راهن مدير عام التقنية بالمملكة والاقتصادات الناشئة بشركة "سابك" المهندس فؤاد محمد موسى على إمكانية القضاء على أغلب البطالة في السعودية، حال النجاح في صناعة عقول مبدعة ومبتكرة من الشباب والشابات. وقال ل"سبق": "لو نجحنا في صناعة 4 نماذج إبداعية وطنية من شبابنا وطلابنا تحاكي "ستيف جوبز" المؤسس رئيس مجلس إدارة شركة "آبل" الشهيرة، لأسهمنا في خفض معدلات البطالة لدينا، مشيراً إلى أنّ المشكلة الاقتصادية في المملكة هي الاعتماد الكبير والأساسي على البترول، محذراً من عواقب ذلك خلال 15 سنة المقبلة، في ظل عدم التنوع الاقتصاد المتزامن وازدياد النمو السكاني.
وأضاف: "كي نقضي على البطالة، نؤكد هنا على مقولة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز يحفظه الله في كلمته قبل رمضان الماضي، والتي أكد فيها على أنَّ واحداً من أهدافه دعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة، موضحاً أنَّ هذه المشاريع بدون وجود حاضنات صناعية عملية تتبناها، وتحوِّل الفكرة إلى منتج عملي، فلن تكون لدينا مثل هذه المشاريع وستظل معدلات البطالة في ازدياد".
وأردف موسى: "أعطيك معلومة مهمة جداً هي أنَّ 60% من الوظائف في الولاياتالمتحدةالأمريكية مسؤولة عنها المشاريع المتوسطة والصغيرة، بينما 40% من الوظائف الأخرى متوزعة ما بين الحكومية والمشاريع الكبرى، لافتاً إلى أنَّ ما يحصل لدينا في السعودية العكس؛ فالحكومة تأخذ على عاتقها أكبر حجم توظيفي في المملكة، ومن أجل ذلك تتزايد أعداد البطالة بين الشباب .
وأوضح أنَّ شركة "سابك" تضطلع بدور رائد، بيت الابتكار وجائزة الابتكار لدعم تحول اقتصاد المملكة إلى اقتصاد معرفي، فمن 2020 ستبدأ ثمرات كبيرة من المشاريع الصغيرة والمتوسطة التي ستصنع من أبنائنا الذين تقتصر أحلامهم اليوم على البحث عن الوظيفة عقولاً قادرة على صناعة وظائف، مستشهداً بصانع شركة "آبل" الأمريكي "ستيف جوبز" الذي كان طالباً، وصنع شركة عملاقة، الآن من أكبر الشركات في أمريكا توفر عدداً كبيراً من الوظائف، ولو استطعنا صناعة نموذج "ستيف جوبز" في المملكة، لاستطعنا القضاء على أغلب البطالة.
وأشار موسى إلى دور شركة "سابك " في دعم الاقتصاد المعرفي، مؤكداً أنَّ الشركة تمتلك 19 مركزاً بحثياً في العالم، منها 4 مراكز بالمملكة لخدمة الأهداف التنموية، ومنها تشجيع الطلاب المبدعين، وتشجيع الصناعات التحويلية في المملكة.
وأكَّد موسى أنَّ تنويع الاقتصاد يحتاج إلى خطوات عدة، والأولى كانت بدايتها في عام 2010 في الخطة الخمسية التاسعة "تحويل المجتمع إلى مبدع وقادر على الابتكار"، لافتاً إلى أنَّ مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية وجامعات الملك عبدالله للعلوم والتقنية "كاوست" وسابك وأرامكو طرحت برامج لزيادة الوعي بالنسبة للطلاب والشباب لتقول إنَّ الإبداع هو طريقنا للنجاح، وأنَّ الوظيفة ليست هي الهاجس الوحيد للطلاب، فبدلاً من أن تبحث عن وظيفة، يمكنك صناعتها، وأن يكون لديك مشروع ومبادرة جيدة في البلد.
وعن الإحصائيات التي تتعلق بدور "سابك" في دعم الأفكار الإبداعية للطلاب والشباب من الجنسين، قال موسى: "أعداد الطلاب المبدعين الذين تبنت الشركة مشاريعهم وطموحاتهم تتزايد سنوياً"، مشيراً إلى أنَّ في العام الماضي 2014 حصلت طالبة سعودية من الذين تدعمهم شركة سابك على جائزة "إنتل أيسف"، وهي أكبر جائزة إبداعية في العالم، تجمع 3 آلاف طالب وطالبة بالتصفيات من جميع دول العالم.
وأضاف موسى: "لدينا سنوياً في الشركة 15 جائزة بقيمة 10 آلاف ريال لدعم أفضل 15 ابتكاراً في المملكة يقدمها الطلاب والطالبات، إضافة إلى 10 جوائز على مستوى جامعات السعودية لدعم أفضل 10 مشاريع تخرج، وجائزة سابك للابتكار بقيمة 10 ملايين ريال ليست نهاية العلاقة بين الشركة والمبتكر، إنَّما هي بمثابة تكريم له، وبعد أن يعطى الجائزة توزع مبالغها على 10-20 مبتكراً، بحيث يحصل المبتكر على مبلغ يتراوح من 300 ألف إلى مليون ريال بحسب ابتكاره.
وتابع المهندس موسى: "الشيء الجديد في الموضوع الذي يمكن أن أضيفه أنَّ شركة "سابك" تتبنى مشروع المبتكر بعد فوزه بجائزتها في أحد مراكز الأبحاث التابعة لها، حتي يصل إلى مرحلة الصناعة والإنتاج، وهذا ما تحتاجه المملكة من 2015-2020 بتنوع الاقتصاد المعرفي، بحيث تكون لديهم حاضنات حكومية وصناعية تأخذ الاختراعات والابتكارات وتكون صناعة متوسطة وصناعة صغيرة".
وشدَّد نائب الرئيس التنفيذي للتقنية والابتكار بشركة "سابك" المهندس عوض بن محمد آل ماكر على الحاجة لتحويل المنتجات الأساسية في البلد إلى منتجات ذات قيمة مضافة، لخلق فرص وظيفية وتنوع اقتصادي في البلد.
وقال في رده على سؤال ل"سبق" عن اتفاقيات أخرى للشركة مع بقية الجامعات لدعم الاقتصاد المعرفي خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد أمس الأول "الأربعاء" بمناسبة توقيع الشركة السعودية للصناعات الأساسية "سابك" وجامعة الملك سعود اتفاقية إستراتيجية جديدة للتعاون لهدف دعم إستراتيجية "سابك" 2025، والتي كانت على هامش ندوة تدشين فعاليات ندوة الشراكة بين الجامعات والقطاع الخاص التي نظمتها جامعة الملك سعود بالرياض برعاية "سبق": "لدينا اتفاقيات مع مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية وجامعات الملك سعود والملك فهد للبترول والمعادن والملك عبدالله للعلوم والتقنية والملك عبدالعزيز".
وأشار إلى أنَّ كلَّ المراكز البحثية في الجامعات لديها شراكات وتعاون مع شركة "سابك" بهدف إيجاد منتجات وتقنيات جديدة للشركة، مستدركاً: "لكنَّ الأهم من ذلك هو بناء صناعة تحويلية"، مضيفاً في هذا الصدد أن "موطن الابتكار" و"مركز سابك لتطوير التطبيقات البلاستيكية" لم يبنيا لشركة "سابك" وإنَّما لخدمة الصناعات التحويلية.
وأكَّد آل ماكر على ضرورة الحاجة للتفاعل والاتصال بين المستثمرين والجامعات وسابك والإعلام، فلكل دوره المهم، لافتاً إلى أنَّ التفاعل والتواصل بين هذه الأطراف يظل هو التحدي الموجود والقائم حالياً.
وأضاف آل ماكر: "نتفق جميعاً أنَّ الصناعات الصغيرة والمتوسطة هي المحرك للاقتصاد، وأنَّ محرك البحوث العلمية هي الجامعات والمراكز البحثية فيها".
وأردف أنَّه "بدون شراكة فعلية بين الشركات الصغيرة والمتوسطة والجامعات، فلن نخلق صناعة معرفية يبنى عليها توظيف عالم أو مردود عالٍ، ولذلك يجب أن نتعاون جميعاً".