لا يسيطر على فكر الشاب السعودي "أنس مبارك راشد آل سليم" (23 عاماً) صباح مساء إلا نوع الأكل الذي سيقدمه لرواد أفخم فنادق العاصمة السعودية الرياض الفورسيزون، حيث يعمل منذ قرابة العامين شيفاً يعد ما لذ وطاب من الأطعمة التي تلبي كل الأذواق. يقول الشاب "أنس" الذي كرمته هيئة السياحة والآثار، ومنحته جائزة التميز السياحي فرع "أفضل طاه شاب": "طموحي لا حدود له، وما كنت أعانيه بالأمس من نظرة المجتمع والأقربين من عملي يتحول تدريجياً وهم يشاهدونني أرتقي السلم الوظيفي وأحقق أفضل المميزات المالية والإدارية".
وعن حلمه الذي يطمح إليه قال: "تعد رواتب الطهاة في العالم من الأعلى، وحلمي أن يتجاوز راتبي سقف ال100 ألف دولار شهرياً، حيث أعتزم الدراسة خارج المملكة، وتحديداً في سويسرا، وهذا حلم ليس مستحيلاً، وقد بدأت أتلمس طريقي نحو هذا الهدف".
واعتبر أن فوزه بجائزة التميز السياحي واستلامها من الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز وساماً يعتز به، ومنعطفاً مهماً في حياته المهنية والأسرية، وحافزاً لبقية الطهاة من الشباب السعودي للمثابرة والصبر والتلذذ بهذه المهنة التي لم يألفها الشاب السعودي بعد.
وعن دراسته يقول: "التحقت بمعهد أهلي متخصص في الفندقة في تخصص أمين مستودع، وفجأة تم تحويل هذا القسم إلى الطبخ، ووجدت نفسي أتلذذ بهذه الدراسة رغم عدم قناعة الأسرة، حاولت جاهداً إقناعهم بأهميتها وعائدها المالي ومستقبلها الوظيفي، وأمام طموحي قرروا دعمي والحمد لله".
وأضاف: "بعد عام من الدراسة في المعهد تخرجت بدرجة دبلوم أغذية ومشروبات، وجدت نفسي أعمل لدى شركة فرنسية تدير سلسلة من المطاعم المهمة في المملكة، حيث عملت معها عشرة أشهر، قبل أن أنتقل إلى فندق الفورسيزون في الرياض منذ ما يزيد عن العامين، إلى جانب عملي في ذات التخصص خارج وقت العمل الرسمي لتحقيق حلمي وعشقي واكتساب المزيد من الخبرات، لا سيما أنني شاب ولم أرتبط بزوجة بعد".
وأوضح أنه يطبخ لأسرته الكثير من الوجبات في المنزل، لكن والده ووالدته لم يتعودا على هذه الأكلات التي تذهب إلى بطون شقيقاته وأشقائه!
وعن طبيعة عمله الحالية قال: "أعمل شيفاً مسؤولاً عن قسم الأكلات الساخنة والباردة، وأعمل على تحضير السلطات والسندويتشات لرواد الفندق والمطعم، وأشعر بالفخر وأنا أرى الزبائن يتلذذون بالتهام ما صنعته يداي".
وشدد على أن "هيئة السياحة والآثار أحدثت نقلة هائلة في قطاع السياحة الوطنية، وأدت إلى تطور قطاع الفندقة بعد انتقال هذا القطاع إليها، والجميع يشعر أن الفنادق تتطور، ونحن كموظفين ننظر إلى دور الهيئة بكثير من الامتنان، فهي فتحت لنا فرصاً وظيفية، والأهم من كذلك حققت لنا مناخاً طيباً ومريحاً وآمناً في نفس الوقت".
وأعرب عن خالص شكره للأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز على جهوده الكبيرة في تطوير صناعة السياحة الوطنية، والارتقاء بها من الجهود الفردية إلى العمل المؤسسي الذي يتكئ على أرضية صلبة، ويستمر خيره ونفعه للأجيال المقبلة.
واعتبر أن جوائز التميز السياحي تعد بادرة مثمرة ومحفزة للقطاعين العام والخاص للتنافس عليها سنوياً، فهي تذكي روح المنافسة وتشجع على الإبداع والمبادرات والنجاحات.