا أعلن ذلك أمام الملأ وفي مدينة المصطفى - صلى الله عليه وسلم - أني أعتقته". ووصف الأمير تركي إعلان التنازل والعفو عن القاتل لوجه الله تعالى، وقبوله المساعي الحميدة، وشفاعة محبي الخير بأنه تعبيرٌ عمّا يتصف به هذا الرجل من مكارم. واستعاد الأمير تركي بن طلال مرحلة بذل الوجاهة في القضية، وقال: قبل أن آتي إليكم، فإن ما نُقل إلينا عنكم صورة مشرّفة، ولكن عندما زرتكم لمست طلاقة الوجه، ما جعلني أشعر أنني في زيارة أخ، رغم أنني أعلم ما في النفس من آلام، وقد وعدتم ووفيتم وتعاليتم على أقوال المحبطين الذين يرون العفو ذٌلاً والغفران ضرباً من الضعف، فأصبت من حيث أخطأوا، واهتديت من حيث ضلوا، وتسامت بك المكارم إلى حيث أنت". وثمّن سموه موقف الشيخ متعب، وتقديره الوجاهة وقبوله شفاعة الرجال: "الجميع يعرف أنّ الكريم مثلكم تشفع إليه غرماؤه بوجوه الناس وقصده أولياء الأمر والعلماء وشيوخ القبائل ووجهاء القوم ولكن العظيم يُطلَبُ منهُ الأمرُ العظيم. وشارك في الحفل مجموعة من الشعراء، منهم: الشاعر سعد السهلي، وراكاد الخمعلي، وبشير العنزي، ولافي المطيري. يُشار إلى أن الحفل حضر فيه عديدٌ من شيوخ القبائل وأعضاء مجلس الشورى وعدد من وجهاء المجتمع.