تشهد استراحات محافظة جدة ارتفاعاً ملحوظاً في أسعار إيجاراتها، تصل أحياناً إلى 60 % مع دخول عيد الفطر، مع إغلاق الحجوزات منذ بداية العشر الأواخر للشهر الفضيل. وتختلف الأسعار تبعاً لجغرافية المكان بجدة؛ فالجزء الشمالي مرتفع، والجنوبي أقل سعراً. وقد برر الملاك هذه الزيادة بأن هذا هو موسمهم، وطالب عدد من الراغبين في استئجار هذه الاستراحات بالرقابة لمنع استغلال المواطنين، كما طالبوا بوضع سقف للمغالاة في الإيجارات.
"سبق" استطلعت آراء الباحثين عن الحجوزات بداية، ذكر المواطن "محمد الزهراني" أنه يواجه هذه الإشكالية كل عام مع البحث عن الاستراحات لقضاء أيام إجازة عيد الفطر؛ إذ تُغلق الحجوزات من منتصف الشهر الكريم. مبيناً أن الحجز المتأخر يزيد نسبة السعر إلى 60 % بلا حسيب أو رقيب لذلك.
مطلوب رقابة وسقف للمغالاة وقال "بدر الشمراني" إن أسعار الاستراحات مرتفعة مقارنة بسعرها في الأيام العادية، وإن الزيادة غير مبررة، وتصل للضعف، وأحياناً إلى الضعفين! مؤكداً ضرورة الرقابة حتى لا يصبح هناك استغلال للمواطنين.
وأضاف بأن أسعار الاستراحات مرتفعة، مطالباً بأن يكون هناك سقف لزيادة للأسعار في المواسم والأعياد؛ حتى لا يكون تحديد الأسعار عشوائياً؛ ففي شمال جدة تصل الأسعار إلى 2300 ريال في الليلة الواحدة بدلاً من1000 ريال في الأيام العادية، وذلك للاستراحات التي تتميز بوجود المسبح والحديقة وأماكن للعائلة وأماكن للضيوف والملاعب الرياضية.
أما "رامي الصيعري" فيقول: الاستراحات هي المنتزه الوحيد للعوائل الذين يبحثون عن الخصوصية، ولاسيما أننا لا نستطيع تحمل تكلفة شاليه بجدة، يصل (إيجاره) اليومي إلى ستة آلاف!
وذكر "سعيد القحطاني"، أحد المستأجرين، أنه حجز منذ بداية رمضان، ودفع مقدماً، وقدره 2000 ريال للمالك؛ حتى يضمن الاستمتاع بإجازة العيد!
جغرافية المكان وقال "زكريا شعيب"، أحد المقيمين، إن أسعار إيجار الاستراحات بجدة تختلف بحسب موقعها؛ فهناك الاستراحات القريبة من البحر التي تصل أسعار الإيجار بها إلى 7000 آلاف ريال لليوم الواحد، واستراحات الجنوب بالقرب من منطقة الخمرة وتصل إلى 2500 ريال لليوم الواحد، وشتان بين سعري الموقعين.
أما استراحات شرق جدة فأسعارها متوسطة؛ إذ تتراوح بين 3000 و4000 لليوم. وذكر "حامد عايض" أنه يفضل الاستئجار في الجنوب أو الشرق هرباً من الغلاء الفاحش دون رقابة واستغلال المواطنين في الإجازات.
مُلاك الاستراحات وذكر أحد ملاك الاستراحات القريبة من البحر، ويدعى "بدر الحربي"، أن نسبة الإشغال وصلت إلى 100 % رغم ارتفاع أسعار الإيجارات هذه الأيام مقارنة بالأيام العادية خارج الموسم. مشيراً إلى أن الاستراحات الكبيرة تحظى بالطلب أكثر من الصغيرة.
وقال فواز العايد: "أعمل حارساً لإحدى الاستراحات، وأقوم بتأجير الاستراحة. وتبدأ حجوزات الاستراحات قبل ثلاثة أسابيع". مشيراً إلى أنها مستمرة حتى 17 من شهر شوال، وذلك قبيل بداية المدارس والأعمال. وعند انتهاء فترة العيد تقل الأسعار تدريجياً.
وقال عيسى أحمد إن الاستراحات تشهد إقبالاً كبيراً، خاصة في مواسم الأعياد والإجازات بشكل عام، مشيراً إلى أن الحجوزات بدأت مبكراً كعادتها، بعضها من شهر رجب الماضي. وقال: "من الملاحظ أن بعض العوائل خصصوا استراحات معينة تتناسب مع رؤيتهم، حتى أصبحوا عملاء في جميع مناسباتهم".
ارتفاع جنوني ولم ينكر "عيسى" وجود المغالين في الأسعار في مواسم الأعياد، وقال: "البعض يعمد سنوياً إلى رفع الأسعار 200 %". وتابع: "تختلف أسعار الاستراحات حسب المساحة والخدمات والمرافق والكماليات".
وأشار "عثمان غزالي" إلى أن الكثير من أصحاب الاستراحات يجعلون العمالة مسؤولين عن عملية التأجير، الذين يرفعون الأسعار فوق حدها الطبيعي؛ لتصل إلى مبالغ عالية؛ ترهق كاهل المستأجر، ويتربحون من وراء ذلك.