قال مصدر حكومي أمريكي إن طائرة أمريكية من دون طيار أطلقت صاروخاً على رتلٍ للسيارات في محافظة الجوف باليمن، أدّى إلى مقتل رجل الدين الأمريكي من أصل يمني، أنور العولقي، والأمريكي من أصل باكستاني وخبير المعلومات سمير خان، واثنين آخرين. يأتي ذلك، فيما حذّر مكتب التحقيقات الفيدرالية ووزارة الأمن الداخلي، من أن مقتل العولقي، قد يطلق شرارة هجمات انتقامية ضد الولاياتالمتحدة. وقال الجهازان الأمنيان، في نشرةٍ تنبيه مشتركةٍ عُمِّمت، فجر اليوم السبت، إلى أجهزة الأمن كافة، إن أنصار العولقي، قد يعتبرونه "شهيد" الحرب الأمريكية ضد الإسلام"، وفق نسخة من النشرة (حصلت عليها CNN). وتقول النشرة التحذيرية إن مقتل العولقي وسمير خان، بهجومٍ نفذته الاستخبارات الأمريكية بطائرةٍ غير مأهولة بمحافظة الجوف في اليمن، "قد يكون حافزاً لمهاجمة الأراضي الأمريكية بواسطة متشدّدين أمريكيين من الداخل". وجزمت النشرة بعدم وجود معلوماتٍ تشير إلى وجود أي مخططٍ إرهابي، لكنها ذكرت أن مقتل العولقي جذب اهتمام زوّار المواقع المتشددة، حيث نعاه البعض ودعا لاعتباره شهيداً، فيما أبدت مراسلات متبادلة أخرى، على الشبكة العنبكوتية، شكوكاً حول مقتله وطلبت أدلة لتأكيد ذلك. وتنظر الولاياتالمتحدةالأمريكية إلى مواطنها، اليمني الأصل، باعتباره أبرز مجند للعناصر الإرهابية على الإنترنت، نظراً لإتقانه اللغة الإنجليزية وتقنية المعلومات. وعدّدت النشرة الأمريكية بعض أنشطة العولقي التي نجح فيها بتجنيد كوادر، من بينهم النيجيري عمر فاروق عبد المطلب، الذي عُرف بمهاجم "الملابس الداخلية" بعد محاولته تفجير طائرة بمطار "ديترويت" بعبوات ناسفة أخفاها بين طيات ملابسه، في أثناء أعياد الميلاد عام 2009. وكان العولقي، المولود في "نيومكسيكو"، قد عاد إلى اليمن ليصبح وجهاً معروفاً من وجوه القاعدة في شبه الجزيرة العربية، التنظيم الذي يعتبر الأكثر نشاطاً من بين التنظيمات التي ارتبطت ب "القاعدة". وتتخوّف جهات إنفاذ القانون في الولاياتالمتحدة من المتشدّدين، الذين يعملون بمفردهم، أو كما يُطلق عليهم "الذئاب المنعزلة"، نظراً لعدم قيامهم باتصالات أو التنسيق مع عناصر أخرى ما يصعّب من عملية رصدهم، وما يترتب عن ذلك في صعوبة التكهن بهجماتٍ محتملةٍ أو وشيكة. يُذكر أن أجهزة ووكالات الأمن الأمريكية كانت قد بادرت لإصدار نشراتٍ تحذيريةٍ مماثلة تلو مقتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، على يد عناصر من نخبة القوات الأمريكية الخاصة بباكستان في مايو الماضي. من جهته، اعتبر الرئيس الأمريكي باراك أوباما، مقتل العولقي، "ضربة قوية" لتنظيم القاعدة في جزيرة العرب، وخطوة جوهرية أساسية أخرى على طريق هزيمة الشبكة الإرهابية، وهو ما ندّدت به منظمات الحريات المدنية الأمريكية باعتباره "انتهاكاً للقانون الأمريكي والدولي".