أكد تنظيم "القاعدة في شبه الجزيرة العربية" مقتل الداعية الأمريكي من أصول يمنية، أنور العولقي، في قصف نفذته طائرة أمريكية بدون طيار، في اليمن أواخر الشهر الماضي، أسفر عن مقتل عدد آخر من كوادر القاعدة، وتوعد التنظيم بالانتقام لمقتل "العولقي وإخوانه." وقال التنظيم، في بيان نشر على مواقع تتبنى بث بيانات الجماعات المتشددة على الإنترنت، مساء الأحد: "نؤكد للأمة المجاهدة، الثائرة على الظلم، استشهاد الشيخ المجاهد البطل أبي عبد الرحمن أنور بن ناصر العولقي"، وتابع البيان أن "دم الشيخ وإخوانه لن يذهب سدى، فوراءه أبطال لا ينامون على ضيم، ويأخذون الثأر قريباً بإذن الله." وأكد البيان مقتل أمريكي آخر من أصل باكستاني، هو سمير خان، إلى جانب العولقي، بالإضافة إلى اثنين آخرين من أعضاء التنظيم، هما أبو محسن المأربي، وسالم المرواني، خلال القصف الذي وقع في منطقة بين محافظتي مأرب والجوف، شمالي اليمن. وأقر مصدر حكومي رفيع في واشنطن لCNN بأن طائرة أمريكية بدون طيار أطلقت صاروخاً على رتل من السيارات في محافظة "الجوف" اليمنية، في 30 سبتمبر/ أيلول الماضي، مما أسفر عن مقتل العولقي وسمير خان، إضافة إلى اثنين آخرين. إلا أن عدداً ممن يعتنقون أفكار العولقي على المنتديات الإلكترونية، أعربوا عن شكوكهم في أن تكون الولاياتالمتحدة قد نجحت في تصفية الداعية الأمريكي، وطالبوا بدليل واضح على ذلك. وأدان بيان القاعدة العملية بقوله: "قتل الأمريكان الشيخ الداعية أنور العولقي، وسمير خان، ولم يثبتوا في حقهم تهمة، ولم يقدموا عليهما دليلاً في قوانين حريتهم الجائرة.. فأين ما يتشدقون به من حرية وعدالة وحقوق إنسان واحترام الحريات؟" وفي وقت سابق، نجا العولقي، الذي كان يُعد أحد أبرز قادة القاعدة في اليمن، من محاولة اغتيال نفذتها طائرة من دون طيار قبل أشهر، علماً بأن معظم الهجمات بالطائرات دون طيار تنفذها الاستخبارات الأمريكية. وعاد العولقي، المولود في نيو مكيسكو بالولاياتالمتحدة، إلى اليمن ليصبح وجه معروفا من وجوه القاعدة في جزيرة العرب، التنظيم الذي يعتبر الأكثر نشاطاً من بين التنظيمات التي ارتبطت بالقاعدة. ويقول مسؤولون أمريكيون إن العولقي ساعد في استقطاب وتجنيد عمر الفاروق عبد المطلب، النيجيري الذي اتهم بمحاولة تفجير طائرة مدنية فوق مطار ديترويت في ميتشغان في الخامس والعشرين من ديسمبر/ كانون الأول عام 2009. ويقال إن العولقي تبادل رسائل بريد إلكتروني مع الضابط الأمريكي نضال حسن، الذي اتهم بقتل ضباط في قاعدة فورت هود العسكرية بتكساس.