أقامت مجموعة عبدالمحسن الحكير لتنمية البيئة ممثلة في "مركز عطاء" بالتعاون مع جمعية "مطالب أسر التوحد"، حفلاً تكريمياً لأطفال التوحد مساء أمس الأول. ويأتي الحفل بعد قيام أحد العاملين في مركز ترفيهي تابع لمجموعة الحكير داخل إحدى أسواق الرياض، بمنع طفل مصاب بالتوحد منذ شهر ونصف، من اللعب بأسلوب غير إنساني، ما أثار جهات حقوقية وأسر الأطفال المصابين بالتوحد.
وكشفت الأميرة سميرة بنت عبدالله الفيصل آل سعود رئيس جمعية أسر التوحد عن تأسيس أول نادٍ لذوي الاحتياجات الخاصة العام القادم بدعم من مجموعة الحكير، موضحة أنه تم الاتفاق عليه مسبقاً مع الأستاذ ماجد الحكير. وطالبت الجميع بالتكاتف ليوم مرضى التوحد العالمي بشهر إبريل القادم.
وعندما سئل ماجد الحكير الرئيس التنفيذي لمجموعة الحكير عن سبب إقامة حفل تكريم لأطفال التوحد ومدى صحة ما قيل إن الحفل أُقيم كنوعٍ من الاعتذار على ما حصل في ألعاب الحكير من طرد الطفل المريض بأسلوب غير إنساني تماماً من قِبل حارس الأمن، كان رده: "ليس تماماً, فعلى ما يبدو أن ما حدث بين حارس الأمن والطفل المريض ليس إلا سوء فهم, وكما هو معلوم أن هؤلاء الأطفال يتمتعون بنشاط زائد والتعامل معهم يختلف قليلاً . ونسعى خلال الأشهر القادمة إلى تخصيص ألعاب لهذه الشريحة من المجتمع".
وقال الحكير: "مثل هذه المناسبات واجبة ومطلوبة من الداعمين والمعنيين من هذا المجال لتقديم الدعم والتسهيل لمثل هذه الفئات".
وبيّن الحكير أن مركز عطاء التابع لمجموعة الحكير لتنمية المجتمع من أبرز اهتماماته وتوجهاته: أطفال الإعاقة وأطفال التوحد والسرطان وأيضاً الجمعيات الخيرية وأسابيع التوعية المختلفة.
من جانبه، قال الدكتور سلمان السليمان مشرف صفحة "مطالب أسر التوحد" على الفيسبوك: "سبب توجهي الرئيسي إلى الالتحاق بهذا المجال والاهتمام به، هو ولدي سعود الذي يعاني مرض التوحد. هذا ما دفعنا إلى إنشاء صفحة على الفيسبوك نطالب من خلالها بحقوق مرضى التوحد بالمملكة".
وتابع: "للأسف الكثير من المؤسسات المعنية بهذا المجال مقصرة بحق مرضى التوحد, لذا بدأنا نبحث عن هذا المرض ونثقف أنفسنا كأسرة حتى يسّر الله لنا دكتوراً في الحرس الوطني وهو الدكتور صالح الشبل- طبيب نفسي للأطفال والذي أفادنا بالشيء الكثير عن هذا المرض وكيفية التعامل معه".
وقال: "بدأنا توجهنا الصحيح والفعلي من هذه اللحظة وآلت الأوضاع للأفضل بعد إنشاء صفحة "مطالب أسر التوحد" على الفيسبوك, التي تضم أكثر من 2500 أسرة تطالب بحقوق أطفالها مرضى التوحد على مستوى جميع الدول العربية, نقوم الآن كذلك بطباعة المنشورات والبروشورات التعريفية عن مرض التوحد وتوزيعها على نفقتنا الخاصة".
وأضاف: "هناك أم أرادت أن تنتحر بسبب مرض ولدها ولكن بعد احتوائنا لها وتوعيتها حول المرض وكيفية التعامل معه تحسن حالها بل وأصبحت تساعد الأسر المحتاجة إلى التوعية والدعم النفسي".
وتابع: "وعلى النقيض تماماً قبل فترة ليست ببعيدة قرأت بأحد المواقع الإلكترونية البريطانية أن العلاج الوحيد لمرضى التوحد هو الانتحار، فالحمد لله على ديننا الإسلامي".
وعرفت الاختصاصية هيا البيشي مرض التوحد على أنه اضطراب في النمو التطوري ناتج عن خلل في المخ والجهاز العصبي مما يؤثر في كفاءة الوظائف في المخ ويظهر عادة في السنوات الثلاث الأولى من عمر الطفل.
وقالت إن هذا المرض ليس متعلقاً بفقير أو غني ولا أبيض ولا أسود, هو مرض غامض حيث لا تُعرف أسبابه مباشرة حتى الآن ولكن هناك العديد من النظريات الافتراضية لم يتأكد من صحتها.
ونصحت هيا البيشي الأمهات والآباء بإخراج أطفالهم لمكان عام ترفيهي أو صحي والحرص على إظهار بطاقة المريض في الأماكن العامة على أنه من ذوي الاحتياجات الخاصة.
وقالت إنه يجب عليهم التواصل مع المسؤولين لتوضيح أنه طفل كبقية الأطفال ولكنه يحتاج إلى معاملة خاصة.
وناشدت أصحاب الأيادي البيضاء المساعدة في توفير مدينة خاصة لأطفال التوحد.