توافدت جموع من قبائل قحطان ووادعة وشهران صباح أمس، إلى منزل سعد بن عايض آل كدم في مركز طريب شرق منطقة عسير، وذلك تقديرا وعرفانا وردا للجميل، بعد أن عفا عن قاتل ابنه لوجه الله، ثم لشفاعة خادم الحرمين الشريفين، وأمير منطقة عسير، والعقيد طيارالأمير تركي بن عبدالله، وذلك في ساحة القصاص بأبها قبل نحو أسبوعين. وتقدم الوفود نائب شيخ شمل قبائل قحطان ووادعة الشيخ عبدالله بن فهد بن دليم، وشيخ شمل قبائل عبيدة الشيخ مناحي ذيب شفلوت، ومشايخ وأعيان ووجهاء القبائل، حيث كان في استقبالهم شيخ قبيلة آل قريش الشيخ محمد بن غرم آل كدم، ووالد المقتول سعد آل كدم وأبناؤه وإخوانه، وعدد كبير من قبيلة آل قريش، الذين قاموا بالترحيب بصوت واحد بجميع الحضور، فيما قدمت هدية بملبغ مليوني ريال وسيارة. حينها تقدم والد المقتول مخاطباً الجموع رافضا جميع الهدايا التي قدمت له، معلنا العفو والصفح عن أسرة آل خاطر، فطلب مشايخ القبائل (قبيل) يضمن الطرفين، حيث تكفل سعد آل كدم بأن يكون "قبيلا". بعدها، تصافح والد القاتل والمقتول في مشهد مؤثر، وبدءا صفحة بيضاء بين الطرفين تسودها المحبة والألفة، ثم جلس الجميع في مجلس واحد، وتبادلوا بعض القصائد التي تدل على أن العفو من شيم الرجال. ورفعت الراية البيضاء إعلانا بانتهاء القضية وطوي صفحاتها. من جهته، بين الشيخ عبدالله بن دليم ل"الوطن" أمس، أن آل كدم وآل خاطر فتحوا صفحة جديدة، وتبادلوا السلام، وضربوا المثل في الصفح والعفو دون مقابل. فيما قال والد المعفو عنه سيف بن خاطر "آل كدم أصحاب فضل وإعتاقهم رقبة ابني جميل لا ينسى مدى الدهر".