كشف مسؤولون في المخابرات الأمريكية أن عملية مراقبة زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن داخل المجمع الذي يسكن فيه، والتي استمرت لعدة أشهر، واستخدمت خلالها أجهزة تنصّت وأقمار صناعية لم تتمكّن طوال هذه الفترة من سماع صوته أو رؤيته، لكنهم أكَّدوا في الوقت ذاته أنه، وبالرغم من ذلك فإن أسامة بن لادن كان منخرطاً في توجيه أنشطة القاعدة. وبيَّنت وكالة "رويترز" أن ثلاثة مسؤولين حكوميين أمريكيين قالوا: إن مواد صادرتها قوات أمريكية خاصة من مخبأ أسامة بن لادن في باكستان أظهرت أن قبل وفاته كان زعيم المتشدّدين لا يزال منخرطاً بصورة وثيقة في أنشطة متشدّدي القاعدة. وقالوا: إن التحليلات الأولية للمواد التي تشتمل على وثائق وأجهزة حاسب آلي وتليفونات محمولة صودرت من المجمع السكني الذي كان زعيم القاعدة موجوداً به تقدّم دليلا قوياً على أن ابن لادن كان منخرطاً في توجيه أنشطة القاعدة على الرغم من أنه تجنب دائرة الضوء العام إلى حدّ كبير لسنوات. وقال أحد المسؤولين: إن دليلاً تمّ تحليله حتى الآن يشير إلى أنه فيما تم العثور على جهاز اتصال حديث في مخبأه، فمن غير الواضح إذا ما كان ابن لادن نفسه استخدمه دائماً. وخلال العملية التي استمرت شهوراً، والتي أجرتها وكالة المخابرات المركزية ووكالات أمن أمريكية أخرى لتحديد ومراقبة مقرّ إقامة ابن لادن كانت الاتصالات من المجمع مراقبة وتم التقاط صور للمقيمين به. وقال المسؤول: إنه لم تتم سماع أو رؤية ابن لادن نفسه. وقال مسؤول طلب عدم الكشف عن هويته؛ لأنه غير مصرَّح له بالحديث للنشر: إنه مع ذلك، فإن المواد التي صودرت من المخبأ توضح بشكل واضح أن ابن لادن كان لا يزال زعيماً نشطاً لمنظّمته، ويقدّم إرشاداً إستراتيجياً وعملياً وتكتيكياً. وقال مسؤول آخر: إن الدليل الذي تم تحليله حتى الآن أشار إلى أن ابن لادن وأتباعه كانوا لا يزالون مهتمين جداً بشنّ المزيد من الهجمات على "أهدف بنية تحتية" داخل الولاياتالمتحدة. وأصدرت وزارة الأمن الداخلي الخميس نشرة مخابراتية تحذّر من احتمال تخطيط القاعدة لشنّ هجوم على قطارات أمريكية في 11 سبتمبر 2011 في الذكرى العاشرة لهجمات الجماعة على نيويورك وواشنطن. وقال مسؤولون: إن التحذير ناتج عن دليل أخذ من مخبأ ابن لادن يشير إلى أن مثل هذه الخطة نُوقشت. وعلى الرغم من ذلك قالوا: إن الدليل نفسه يعود إلى فبراير 2010، وأنه لا توجد أي إشارة على أن مثل هذه الخطة تم وضعها قيد التنفيذ. من جهتها، أصدرت حركة طالبان الأفغانية بياناً أكَّدت فيه مقتل أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة، بعدما أكَّد التنظيم مقتل زعيمه على أيدي قوات أمريكية، لكن طالبان قالت: إن موته لن يؤدّي إلا إلى أحياء قتالها ضد "المحتلين" في أفغانستان.