دشن أمير منطقة الباحة "الأمير مشاري بن سعود بن عبدالعزيز"؛ فعاليات مهرجان صيف الباحة للعام الحالي "باحة الكادي.. مصيف بلادي 36 "؛ حيث حضر أولى فعاليات المهرجان؛ وهي محاضرة دينية، ألقاها المستشار في الديوان الملكي إمام وخطيب المسجد الحرام فضيلة الشيخ "صالح بن عبدالله بن حميد". وألقى رئيس محكمة الاستئناف بمنطقة الباحة فضيلة الشيخ "عبدالله بن أحمد القرني"، عقب تدشين فعاليات الصيف بجامع الملك فهد في مدينة الباحة؛ كلمةً نوه خلالها بما تشهده أرض الحرمين والمقدسات، وأرض الأمن والاستقرار وقِبلة المسلمين؛ من خيرٍ كثير أنعم الله به على هذه البلاد، مُعرباً عن شكره لأمير منطقة الباحة على افتتاحه فعاليات الصيف بمحاضرة دينية؛ الأمر الذي يعكس اهتمام هذه الدولة المباركة بديننا الإسلامي الحنيف ورعايتها له.
وأثنى "القرني" على اختيار افتتاح برنامج الصيف بمحاضرة للشيخ "صالح بن حميد"، مقدماً نبذة موجزة عن سيرته وعلمه، بعد ذلك استهل فضيلة الشيخ "صالح بن عبدالله بن حميد"، محاضرته بحمد الله وشكره على ما منّ به على بلاد الحرمين من قيادة طيبة ترفع راية التوحيد، ودستورها كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، منوهاً باهتمام الحكومة الرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود- حفظه الله- بالدين ورعايته له والاهتمام بالعلم والعلماء والحرص على نشر الدين الإسلامي في مختلف بقاع الأرض.
وأعرب "ابن حميد" عن شكره لأمير منطقة الباحة على الدعوة الكريمة له ليكون مُشاركاً في افتتاح مهرجان صيف الباحة لهذا العام، مؤكداً أنه عندما يكون المسؤول الأول هو من يشارك المنطقة وأهلها في هذا المهرجان، فهذا يدل على أن البلاد حباها الله قيادة طيبة تهتم بدينها ورفعته وتمسكها به.
وتحدث في محاضرته عن حسن العبادة والبعد عن الفتن والمسؤولية تجاه ذلك، مستعرضاً مستجدات ونوازل العصر الحديث التي تحدث في المنطقة الإسلامية والعربية، وما تمر به من فتن وتحولات وابتلاءات، مبيناً ما تحدثه التقنيات ووسائل الاتصالات وأدوات التواصل بأنواعها من تدخلٍ في كل ما يهمها وما لا يهمها من شؤون العالم، من خلال ما تضخه من أنواع وأشكال المعارف جعلت بذلك الناس في حيرة من أمرهم، وتأكيدها لأنواع الفتن.
وتناول "ابن حميد" في محاضرته معنى الفتنة، وما تشكله من خطر على المجتمع، مستدلاً على ذلك بحديث معقل بن يسار المزني رضي الله عنه في قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "العبادة في الهرج كهجرة إليَّ"، مشيراً إلى أن الفتنة لا تقتصر على الشر، بينما هي في الخير والشر معاً، فهي كل ما يكشفه الابتلاء والامتحان ويتبين فيه حال المسلم من خير أو شر أو خوف أو أمن أو ثبات أو اضطراب.
وأشار إلى أن كل ما يدخل في مسيرة حياة الإنسان من خير أو شر فهو فتنة، مُحذراً من خطر الفتن التي قد تنقل من فاسد أو كاذب أو هوى مُتبع، وما تخلفه من اضطرابات تنتج عنها فتنة قد يحدثها هرج الناس في أدوات التواصل الاجتماعي.
كما تحدّث عن العبادة ومفهومها وتجسد العبادة من خلال الخضوع لله، وتعظيمه، ومحبته عز وجل، مشيراً إلى أن هذه الأمور من أهم العوامل التي يستطيع الإنسان أن يعالج بها نفسه، محذراً في الوقت ذاته من الاتهامات في الدين وبالرياء مهما تصنع فالعبادة قلبية، مؤكداً أن العبادة هي مسؤولية فيما يقوم به الشخص من أعمال يتقرب بها إلى الله.
وحث "ابن حميد" الجميع على الانشغال بعبادة الله وحده والبعد عن الهرج والمرج في مواقع التواصل الاجتماعي، مستعرضاً أنواع العبادة وكيفية أدائها، واستشهد في ذلك ببعض العبادات التي يؤديها المسلم؛ مثل الصلاة، والصيام، وصلة الرحم، والسعي على الأرامل والمساكين، وغيرها من العبادات.
وأضاف أن من حكمة الله سبحانه وتعالى أنه جعل الناس ذوي مواهب مختلفة وتميزهم في عبادته، ومن رحمته أيضاً أن الله جعل الثواب على قدر هذه المواهب، مستشهداً بما يتميز به العلماء والمشايخ من مواهب، كل حسب مسؤوليته؛ فمنهم المفتي، والخطيب، والواعظ، والبعض يُحسن في شيٍء خاص ولا يستطيع في شيء آخر.
ونصح الجميع بعدم تصنيف الناس، وعدم الغلّ على أحد أو نقد الإنسان في خُلُقه أو تصرفاته أو خَلْقه، والانشغال بالعبادة والتمتع بالأخلاق الفاضلة والخلق الحسن، والرفق في مختلف أمور الحياة، والبعد عن العنف في اتخاذ القرار في حالة الغضب.
وأوصى "ابن حميد" في ختام محاضرته الجميع بحسن العبادة لله تعالى، والاجتهاد في ذلك، وأدائها على الوجه المطلوب، لافتاً النظر إلى أن من أهم شروط القبول في العبادة الإخلاص والمتابعة.
وحضر المحاضرة: وكيل إمارة منطقة الباحة "الدكتور حامد بن مالح الشمري"، ومدير شرطة المنطقة "اللواء مسفر بن سفير الخثعمي"، ومدير مكتب أمير المنطقة "أحمد بن صالح السياري"، ومدير عام العلاقات العامة والإعلام بإمارة المنطقة "خضر بن عبدالرحمن الغامدي"، وجمع من أهالي منطقة الباحة.